بوابة الفجر

من أيام الاحتلال الإنجليزي.. قصص وحكايات عم مختار اللادراعي أقدم جزار في مصر القديمة

مختار اللادراعي
مختار اللادراعي

“رجل سبعيني من عمره يجلس أمام محل جزارة قديم”.. للوهلة الأولى اعتقدت أنني أمام مشهدا سينمائيا، ليدفعني الفضول لمعرفة ما هو السبب وارء أن يجلس رجل عجوز أمام محل يغطية التراب والحديد جرى عليه الزمن والصدأ، وعندما سألته عن السبب كان إجابته مفاجأة بالنسبة لي.


وبعد دقائق قليلة من الحديث معه وجدت في هذا العجوز تشبث بأصول عائلته التي أمتهنت العمل بالجزارة، والحفاظ على هويته من خلال استمرار فتح محله حتى وأن دفنه التراب والغلاء.

 

منطقة الملك الصالح بالجيزة

تعرف منطقة الملك الصالح بالجيزة بوجود أماكن أثرية كثيرة، ولكن الغريب أن تجد مكانا لا تتخطى مساحته الـ5 أمتار، وتضم العديد من الحكايات والأسرار، وهو واحدا من أقدم محلات الجزارة في مصر القديمة بالكامل، وكان زبائنه العديد من نجوم الفن والسياسين، صدرت رخصته منذ أيام الإحتلال الإنجليزي، وهي عبارة عن قطعة قماش أكلها الزمن والسنين.

مختار لادراعي

مختار زيد حسين اللادرعي، يبلغ من العمر 70 عامًا، يسكن حاليا من في منطقة المقطم، وهو من أصول منطقة مصر القديمة وبالتحديد "الملك الصالح"، يمتلك محل للجزارة ورثه عن جده ووالده، واسلتمه بعد انتهاء فترة خدمته في الجيش، بالتحديد في حرب 67.

سبب شهرته بالادراعي

يقول مختار: "هذا اللقب ورثته مع المحل أبًا عن جدًا، حيث أن العائله بالكامل كانوا "سلّخين"، أي يقوموا بسلخ الذبيحة على مرة واحدة بذراع واحد، ومن هنا لقبوا باسم "اللادراعي".


الجلوس على عتبة محله

في العاشرة صباحًا من كل يوم يقطع عم مختار، المسافة من المقطم إلى منطقة الملك الصالح، لفتح ملحه والجلوس أمامه، حتى تغيب الشمس تبدأ المحلات المجاورة في غلق محلاتهم.

السر واء استمرار فتح المحل طوال السنين الماضية

يقول عم مختار أنه لم يتردد على المقاهي وكانت حياته مكرسة للعمل وتربية أولاده، ومع مرور الوقت ارتبط بالمحل الخاص بيه، وهذا ما جعل له صعوبه في ترك ذكرياته والجلوس على المقاهي.

الغلاء سبب الامتناع عن الاستمرار في المهنة

الأسعار ولعت والناس تعبانة، بهذه الكلمات كشف عم مختار اللادراعي، عن السبب وراء عدم ممارسة مهنته واستمرار محله في بيع اللحوم، فضلا عن إقبال الكثير من المواطنين على الوجبات السريعة من المطاعم، فأصبح الإقبال على شراء اللحوم البلدي ضعيف.


حادث تعرض له عاقه عن العمل في اي مجال

يقول صاحب الـ70 عامًا، إنه تعرض لحادث من سنوات مضت جعله غير قادر على العمل في أي شئ، حيث كان يقوم بإزاله قطعة لحمة معلقة، فجرحت أصابعه وهو مصاب بالمرض السكري، فتسبب الجرح في "غرغرينه"، وتم بتر أصابع كف يده اليمنى.


أسلحة جزاره مر عليها أكثر من 50 عامًا

من الصعب أن تجد عدة جزارة مثل الموجودة بمحل عم مختار اللادراعي، حيث أن بحوزته عدة وأسلحة مرت عليها أكثر من 50 عامًا، وتعد أثريه لأنها ليس لها بديل، وتم ابتكار معدات جديدة خاصة بالذبح.


المحل هو هوايته التي يعيش بها

عرض عليه أحد المقاولين شراء المحل منه كونه كائن بموقع جيد ويعتبر من أقدم المحلات في هذه المنطقة، ولكنه رفض أن يفرط فيه لأنه هوايته التي يعش بها وسط الناس.


مشاهير الفن والسياسين أشهر زبائن "اللادراعي" 
يقول عم مختار اللادراعي، إن هناك شريحة من مشاهير الفن والسياسين كانوا زبائن لهذا المحل منذ أن استلم المحل من والده، وكان بستمرار يقوم بتوصل اللحوم لهم، ومن أبرزهم الفنان الراحل عبدالله محمود، والفنانة كريمة مختار.


رفض أن يبيع هويته بالمال وأولاده يكرهون الجزارة

محل في موقع مميز كهذا من الطبيعي أن يقبل على شرائه العديد من المقاولون وغيرهم من المستثمرين، ولكن أبا عم مختار اللادراعي على أن يبيعه على الرغم من العروض الكثيرة التي تلاقها قائلا: "كيف أبيع محل جدودي وأروح فين دا هاويتي اللي عايش بيها"، كما أنني أرفض أن أبيع محتوايات المحل من عدة الذبح أو ثلاجات اللحمة أو الأورمة التي كان يقطع عليها اللحمة، وحتى الدراجة التي كنت أقوم بتوصل اللحوم بها للزبائن لم أفكر في أن أفرط فيها في يوم.