بوابة الفجر

أهالي ضحايا "معدية القناطر" يروون لـ "الفجر" لحظات الوجع والقهر.. ويطالبون ببناء كوبري لإنقاذهم من الخطر (فيديو)

محررة الفجر مع أهالى
محررة "الفجر" مع أهالى الضحايا

فى حرارة الشمس الحارقة صيفا وبرودة الشتاء القارصة شتاءً يخرج الآلاف من أهالي قرى طليا والكوادي، وعزبة أبو يوسف، وشطانوف، وكفر صراوة، وبعض العزب التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية بحثا عن لقمة العيش، نظير 50 جنيها، بينهم أطفال فى عمر الزهور يعملون فى المزارع  والحقول.

أطفال كشفت ملامحهم قسوة الحياة التي يعيشونها واضطرارهم إلى العمل لاستكمال تعليمهم من جهة ولمساعدة أهاليهم لمواجهة ظروف الحياة القاسية من جهة أخرى، وهذا لا يتناسب مع طبيعتهم الطفولية فمثلهم من الأطفال يستقبلون كل صباح مشرق بالذهاب إلى المدارس والتمتع بطفولتهم.

وكان لمحررة "الفجر" لقاء مع أهالي ضحايا لقمة العيش والقرى المتضررة من حادث معدية منشأة القناطر الذي كان على متنها 24 طفلا وطفلة بالإضافة لطاقم المعدية في طريق عودتهم من مزرعة دواجن يعملون بها، حيث أسفر الحادث عن مصرع شخصين من مستقلي المعدية و8 آخرين من الأطفال بينما تم نجاة 14.

أطفال نضجوا قبل الأوان
 

فى البداية قال الشيخ محمد عبد الجليل أحد أهالي الضحايا: “ كلهم ابنائنا طلبة فى الإعدادي والثانوي الفني يخرجون من السابعة صباحا وحتى الخامسة مساءً للحصول على يومية نحو 50 جنيها لكى يتعلمون بها”، مضيفة: “فنحن كأهالي نعمل باليومية ولا نحصل إلا على 65 جنيه، ومنا من يعمل فى الفلاحة فى أرض حكومية يدفع إيجارها والأموال التي يتم الحصول عليها من الفلاحة واليومية لا تكفي لإعالة الأسرة التي تتكون من ثلاثة أو أربعة ابناء، لذا نجعل أبناؤنا يتحملون المسئولية معنا لمواجهة ظروف الحياة القاسية، ولتجهيز انفسهم عند الزواج”.
 

حادثة منشية القناطر ليست الأولى
 

وأكد أحمد عبد الله أحد أهالي القرية، أن هذه الحادثة ليست هي الأولى من نوعها ولكنها تعتبر الثالثة  بعد أن انتفض المسئولون في عام 2000 من حادث المأساوي بغرق سيارة بهذه المعدية  التي كانت تنقل الكثير من المواطنين وراح ضحيتها حينذاك الكثير من اهالى العزب التابعة لقري طليا والكوادى وشطانوف والمنيل، وإصابة بعض الاهالى الذين دفعوا حياتهم ثمنا للقمة العيش، وبعد أن قامت لجنة من مجلس الوزراء بمتابعة الحادث وتطوراته وتفقد المكان ومتابعة حالات المصابين والمتوفين وأفادوا أنه سيتم إنشاء كوبري لربط محافظة المنوفية بمحافظة الجيزة إلا إنه حتى ألان لم يتحرك أى مسئول لعمل الكوبري، وبعد ذلك جاءت الحادثة الثانية وهى انقلاب القارب بنحو 18 شخص.
 

مطالب بإنشاء كوبري 
 

وقال سعيد شحات أحد أهالي القرية، إن الأهالي مضطرين لاستقلال المعدية يوميًا باعتبارها السبيل الوحيد أمام للذهاب لأشغالهم.

وأضاف: “أهالى 20 قرية وعزبة كلهم فلاحين ويعملون باليومية، ومن هذه القري عزبة الاصلاح والغنامية والكوادي وطليا وشطانوف وعزبة سيدى ابراهيم وعزبة ابو يوسف وبشكل عام تخدم قري مركز أشمون بأكمله أى ما يقرب من عدد 10000 مواطن ومواطنة لذا نطالب بأنشاء كوبري لتفادي الحوادث لأن أول كوبري من الممكن سير السيارات عليه هو كوبري القناطر الذي يبعد عن هذه القريى بمسافة 30 كيلو”.
 

مضطرين المعدية مصدر رزقنا
 

فيما أكد صبري سالم والد أحد الضحايا، أن “حتى لو مات كل يوم أهالي من هذه القري هنركب المعدية لإنه ا هى المصدر الوحيد امامنا لعبور الجهة الأخري فى الجبل حيث المزارع التى نعمل بها، وعند عطل المعدية والقارب نكون جميعا فى أزمة حقيقية لا نتطيع حتى توفير الطعام لأبنائنا وكلا منا يساعد الأخر بما عنده من طعام وخبز يتوزع علينا جميعا”.


القارب أخطر من المعدية عند تعطيلها.

وأضاف أحمد حسن أحد أهالي القرية: “العيشة غالية أوي ولا بد من توفير مصاريف للاولاد ومحاولة الذهاب إلى العمل فى الجبل باى طريقة، فعند حدوث عطل للمعدية نضطر ركوب القارب ويعتبر خطير جدا وحمولته تكون 18 شخص معرضون للموت، ولا نعتنى بأن هذا يعرضنا للموت أم لا مثل ما نعتنى أنه يجب الحصول على مصاريف، فالقارب تم إنقلابه من قبل وأسفر عن ذلك مصرع خمسة وإصابة آخرون”.


معدية متهالكة ودون وسائل أمان 

 

وطالب أحد أقارب الطفل أحمد ماهر، بمحاسبة المقصرين قائلا: “ماذا بعد أستخراج جثث أبنائنا اين حقوقهم فهولاء الأطفال دفعوا حياتهم بسبب إهمال المسئولين وعدم وجود رقابة على هذه المعدية المتهالكة لذا لابدمعرفة المتسبب فى الحادثة ومحاكمته لكي تهدأ نفوس الأهالي”.

وأضاف: “الأهالىي هنا غلابة لا يملكون أموال لتوكيل محاميين لمعاقبة المسئولين للحصول على حقوق ابنائهم، مؤكدا أن المعدية غير مهيأة للأستخدام وتفتقد وسائل الأمان والسلامة حيث لا يوجد بها صدادات وتم وضع الصدادات بعد وقوع الحادث، كما لا يوجد بها أي فرق إنقاذ سريعة للطواري وعمال المعدية غير مدربين لنزول النهر عند وقوع حادث”.

قارب الموت نستخدمه للعبور للجهة الأخرى

وقال محمد احمد أحد الأهالي فى حال توقف المعدية أو زيادة الإقبال عليها لم نجد أمامنا سوى قارب الموت الذي يستقل ما يزيد عن 18  شخص، وهذا جشع أصحاب المعدية والقوارب الموجودة يعرض حياتنا للخطر فهم يريدون دائما تحميل حمولة زائدة ولا يتبعون التعليمات واللوائح الموضوعة، لذا يجب وجود مراقبة بشكل مستمر على المعدية والقارب.


زينب خرجت من وراء والدها لتساعده فى تجهيزات الفرح 


قال أحد أقارب الضحية زينب عبد المؤمن إنه ا كانت حافظة لكتاب الله وفازت فى الكثير من المسابقات وكانت ستتزوج فى العيد القادم، وكان هذا اليوم الثاني لها فى العمل وخرجت من وراء والدها لكي تساعد فى تجهيزات الفرح، مؤكدا أن الناجيين من الموت ذكروا بأن زينب والفقيد سعيد أصدتموا بفرنتونا السيارة قبل سقوطهم إلى مياه النيل.

طريق السيارات بعيد

وقال أحد شباب القرية ان اقرب كوبري  لهم على مسافة 30 كيلو وللذهاب هناك يتم انفاق نصف اليومية التى يحصل عليها من جهة ومن جهة أخري العديد من السائقين لا يوافقون على تحميل العمال بملابس مهلهلة وفأس ومقطف وسبت.

ونحن أيضا نتحمل بشكل يومى السير على الأقدام على طرق غير ممهدة تزيد عن كيلو ونصف للوصول للمعدية بجانب أن هذه الطرق غير مضيئة ليلا وهذا يتسبب في خطورة كبيرة على الكثير منا، ومن الممكن ركوب موتوسيكل أو توكتوك ولكن فى هذه الحالة يتم انفاق نصف اليومية التى نحصل عليها.

أأخيرا طالب أهالي ضحايا معدية القطا من خلال بوابة “الفجر” من الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي ووزير النقل بالتدخل السريع، لانشاء الكوبري لانقاذهم من الموت الذين يتعرضون له بشكل يومي عند الذهاب إلى عملهم فى مزارع محافظة الجيزة.