بوابة الفجر

البرهان يعد بمجلس سيادي جديد وحكومة تكنوقراط

تشكيل الحكومة السودانية الجديدة (تفاصيل)

الفريق عبد الفتاح
الفريق عبد الفتاح البرهان

تجنبًا لحدوث حرب أهلية بالسودان سيطرة القوات المسلحة على السلطة عقب إطاحتها الإثنين الماضي بحكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وأطلق القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وعودا بتشكيل مجلس سيادي جديد وحكومة تنفيذية جديدة، في ضوء ذلك توضح " الفجر" تصريحات البرهان بشأن تشكيل الحكومة الجديدة وأراء الخبراء على ذلك

 

قال البرهان في أول مؤتمر صحفي يعقده بعد الإعلان عن سيطرة الجيش على السلطة، أمام المخاطر التي شهدتها السودان الأسبوع الماضي والتي من الممكن أن تقود إلى حرب أهلية  لم يكن أمامنا سوى إبعاد السياسيين الذين يحرضون على الجيش.

وأضاف البرهان تصريحات تقول بتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن أي حزب سياسي كما وعد بتشكيل مجلس سيادي جديد لافتًا إلى أن حمدوك مع أعضاء الحكومة، الذين تم اعتقالهم الإثنين الماضي، لم يصبهم أي أذى وليسوا بمعتقلين حيث أن حمدوك موجود ببيت الضيافة بمقر القوات المسلحة لحمايته من قيود فرضتها عليه قوى سياسية وسيعود إلى منزله فور هدوء الأوضاع

وأشار البرهان إلى أن ما قام به الجيش السوداني ليس انقلابًا بل تصحيحاّ لعملية الإنتقال السياسي قائلًا، " تعاهدنا مع المجتمع الدولي أننا سنقوم بحماية الإنتقال الديمقراطي في السودان، ونعلم  كيف ندير السودان ولا نريد وصاية من أحد"

وعن حالة الطوارئ صرح البرهان بأنها سترفع تدريجيًا مع عملية إتمام تشكيل مؤسسات الدولة. وكان البرهان قد أصدر الإثنين الماضي قرارًا بإعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء السودان وحل مجلس الوزراء وتعليق العمل بالمواد ١١، ١٢، ١٥، ١٦، ٢٤ من الوثيقة الدستورية الأمر الذي يعني حل مجلس السيادة الإنتقالي إثر ذلك تشهد السودان أعمال عصيان مدني واحتجاجات قائمة حتى الآن.

 

  الجديد عن تشكيل الحكومة:

ويرى محمد قسم الله، المحلل السياسي السوداني، أن أمر إعادة تشكيل المجلس السيادي خطوة إيجابية موضحين أن تجربة مشاركة المدنيين والعسكريين في المجلس كانت خطأ كبير ولا يوجد مثلها في العالم حيث من الصعب وضع المتضادين في مجلس واحد بل والإنتظار منهم على إصدار قرارات موحدة

 

وأضاف قسم الله في تصريحات خاصة “ للفجر “: ”عدم الخبرة السياسية للطرفين ومحاولات الاستحواز على المناصب كانت سببا آخر يكفي لحل المجلس فاستعداء البعثة الأممية تم من جهة دون أخرى والتطبيع مع إسرائيل تم من طرف دون الرجوع إلى الطرف الآخر. 

كما أن ازدياد المطالب بتسليم السلطة من العسكريين إلى المدنيين والتحريض على الجيش السوداني  جاء في ظل اقتراب توقيت الإنتخابات وكل ذلك دفع الجيش السوداني بأخذ هذه الخطوة”.

 

وتابع المحلل السياسي: تشكيل الحكومة الجديدة معادلة صعبة كشف بعض ملامحها الفريق البرهان في مؤتمره الصحفي أمس بأن الوزراء سيتم اختيارهم من التكنوقراط المتخصصين بعيدًا عن المحاصصات والإنتماء الحزبي وأنّ حكام الولايات سيكونون من جميع أنحاء السودان بمعنى سيكون هنالك تمثيل لكل الولايات في منظومة الحكم ولكن حمدوك سيتم استبعاده من المنظومة الجديدة

 

وأوضح قسم الله، أنه حتى الآن لم يتم ترشيح أي أسماء سوى الدكتور كامل إدريس المدير العام السابق للمنظمة العالمية للملكية الفكرية ( الوايبو) كمرشح لرئاسة الوزارة وأن بقية الوزارات تحت التشاور وقد يتم اختيار موظفين من أعلى الهيكل التنظيمي في مؤسسات الخدمة الحكومية في السودان من واقع خبراتهم التنفيذية لتحقيق قدر من وعود حكومة الكفاءات التي أعلن عنها البرهان مؤكدًا أن أمر تشكيل الحكومة لا يزال في طور التكهنات.

وعن موعد الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة قال: الحكومة ستستغرق وقتا نظرًا لصعوبة  توليفها والتوافق عليها خصوصًا مجلسي السيادة والوزراء ناهيك عن ولاة الولايات، ولكن ربما مع نهاية هذا الأسبوع تبدأ تعيينات وتشكيلات مجلس السيادة.

 

ونوّه أنّ تشكيل الحكومة من الكفاءات عمليًا أمر صعب فحمدوك مع أول أيام اختياره لرئاسة الوزارة كان من منطلق الاختيار بالكفاءة ثم اتضح لاحقا ميوله السياسي للحزب الشيوعي، ومثله غالبية وزراء الفترة السابقة تم اختيارهم على أنهم حكومة كفاءات لكن ظهر جليًا وجههم الحزبي رويدًا رويدًا، لافتًا إلى أن القوى السياسية ستجد موطئ قدم في التشكيل الجديد بصورة أو بأخرى لأن من الصعب أن يكون لدى السودان حكومة تنفيذية وبرنامج وتعمل على علاقات خارجية دون أن تحوي قوى سياسية.