بوابة الفجر

فنان "القرن".. "أبوهاني" ينحت عظام الجاموس ويحولها إلى تحف عالمية (فيديو)

فنان القرن
فنان القرن

يأسر القلوب ويبهر الأنظار عندما ينتهي من تحويل "قرن الجاموس" إلي تحفة فنية مميزة.. هكذا يصفه أهالي منطقته بزاوية غزال التابعة لمركز دمنهور بمحافظة البحيرة.

"عندما أكملت السابعة عشر من عمري التحقت بأحد مراكز التدريب المهني وتعلمت فنون نحت قرون الجاموس علي يد متخصصين ومحترفين".. بهذه الكلمات بدأ عم "عبدالله إبراهيم" الشهير بـ"أبوهاني" يروي رحلة 53 عاما قضاها في تلك المهنة.

فمن داخل ورشته الصغيرة المحلقة بمنزله، يقول "أبوهاني" أنه يحرص علي جمع قرون الجاموس من المجازر والمدابغ لتحويلها إلي قطع فنية مميزة، مؤكدا أنه يجب أن تكون تلك القرون كبيرة ليتمكن من تشكيلها ونحتها.

ويضيف "أبوهاني" قائلا: أقوم بشراء القرون من المجازر بالكيلو وأفضل قرن البقر لأنه بيكون أطول وفارغ من الداخل، وأستخدمه في صنع الأباجورات على شكل أسماك، أما قرن الجاموس فيكون جزء منه فارغ والآخر مليان، وأستخدمه في نحت أشكال لمختلف الحيوانات.

النحت علي قرون الجاموس مهنة شاقة وتحتاج إلي مزيد من الصبر، هكذا يقول "أبوهاني"، ويكمل قائلا: بعمل منه أشكال كتير تنفع هدايا للعرائس، منها شكل سمكة حيث أقوم برسم الفم أولا علي القرن وبعد ذلك أحدد الرأس وأماكن الزعانف التي سيتم تركيبها بالجوانب وأخيرا تركيب الذيل لتظهر بالشكل المطلوب.

وعن مراحل صناعة التحف من قرون الجاموس، قال "أبوهاني": ابدأ بالرسم علي قرن الجاموس بالأقلام الملونة للشكل المطلوب سواء مجسمات للطيور والحيوانات أو قطع ديكورية، ثم أقوم بتثبيته على المنقلة وأبدأ في نحته باستخدام أدوات بسيطة منها الكماشة، المنشار، الأزميل، والمبرد اليدوي، ثم أقوم بتسخين بعض الأماكن فيه لتشكيله كما أريد حتى يصل للشكل المطلوب، لينتهي بمرحلة التنعيم والصنفرة قبل التلميع، ليكون جاهزًا للبيع، ففي نحت مجسم الأسد أقوم بتحديد وعمل فتحة للفم لأضع به الفريسة ولتكن مجسم لغزالة، وكذلك نقش الشعر وتحديد العينين والحوافر.

ويطالب "أبوهاني" المسئولين بمحافظة البحيرة بالتدخل لإنقاذ تلك الحرفة النادرة من الاندثار، وكذا دعم الصناعات اليدوية خاصة أنتيكات قرن الجاموس وتنظيم المعارض الفنية لها والمساهمة في تسويقها بشكل يتناسب مع قيمتها الجمالية والتراثية.