بوابة الفجر

أضرحة آل البيت المجهولة بالإسكندرية تحت الترميم والصوفية: أغلقناها خوفاً من هدمها (صور)

بوابة الفجر

داخل شارع فؤاد، أحد أقدم شوارع محافظة الإسكندرية التاريخية، يقف ضريحي حفيد الصحابي علي ابن أبي طالب، وراوي الأحاديث عن أبو هريرة في مواجهة بعضهما البعض في منتصف الشارع، فأحدهما قد كُتب  بجوار مدخله على لوحة رخامية"يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القاري" راوي الحديث عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن التابعين وتوفى عام 181 هجرياً"، والأخر قد كتب في مقدمة المدخل"مقام عبد الله بن سيدي علي زين العابدين أخو سيدي أحمد المتيم بن سيدنا الأمام الحسين بن علي بن أبي طالب".

"خطوات المارة داخل شارع فؤاد تجهل أثار التابعين من آل البيت الذين دخلوا مصر مع بداية الفتح الإسلامي"، هكذا تحدث الستيني"هشام" الموكل من المشيخة الصوفية لحراسة الضريحيين ل"الفجر"، فهو يشير إلى أن تلك الشارع  القديم يشغله مقرات المصالح الحكومية والهيئات وجميع من يخطو إليه يأتي لانهاء مصالحه على عجله، دون ملاحظة تلك المبنيين القديمين المقيمين فوق الضرحيين.

ويضيف أن حب الصوفيين في زيارة سيدي المرسي أبو العباس ومداح الرسول الأمام البوصيري بمجمع المساجد قد سحب الأضواء من زيارة تلك التابعين، رغم كونهما أثر تاريخي يشير إلى الفتح الإسلامي لمصر، وأن الزيارات لتلك الضريحين قليلة جداً، وأنها قد تكون بالتزامن مع احتفالات مولد ابو العباس، إلا أنه في بداية شهر رمضان الماضي، تم إقامة احتفالات محدودة بهما.

"الفجر" رصدت قدم مبنيي الضريحين الذي جاء بنائهما على شكل قبة المسجد مزودين بآيات قرآنية محفورة من سورة الكرسي، ووقوعهما وسط مباني سكانية تابعة لهيئة الأوقاف.

ويضيف حارس الضريحيين أن تهالك المبنيين قد دفع المشيخة الصوفية إلى إعادة ترميمها عقب اغلاقهما لنحو أربعة سنوات وأن اعمال الترميم تتم بالجهود الذاتية من المحبيين والصوفيين، وذلك تمهيداً، لإعادة افتتاحهما مرة أخرى وزيارة الناس لهما.

وبسؤال إدارة الآثار الإسلامية بالإسكندرية برئاسة محمد متولي حول جهة تابعيتهما قد أفاد ل"الفجر" أن جميع أضرحة المحافظة القديمة غير مسجلة بالآثار، عدا ضريح النبي دانيال الذي يكون ضمن آثار المحافظة الإسلامية.

وبالحديث مع الشيخ جابر قاسم وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية بالإسكندرية قال إن تلك الضريحين من ضمن اثار دخول آل البيت مصر ومحافظة الإسكندرية بالتحديد، وأنهم قد دخلوا الإسكندرية في المئة سنة الأولى عقب الهجرة النبوية، عندما ارسل عمرو ابن العاص لفتح مصر، وأنهم قد استقروا وعاشوا ودفنوا في محافظة الإسكندرية، وأنه بتتبع سيرتهم قد قاموا بادخال المصريين في ديانة الإسلام، وعلموهم القرآن الكريم والسنة النبوية ونقلوا الأحاديث الشريفة إليهم.

وتحدث أن "يعقوب القاري" يعود نسبه إلى قرية القار بالمدينة المنورة، وأنه قد رحل إلى الإسكندرية، وروى الحديث عن أبيه وكذلك عن سيدى موسى بن عقبه وعن أبن وهب، وعن ثقة أبن معين، وقد عُرف عنه أنه تفقه في الأحاديث،  ويقع مدفن باق سلالته في مجمع الأضرحة بمنطقة أبو العباس، فيما يعد عبد الله بن على زين العابدين بن الحسين من سلالة آل البيت وقد دُفن في تلك الضريح مع زوجته السيدة"منينة"، ويقع مدفن شقيقه أحمد المتيم بمنطقة الشلالات.

ويضيف أن المشيخة الصوفية قد تعمدت اغلاق الضريحين عقب ثورة يناير عقب هجمة التيار السلفي ومطالبته بهدم الأضرحة، وأن المشيخة قد شكلت لجان لحماية تلك الضريحين من محاولة الهدم، عقب تعرض ضريح"مصطفى جاد" التابع للطريقة المرازقة الأحمدية بمنطقة الورديان من محاولة هدمه.

وذكر أن المشيخة تقوم باعمال ترميمات داخل الضريحين، مقدمة لإعادة افتتاحهما مرة أخرى، وإقامة وفق المنهج الصوفي الحضرات والاذكار الدينية، وحتى يكون مزاراً للراغبين في تتبع اثار التابعين وآل البيت داخل محافظة الإسكندرية.