بوابة الفجر

رامى رشدى يكتب: خطة «برهامى» لتجنيد أعضاء الإخوان



مخاوف التيار السلفى من استيعاب الدولة للجماعة دون الرجوع عن أفكار «سيد قطب» والعنف والدم


«كلام هام جداً اليوم لشيخنا الشيخ ياسر برهامى عن التصالح بين الإخوان والنظام».. بتلك الكلمات التى تداولها القواعد السلفية بالإسكندرية وذراعها السياسية حزب النور، تنقل رسائل طبيب الأطفال، نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية ياسر برهامى، لأعضاء الدعوة السلفية، والتى أراد من خلالها إرساء قواعد وآليات التعامل فى الفترة المقبلة، وكانت عبارة عن ١٢ رسالة كان نصها.

1- نص الرسائل

نحن لا نشمت فى مسلم، بل نسأل الله الهداية للجميع، ولكن ينبغى التأكيد على مآلات المنهج المنحرف دون شماتة، نتمنى أن يرجع الإخوان ويعودوا إلى رشدهم وصوابهم، لكن الإخوان يرجون أننا نقبل رأس الرئيس عبد الفتاح السيسى ويديه، وهدفهم التخلص من حزب النور.

فجماعة الإخوان على استعداد أن تمدح فى الرئيس عبدالفتاح السيسى ألف مرة لنسيان ما جرى منهم، لكنهم لن ينسوا أبدا حزب النور الذى أفسد عليهم خطتهم الشيطانية.

ليس معنى أن نشفق عليهم أن ننسى منهجهم وانحرافاتهم وسلوكياتهم المنحرفة، نحن نتمنى لهم الرجوع ولكن بشروط، أهمها أن يتركوا القيادة القطبية المنحرفة ويتركوا القيادة العلمانية، التى تقول بحرية الشذوذ وحرية الإلحاد، وأنها مكفولة فى الإسلام فذلك قول علمانى، كما أن الذى يروج بأن الفرق بين الإسلام والنصرانية ديناميكى، فهو يروج لأقوال العلمانية.

ليس قضيتنا أن يؤمن الإخوان وخلاص، لكننا نريد أن يأمنوا بالإيمان ويأمنوا بالهداية والتوفيق ودى مش حاجة شخصية، أنا عن نفسى لا أطالب أحدًا من أهل الإسلام لشيء من الحقوق الشخصية، ولكن القضيه قضية دين.

المنهج الإخوانى ارتكب انحرافات كثيرة للمسلمين وطعن كثيراً فى أهل السنة، وصرف عنهم قلوب وعقول كثيرا من محبى الدين والتدين، وأناس كثر انصرفوا منهم شيوخ وطلاب ودعاة.

وبسبب تلبيس الإخوان على المنهج السلفى والدعوة السلفية وحزب النور، حدثت أشياء لا يحصيها إلا الله من الصد عن سبيله، وتفريق الكلمة ومحاولة تمزيق الصف السلفى، ومحاولة تقطيع أوصال هذا الكيان، هذا بخلاف محاولتهم لاختطافهم قواعد ومشايخ قدر استطاعتهم، ومن عجزوا عن اختطافه كانوا يقومون بإسكاته.

و كم من الشيوخ اختلطت عليهم الأمور فأخذوا يطعنوا فى الدعوة السلفية، ويقولوا علينا منافقين وغيرها من الأوصاف بسبب تلبيس الإخوان عليهم.

كما أن الإخوان كانوا حريصين على سفك دماء أبنائهم وأبناء غيرهم من السلفيون الذين كانوا معهم، وتم التغرير بهم، والسلفيون اللى كانوا معاهم هم سلفيين فى الجملة للأسف، لأنهم لم يكونوا على فهم كاف للمنهج السلفى والقضايا المنهجية السلفية على الحقيقة، مثل قضايا المصالح والمفاسد والتكفير وغيرها من القضايا المنهجية.

أما التوبة الصادقة فهى ليست التصالح مع النظام، لكى يحصلوا على صك الأمان والعودة لمصر لأنهم حريصون على محاولة تدمير الدعوة السلفية وحزب النور.

2- إعلان التوبة من أفكار ومنهج سيد قطب

إلى هنا انتهت رسالة برهامى للقواعد والمشايخ والقيادات السلفية، والتى تم تداولها صباح الاثنين، وبمجرد اطلاعنا عليها قمنا بإرسالها إلى أحد القيادات السلفية القريبة من الدعوة السلفية ومن طبيب الأطفال د. ياسر برهامى للوقوف على ما فيها وكيف يفسرها قواعد الدعوة السلفية بالإسكندرية وقيادات حزب النور، وما هى الغاية والهدف منها، فكان تفسيرها وتحليلها من المصدر، بأنها عبارة عن خطة الدعوة السلفية لتجنيد أعضاء الإخوان، وتركيز النقد على أفكار الجماعة فى المستقبل، وأنها فى مجملها تحمل مخاوف التيار السلفى من أى شكل من أشكال استيعاب الإخوان من جانب الدولة، وأن هناك شروطًا للسلفيين لقبول توبة الإخوان، منها التراجع عن أفكار سيد قطب، وإعلان التوبة منها، وعمل مراجعات ومصالحات مع تلك الأفكار.

3- تاريخ طويل من الصراع والصدام

وهنا لابد من استرجاع التاريخ القريب والسنوات العشر الأخيرة للوقوف على حقيقة الصراع وتأكيدات برهامى فى رسائله الأخيرة من أن هدف الإخوان هو القضاء على الدعوة السلفية بالإسكندرية وحزب النور، حيث بدأت الهوة تتسع بين حزب النور وجماعة الإخوان منذ تولى مرسى الرئاسة، خاصة بعد أن أدرك السلفيون أن الجماعة تريد أن تسيطر على كل مفاصل الدولة، وأنها تستخدمهم وسيلة لتحقيق ذلك، ولذا انقلبوا على الإخوان أيام مرسى بعد أن اكتشفوا أنهم خرجوا من مولد المناصب الوزارية بلا منصب!

وازداد الأمر سوءاً واتسعت دائرة الصراع بينهما بعد 30 يونيه، لدرجة قيام بعض أنصار الجماعة المحظورة بمطاردة بعض المشايخ السلفيين فى المساجد والندوات والاعتداء عليهم، فضلاً عن الاتهامات التى تقوم بها جماعة الإخوان بتوجيهها إلى حزب النور سعياً إلى تدميره.

ياسر برهامى كان له تصريحات وقتها: أنه كانت هناك مخاوف للسلفيين من فوز مرسى بالرئاسة خشية أن يسيطر فصيل إسلامى واحد على السلطة، وهى نفسها المخاوف التى لازمت «برهامى» بعد فوز مرسى بكرسى الحكم وقتها ليحذر من استخدام ملف «الأخونة» فى تدمير مستقبل مصر.

والمعروف أن «برهامى» سبق وأن وصف اعتصام «رابعة العدوية» بالمجتمع الإخوانى البغيض المغلق، لأنه رأى هناك -حسب قوله- واقعاً بغيضاً لأغلبية المسلمين، وأنهم لم يشاركوا حفاظاً على الدعوة وأبنائها.

4- اعترافات السلفيين على الإخوان

سلسلة من المقالات حملت عنوان «ذكريات» خرج فيها ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية ليفضح فيها جماعة الإخوان، ويكشف كيف تورطت الجماعة فى العنف، وكيف خدعت أنصارها سواء خلال فترة حكمها لمصر أو خلال اعتصام رابعة، خاصة الاتصالات والتواصل الذى تم فى هذا الوقت بين الدعوة السلفية والإخوان حينها، والذى يحمل شهادات حية تكشف إرهاب وعنف وكذب الجماعة، ومسلسل التفكير والتفجير للجماعة.

وأشار فى سلسلة مقالاته «التى وصلت حينها إلى 5 مقالات» إلى أن هناك خلافات كبيرة بين الدعوة السلفية والإخوان، وأن اعتصام رابعة جلب مصائب للتيار الإسلامى، قائلا: «تأتى رابعة علامة مميزة وفَارِقة بيننا وبين اتجاهاتٍ كثيرةٍ مُنتَسِبة للعمل الإسلامى، ورغم جهودنا التى بذلناها لمنع تكوين الاعتصام ابتداءً - لِمَا نعلم مِن آثاره السلبية على البلاد كلِّها وعلى الحركة الإسلامية خصوصًا-، ثم فى محاولات الفَضِّ السِّلمى دون إراقة الدماء؛ رغم ذلك فإن التُّهَم إلى يومنا هذا لا تزال تنهمر علينا – فى إشارة من هجوم الإخوان عليهم - تصل إلى تُهَم الخيانة والنِّفاق والكفر -حسب درجات الانحراف عند مَن يُلْقِيها.

تاريخ طويل من الصراعات بين الطرفين تلخص الوضع الراهن، وتفسر رسائل برهامى الأخيرة الرافضة للإخوان جملة وتفصيلاً.