بوابة الفجر

"تراثنا" يحيي آمال أصحاب الحرف اليدوية والتراثية

بوابة الفجر

أحيا معرض "تراثنا" الذي تنظمه وزارة التجارة والصناعة المصرية للدورة الثالثة على التوالي تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، آمال أصحاب الحرف اليدوية والتراثية في استمرار العمل بتلك الحرف بعد أن كادوا يفقدوا شغف العمل بها مع تجاهل الحكومة دعمهم المعنوي والمادي طوال السنوات الماضية؛ وظل دافع الحفاظ على التراث أو مهارة اكتسبتها ايديهم كان من الصعب على غيرهم تعلمها لتمسكهم بها.

 

ويقول مهندس"أسامة شرف" أحد المشاركين في معرض تراثنا،" إنه بالرغم من عمله كأستاذ مساعد في كلية الهندسة، إلا أنه ما زال متمسك بإنتاج وتصنيع الانوال التي تستخدم في تصنيع عدد من المنتجات اليدوية من بينهم الاقمشة والسجادة."

 

وتابع " شرف" وهو يقف وسط منتجاته  المعروضه من الانوال لـ" الفجر"،"يعتقد الكثير أن صناعة الأنوال قد انقرضت وانتهت.. لكن معرض "تراثنا" جاء ليؤكد لهم أنها صناعة قائمة،  ويعتمد عليها في توفير فرص عمل للشباب.

 

والنول هي أداة يدوية يوجد بها العديد من الفتحات يتخللها النسيج، ويتم  نسجة على هيئة اقمشة او سجاد، يتطلب استخدامها مهارة عالية، لما يستغرقه المنتج الواحد من أيام لإنتاجه.

 

واضاف،" أن منتجه يتم تصديره إلى فرنسا والولايات المتحدة وايطاليا، بينما تراجع الطلب عليها في مصر بعدما ترك العديد من الحرفيين تلك المهنة لعدم التقدير الحكومي.

 

وتوقع "شرف" ان يعود الطلب علي منتجه في السوق المحلي بعد الدعم الكبير الذي اوله الرئيس "السيسي" للحرف اليدوية والتراثية من خلال معرض تراثنا، قائلا" هناك العديد من المواطنين قاموا بشراء الأنوال خلال الدورات السابقة في معرض تراثنا وقاموا بالإنتاج الفعلي وبيع مشغولتهم، و عندما وجدوا عائد مادي جيد تحقق لهم بدأوا في توسيع إنتاجهم بشراء المزيد من الأموال خلال الدورة الحالية هذا لم يكن يحدث قبل معرض تراثنا الذي روج قام بالترويج للمنتجات اليدوية وتشجيع المواطنين على شرائها."

 

أزمة كورونا

 

قال إنسان الوكيل صاحب منتجات صدفية، " إن مبيعاته تأثرت بشدة بأزمة كورونا خلال العاميين الماضيين، بعد التراجع الكبير الذي سببته في أعداد السائحين الذين هم أكثر زبائنه.

 

وتعلم "الوكيل" صناعة الصدفيات وهي عبارة عن علب  واثاث مزخرفة، منذ الصغر في أحد ورش قري محافظة المنوفية، التى يمتهن أهلها تلك الحرفة منذ السبعينات، وتعد مصدر رزق لهم، بعد أن ذاع صيتها عالميا.

 

واستكمل وهو  يمسك بأحد منتجاته،" لذلك يعد "تراثنا" فرصة رائعة لتسويق إنتاجنا بعد أزمة كورونا،  بالتعرف على تجار جدد، وإمكانية التعاقد على صفقات تصدرية، خاصة أنه لا يمتلك محلات  لعرض بضائعهم.

 

غزو المستورد

بحسب " الوكيل"، تأثرت حرفته مثل كثير من الحرف اليدوية الأخرى، من عمليات مضاربية من دخلاء على الحرف باستخدام مواد خام رديئة، وزيادة المنتجات المقلدة التي يتم استيرادها من الخارج خاصة الصين، وبيعها بأسعار أرخص.

 

 وفي  فترة السبعينات والثمانينات ازدهرت منتجات أصحاب الحرف اليدوية والتراثية المصرية من سجاد، وأقمشة، أثاث، وأواني فخارية، وصدفيات، وانتيكات، ورسومات ،و  تحف فرعونية ابهرت العالم، لكن مع غزو البضائع المستوردة البلاد خاصة  فى التسعينات، بدأت عمليات سرقة  أسرار تصاميم تلك المنتجات وتقليد إنتاجها اعتمادا على الماكينات بأسعار أقل مقارنة  بتصنيعها يدويا، ما وجد أصحاب الحرف  نفسهم أمام منافسة غير عادلة، تتم على  أعين الدولة  دون الدفاع عنهم وحماية حرفهم من المنتجات المستوردة؛ ليضطر عدد كبير منهم إلى هجرة الورش لحرف أخرى، أو استمرار الإنتاج وبيعه للأشخاص الذين يقدرون قيمة المنتج اليدوي.

 

 

فرصة تسويقية :

 

ويرى" إبراهيم على" من محافظة المنوفية صانع أواني فخارية أن معرض تراثنا يعد فرصة تسويقية للمنتجات الحرفية واليدوية، خاصة أن تلك المنتجات تراجع عمليات شرائها مع عدم وجود تسويق جيد من قبل القائمين عليها.

 

وتابع "على" وهو يعمل في تلك الحرفة منذ الستينات،" الأواني الفخارية صحية بكثير عن الأواني التي يستخدمها المواطنين حاليا،  لأنها من الطبيعة لكن بسب ضعف  عمليات التسويق لها فقدت زبائنها مثلها مثل الحرف الاخري.

 

وتعمل وزارة الصناعة من خلال جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، على زيادة  التسويق للمنتجات اليدوية، وقامت خلال فاعليات معرض "تراثنا" لهذا العام  باستحداث وحدة تطوير الأعمال لمساعدة أصحاب الحرف في تأسيس علامة تجارية وشعار لمنتاجتهم،  وطرق تصويرها بطريقة محترفة لعرض وبيعها   على الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وقال طارق شاش الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة لـ" الفجر"، إن أكثر من 280 عارض سجلوا في وحدة تطوير الأعمال   في اليوم الأول من المعرض للحصول على  أكثر من 200 خدمة من الخدمات التي توفرها،  مشيرا إلى أن الوحدة قامت بالتعاقد مع منصة أمازون للتجار الالكترونية لمن يرغب من أصحاب الحرف اليدوية في عرض منتجاتها عليها لبيعها خلال فترة إقامة المعرض، وهو ما يوفر فرص تسويقية رائعة لهم لما تمتلك المنصة من أحجام زيارات مرتفعة.

 

 

 

مشاركة عربية  :

 

وجاء تنظيم معرض تراثنا هذا العام بمشاركة عدد من أصحاب الحرف اليدوية من الدول العربية من بينهم الأردن والسودان والإمارات.

 

 

قال أحمد صالح البس عضو غرفة الصناعة بالأردن، "إن الحرف اليدوية توفر فرص عمل لكثير من الأسر في العالم العربي، ويعد معرض تراثنا فرصة لاصحابها لتبادل الافكار بينهم يضمن لهم الحفاظ على حرفهم التي تعد تراث، وضمان استمراريتها، ونقلها للأجيال القادمة، وفتح أسواق جديدة لنموها."

 

 

وتابع،" أن الرئيس السيسي من خلال معرض تراثنا فتح الباب أمام أزدهار الحرف اليدوية العربية بالمزج بينهم واقامة حرف يدوية مشتركة وتصديرها للعالم.

 

ويناقش جهاز تنمية المشروعات بحسب الرئيس  التنفيذي طارق شاش، اقامة معرض "تراثنا" اختيار بلدان عربية لإقامة معرض تراثنا خلال الدورات القادمة ليصبح ايقونة لدعم الحرف التراثية، وفتح فرص تصديرية لأصحابها.

 

مصدر رزق :

 وأصبح معرض تراثنا  ينتظره العديد من  أصحاب الحرف التراثية واليدوية من العام للعام ، بما يمثله من مصدر رزق يستطيعون الإنفاق به على أسرهم نتيجة المبيعات القوية التي يحققونها خلاله.


وقالت زينب على بائعة منتجات جلدية، إنها شاركت في  معرض تراثنا العام الماضي، ونجحت في بيع جميع منتجاتها وهو ما حقق لها دخل تستطيع أن تنفق على أسرتها من خلاله خاصة وأنها مطلقة وتعول ثلاث فتيات.


وقالت أمل محمود والدة إحدى الفتيات من ذوي القدرات الخاصة مشاركة بالمعرض، إن  معرض تراثنا خدم ذوي الهمم الذي لديهم حرف يدوية، حيث منح ابنتها زيزي التي تعمل في إنتاج منتجات الكروشية، الثقة بنفسها، وجعل من هويتها مصدر رزق تعتمد عليه دون الحاجة للاخريين.


وأضافة " أمل"، زيزي العام الماضي باعة كافة منتجاتها ، وأصبح لها زبائن يطلبون منها بضائع إضافية،  لولا معرض تراثنا لن تكن زيزي قادرة على تطوير منتجتها او الاستمرار في تلك الهواية.