بوابة الفجر

“أبو وردة”.. الشيخ الذى يأكل ويشرب من التحريض وإثارة الجدل

الدكتور مبروك عطية
الدكتور مبروك عطية

أباح العنف ضد النساء وطالب بإيداع كل من تكشف شعرها مصحة نفسية وأكد أن التعذيب ليس سببًا للطلاق

 

يحرص الدكتور مبروك عطية على الظهور بشكل مميز عن بقية الدعاة، يتميز فيه ببساطة أسلوبه وخفة ظله وطرافاته التى يطلقها بين الحين والآخر أثناء أحاديثه الدينية، إضافة إلى إصراره على الظهور ممسكا بوردة حمراء تعبيرا عن سماحة الدين الإسلامى، حيث سبق وقال «بالنسبة للوردة، فإننى أظهر بها لأنها تعبر عن أن الدين الإسلامى دين ورود، وجنات، واللى مش هيعرف إن الدنيا جنة، مش هيشوف جنة الآخرة إلا بعد مدة طويلة أوى».

لكن رغم ماسبق دائما ما يثير مبروك عطية الجدل بسبب الفتاوى التى يقدمها لمتابعيه، خاصة النساء منهم، حيث تسببت فتاويه وتصريحاته المتكررة عن النساء فى حالة من الغضب لدى المجتمع النسوى الذى اعتبر هذه الفتاوى تهدم بمنتهى الاستخفاف ما عانين منه لسنوات وسعين لتغييره من قبل الشيخ مبروك عطية.

الصادم للبعض أن معظم هذه الفتاوى تتسق بشكل كبير مع فتاوى الأزهر لكونه خريج نفس المدرسة، فهو أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر،إلا أن هذه الفتاوى أثارت حفيظة المجتمع النسوى بسبب الطريقة التى يتناول بها الشيخ مبروك الفتوى أو لانتشارها بسبب شعبيته خاصة فى الأوساط البسيطة.

للشيخ مبروك أكثر من فتوى بررت ضرب الزوجات ووصفت النساء بـ«المبالغات فى الشكوى وأن من حق الزوج ضرب زوجته لأن هى من وصلته لدرجة معينة من الاستفزاز أفقدته أعصابه».

الشيخ مبروك عطية من الشيوخ الذين رأوا أن الضرب ليس سببًا للانفصال وأن الزوجة فى كل الأحوال هى السبب وراء «خروج الزوج عن أعصابه» حتى لو وصل الأمر للضرب المبرح أو استخدام وسائل وحشية فى التعذيب وهو ما جعل المجتمع النسوى يغضب من مثل هذه الفتاوى التى تبرر بشكل صريح العنف ضد النساء.

لم يقف مبروك عند هذا الحد بل إنه كفر الزوجة «الكشرية»، وقال إن تكشير المرأة فى وجه زوجها عبوس وكفر، وأن نساء الصحابة كن يستقبلن أزواجهن بالفرحة والترحيب عند العودة وليس بالعبوس والنكد كما هو شائع، وحمل النساء المسئولية عن كل ردود فعل الأزواج دون أن يعبأ بالنساء وهو سبب آخر جعل من الشيخ مبروك شخصية عدائية للمجتمع النسوى.

فى الوقت الذى تسعى فيه المرأة للاستقلال والحصول على حريتها أفتى عطية بعدم جواز المرأة المبيت عند أهلها ما دام لم تكن والدتها مريضة ولا تقم على رعايتها، كما وصف النساء اللاتى ينفقن على المنزل بعدم الكرامة وأن إنفاقها على المنزل هو نوع من قلة القيمة.

كما أنه دمر للنسويات ما سعين سنوات فى ترسيخه من أن المرأة حرة فى جسدها بفتواه عن المرأة العارية التى تكشف شعرها وجسدها أو تلبس ما تريد من ملابس ولا تلتزم بزى معين بأنها  لا بد من إيداعها لمصحة الأمراض النفسية، ورغم السعى من قبل المجتمع النسوى لرفض الاغتصاب الزوجى أو ممارسة الجنس بين الزوجى دون مراعاة رغبة  الزوجة من عدمها، إلا أن الشيخ مبروك عطية خرج بفتواه بأنه برر سوء المعاملة وزيادة الرغبة الجنسية بأن من حق الزوج أن يتزوج بأخرى ولم يخرج ليتحدث عن أهمية حسن المعاملة بين الزوجين واكتفى بالحديث عن حق الرجل فقط وأهمل حق المرأة فى فتواه.

فتاوى الشيخ مبروك عطية المثيرة للجدل لم تقف عند حد النساء اللاتى أثار حفيظتهن بل كانت له العديد من الفتاوى التى كسرت الثوابت ففى كتاب «فتاوى الشيطان» هاجم الأئمة ووصف دعاء الإمام بصوت جهورى وبه سجع والدعاء بالتعميم بأنه من مداخل الشيطان وأنه ليس من المنطق الدعاء لجميع الطلبة بالنجاح  سواء من اجتهد أم لا.

ورفض آراء بعض المشايخ التى يؤثرون فيها  التعبد على العلم واعتبره من فتاوى الشيطان وقال فى كتابه أيضًا إن الخوف من الرياء عند الصدقات هو مدخل من مداخل الشيطان وأن من يزهد فى زوجته وولده من أجل العبادة ليس له علاقة بالدين، كما هاجم المتصوفة وقال فى كتابه إن المتصوفة بلغ بهم الشطط بالادعاء بالحج إلى الكعبة وهم فى مكانهم فالعبادة والتقرب من الله ليست له علاقة بالزهد فى الحياة والادعاء بأنهم يحجون ويذهبون للكعبة ويصلون وهم فى أماكنهم.