لبنان.. لا تزال تعاني من أزمات كبيرة ناجمة عن نقص البنية التحتية
على الرغم من مرور ثلاثة عقود على انتهاء الحرب الأهلية في لبنان، إلا أن البلاد لا تزال تعاني من أزمات كبيرة ناجمة عن نقص البنية التحتية المناسبة للكهرباء والاتصالات والمياه والنفايات والنقل.
ولكن التدهور المالي والاقتصادي الحاد الحالي وضع لبنان على حافة الهاوية.
وكالعادة، تلجأ الدولة إلى حلول مؤقتة بمثابة تخدير الوضع لبضعة أشهر، قبل أن تظهر مشكلة جديدة في مكان آخر.
واليوم، هناك ثلاث أزمات كبرى تهدد الظروف المعيشية للشعب اللبناني. الوقود، مع دعوات إلى إضراب مفتوح من قبل مالكي محطات الوقود اعتبارًا من الأسبوع المقبل؛ واحتمال توقف العملية في المخابز، ومشكلة خطيرة للغاية تهدد استيراد الدواء.
وترتبط جميع الأزمات بارتفاع قيمة الدولار الأمريكي مقابل العملة الوطنية، لأن التجار يشترون البضائع بالدولار الأمريكي ويبيعونها للمستهلكين بالليرة اللبنانية، وسط عجز البنك المركزي عن السيطرة على اللعبة.
وقررت نقابة موزعي الوقود ومحطات الوقود في لبنان تنظيم إضراب مفتوح اعتبارًا من يوم الاثنين المقبل ما لم تسفر الاتصالات المستمرة عن حلول ترضي القطاع.
واجتمع أعضاء الاتحاد يوم الجمعة في بيروت وقرروا منح الحكومة مهلة 48 ساعة، قبل إضراب تحذيري يوم الاثنين.
وفي تصريحات لـ "الشرق الأوسط": "قال سامي براك، رئيس نقابة أصحاب محطات الوقود: "ستتوقف الشركات يوم الاثنين عن توزيع الوقود على محطات الوقود، الأمر الذي يحرمها من قطرة واحدة من البنزين".
وأشار إلى أن "الاتحاد بذل جهودًا جبارة مع رئيس الوزراء سعد الحريري للتوصل إلى حل، ولإقناع الشركات الموزعة بدفع ثمن الوقود بالليرة اللبنانية".
وأضاف: "لن نقبل الاستمرار في شراء الوقود بالدولار وبيعه للمستهلكين بالليرة اللبنانية بالسعر الثابت الذي تحدده وزارة الطاقة".
ولعنة سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية لم تقتصر فقط على الوقود ولكن وصلت أيضا المخابز، وينذر أزمة الخبز.
وقال "كاظم إبراهيم" رئيس اتحاد المخابز: "لقد أثر الوضع الاقتصادي الحالي، وخاصة الوضع النقدي سلبًا على عمل المخابز". مضيفًا: "لقد أصبح من الصعب على أصحاب هذه المؤسسات دفع مستحقاتهم بالدولار الأمريكي بسبب عدم وجود هذه العملة في الأسواق".
وقال في بيان أن المخابز كانت تبيع الخبز ومشتقاته بالليرة اللبنانية، في حين يتعين عليها دفع ثمن الدقيق والمواد الأخرى بالدولار الأمريكي.
وأضاف: "يتعامل المستوردون مع العملات الأجنبية فقط، مما يتسبب في خسائر كبيرة من قبل أصحاب المخابز بسبب التحويل من LBP إلى الدولار الأمريكي".
وأكد: "أن "الاتحاد يحذر جميع المسؤولين من أن أصحاب المخابز قد يضطرون إلى التوقف عن العمل".
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور "إيلي يشوي": "أن التعميم الصادر عن محافظ مصرف لبنان، رياض سلامة، فيما يتعلق بتأمين التمويل بالدولار لثلاث سلع أساسية - الوقود والدواء والدقيق - لا يتناسب مع طبيعة عمل المستوردين.
وقال لـ "الشرق الأوسط": "أن التعميم "يشترط على المستورد أن يعلن كل البضائع التي يريد استيرادها، في حين أن المستورد يؤمن أوامره من الخارج على أقساط".
وأضاف: "أن تعميم البنك المركزي هو اعتراف صريح بسقوط ولاحظ أن سعر صرف الليرة "مقابل الدولار الأمريكي".
وكانت الأزمة المستمرة هي محور اجتماع عقد مؤخرا بين وزير الصناعة وائل بو فاعور ورئيس جمعية تجار بيروت نيكولا شماس.
أضاف: "أن مخرج الأزمة هو من خلال الحوار الاقتصادي، ولا يمكن أن يستمر النهج الاقتصادي الحالي. نحن بحاجة إلى تغيير جذري في النهج ".