بوابة الفجر

منال لاشين تكتب: سعد الدين إبراهيم سمسار أمريكا


شبيه الأكاديمى فى هجمة مرتدة

قدم السلفيين للإدارة الأمريكية بعد غضبهم على الإخوان

سوزان مبارك لأمال عثمان: اتعلمى من سعد ومركز ابن خلدون

انتخب حمدين صباحى الناصرى وزار إسرائيل 3 مرات

الربط بين شخصية الدكتور سعيد خليل مدير مركز الجبرتى فى مسلسل هجمة مرتدة وبين الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون له ما يبرره، فالتشابه بين الشخصيتين أو بالأحرى بين المسلسل والواقع يتعدى اسم الشخصية أو المركز إلى الدور الذى يلعبه كل منهما، بل إن الدكتور سعد الدين وصف نفسه بالخاطبة فى إشارة لدوره فى الوساطة بين الإخوان والأمريكان، وفى المسلسل وصف الدكتور سعيد خليل بالمأذون.

الدكتور سعد الدين إبراهيم رجل التناقضات والتحولات الكبرى، سواء التحولات الفكرية أو الولاء.

فالدكتور سعد الدين إبراهيم يمكن أن نطلق عليه باطمئنان أو بثقة سمسار أمريكا وإسرائيل فى مصر والوطن العربى، كل شوية يبحث عن تيار سياسى فى مصر ليقدمه للأمريكان لتولى الحكم، فى البداية كان سعد الدين وسيطا بين الإخوان والأمريكان، زين للأمريكان الإخوان كفصيل إسلامى معتدل ذى شعبية كبرى، ولكن بعد عدة أشهر من حكم الإخوان وغضب أمريكا عليهم سارع سعد الدين بتقديم السلفيين للأمريكان، وكأى سمسار سياسى حمل سعد الدين رسالة من السلفيين للإدارة الأمريكية: إحنا انفصلنا عن الإخوان ونريد قناة اتصال مباشرة معكم، وراح سعد الدين يبشر بالسلفيين مثلما فعل مع الإخوان، ويشرح أن عددهم بالملايين وشعبيتهم أكبر كثيرا من شعبية الإخوان، وأن الإخوان مجرد 700 ألف وأنهم صعدوا للحكم على أكتاف أو بالأحرى بأصوات السلفيون، وعندما سئل سعد الدين إبراهيم فى ذلك الوقت هل السلفين قادرون على إدارة مصر، أجاب فى حواراته: نعم، ربما لأنه تصور أن الأمريكان يمكن أن يستبدلوا الإخوان بالسلفيين فى مصر.

سعد الدين إبراهيم الذى بدأ ناصريا كان مخلصا جدا فى التطبيع مع إسرائيل فقد زار إسرائيل ثلاث مرات آخرها فى يناير 2018 فى عز مظاهرات القدس، واستقبل السفير الإسرائيلى بالقاهرة فى منزله، ودعا بعض طلابه لزيارة إسرائيل، لأن إسرائيل طلبت منه تنشيط التطبيع.وكالعادة لم يجد سعد مشكلة فى العمل كسمسار لإسرائيل.

وعلى الرغم من تحول سعد الدين عن الناصرية فقد انتخب حمدين صباحى ممثل التيار الناصرى فى أول انتخابات رئاسية.

فى حياته امرأتان قدما له الحماية وفرص الصعود زوجته الأمريكية باربرا ليثم إبراهيم.وهى حاصلة على الدكتوراه فى علم الاجتماع من جامعة أنديانا الأمريكية، والتى كانت جسر التواصل مع نشطاء ومفكرين ونواب أمريكيين.ويتردد أنها اتصلت بالرئيس أوباما خلال الثورة وعرضت عليه أن يذهب زوجها لأمريكا لشرح الوضع.

والثانية كانت سوزان مبارك، أيوه سوزان مبارك.. كانت سوزان معجبة جدا بنشاط مركز ابن خلدون، وكانت تقارن بين المركز وبين جمعيات دفن الموتى التى تنفق عليها وزارة الشئون الاجتماعية.وفى لقاء بينهما وبين وزيرة الشئون الاجتماعية السابقة الدكتورة أمال عثمان أخذت سوزان تستعرض تقارير مركز ابن خلدون المطبوعة بشياكة وبالألوان والجرافيك. وقالت سوزان للوزيرة: ياريت كل الجمعيات الأهلية زى مركز الدكتور سعد.

فى ذلك الوقت كانت أمال عثمان تنظر بريبة لنشاط مركز ابن خلدون لأنه يعمل بالسياسة تحت غطاء العمل الأهلى.

ويعرف الكثيرون أن علاقة سوزان مبارك بسعد الدين إبراهيم قديمة منذ دراستها للماجستير فى الجامعة الأمريكية التى يعمل بها الدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذا لعلم الاجتماع، وشارك بالإشراف على الماجستير. كما أنه قام بالتدريس لكل من جمال وعلاء مبارك.

ولاشك أن دعم سوزان لسعد ومركزه أفاده كثيرا، كما أنها دافعت عنه أمام زوجها مرات عديدة، وبحسب سعد فإن علاقته بسوزان انهارت وفقد دعمها عندما كتب مقالا عن توريث جمال مبارك فى مجلة سعودية، ساعتها خيرها مبارك بين أستاذها وابنها، وبالطبع اختارت الابن.. وسجن سعد الدين إبراهيم. ويعتقد بعض المقربين من سوزان فى تلك الفترة أنها قربت سعد الدين إبراهيم لسبب آخر غير الأستاذية، فقد كانت تريد أن تستفيد من علاقاته بالدوائر الأمريكية والأوروبية لتحقيق حلمها بالفوز بجائزة نوبل.، وربما لهذا السبب أو بالأحرى الحلم قامت ّأيضا الشيخة موزة بتقريب الدكتور سعد، ومنحته 10 ملايين دولار للإنفاق على مؤتمرات الديمقراطية فى الوطن العربى.

الحقيقة أن ذكاء سعد الدين واسمه الأكاديمى خدع كثيرا من الشخصيات ذات الوزن الثقيل بمصر، فشاركوا فى مجلس إدارة مركز ابن خلدون، وفجأة قررت وكالة المعونة الأمريكية خصم مبلغ من قيمة المعونة المقدمة للحكومة المصرية، ومنحت هذا المبلغ لمركز ابن خلدون. ثارت الشخصيات الوطنية بمجلس إدارة المركز لذلك التصرف، واعتبرت قبول المبلغ اعترافا بأن المركز تابع لأمريكا، فقدموا استقالتهم من المركز وقاطعوا أعمال الدكتور سعد الدين إبراهيم.

أما أكبر تناقض فى مسيرة الدكتور سعد الدين إبراهيم فهو موقفه من ترشح جمال مبارك للرئاسة قبل ثورة 25 يناير، فقد كتب مقالا ضد التوريث وأعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية من خارج البلاد، وفى تناقض مثير جدا وقع الدكتور سعد الدين إبراهيم على حملة دعم ترشيح جمال مبارك للانتخابات الرئاسية.

وأما آخر التناقضات فتخص الإخوان مرة أخرى، فعلى الرغم من اعتراف الدكتور سعد الدين إبراهيم بأن الفائز فى أول انتخابات رئاسية هو الفريق أحمد شفيق، وأنه متأكد من النتيجة من خلال مراقبة مركزه للانتخابات إلا أنه فضل أن تسير عملية الانتقال إلى الديمقراطية بشكل سلمى، أى أنه اعترف بالتستر على تزوير الانتخابات لصالح الإخوان.وفى تقرير الانتخابات يعترف سعد الدين بأن الإخوان والسلفيين حاصروا القرى فى الصعيد ومنعوا المسيحيين من التصويت، ولكن ذلك لم يمنعه من إطلاق مبادرة للمصالحة مع الإخوان.

ألم أقل لكم إنه رجل التحولات الكبرى المفاجئة المثيرة جدا.