بوابة الفجر

بالتفاصيل.. الكنائس المصرية تستعد لأكبر حركة تنقلات داخلية في سبتمبر الجاري

كنيسة
كنيسة

تستعد الكنائس القبطية الأرثوذكسية، بمصر وخارجها لحركة تنقلات داخلية سنوية، تُجريها تزامنًا مع حلول رأس السنة القبطية، والمعروفة في الشارع الكنسي باسم "عيد النيروز"، في الربع الثاني من سبتمبر الجاري، حيث من المقرر أن تقوم الكنائس بإعادة هيكلة أمناء الخدمات ليحل امناء جدد محل الأمناء القدامى، كما تتغير المسؤوليات الخدمية لعدد كبير من رعاة الكنائس من القساوسة والقمامصة، إلا أن ذلك يعتبر شكل إداري فقط، حيث يحتفظ الجميع برتته سواء كان قسًا أو خدامًا أو شماسًا.

تفاصيل تلك العملية الإدارية والتي تستعد لها الكنائس، كشفها لـ "الفجر" القس دانيال  جرجس، كاهن كنيسة السيدة العذراء للأقباط الأرثوذكس، والذي أشار إلى أن العدد الأغلب من الكنائس القبطية الأرثوذكسية في مصر أو بلاد المهجر، يقوم بتغيير مناصب أمناء الخدمات المختلفة في رأس السنة القبطية، كما تتغير مهام الخدام.
قال القس دانيال جرجس، إنه يأتي على رأس تلك الخدمات التي تخضع لإعادة الهيكلة هي خدمة مدارس التربية الكنسية، والتي تُسمى "مدارس الاحد"، حيث تنقسم إلى عدة أمانات تبدأ من الحضانة والتي تحمل اسم "ني أنجيلوس"- وهي كلمة قبطية تعني ملائكة- والمرحلة الابتدائية، وأمانتين للمرحلة الإعدادية أحدهما للفيتان والأخرى للفتيات،  ومرحلتين أخريتين مثيلتين للمرحلة الثانوية، وأمانة للشباب الجامعي، وأخرى للخريجين، في إشارة إلى كل أمين من هؤلاء يتم تغييره – على الأغلب- وتولية أمين أخر لمدة عام كامل لتنتهي مدته في شهر سبتمبر المقبل.
وعن طريقة اختيار الأمناء الجدد، أشار القس دانيال، إلى أن الكنيسة لا تسير وفق نظام الانتخابات في اختيار الأمناء الجدد، والسبب في ذلك هو ألا تنقسم الكنيسة أو الخدام إلى تحزبات أو أحزاب يحب كل فرد بعضها ولا يحب الأخر، موضحًا أن هدف كل خدمة من تلك الخدمات هو المحبة، مؤكدًا أن الآلية التي تعتمد عليها الكنيسة في اختيار الأمناء الجدد، هي "التزكية"، أي الاختيار الكنسي، وتفوض الكنيسة الرعاة من القساوسة والقمامصة بالقيام بتلك المهمة  كل منهم في كنيسته التي يُشرف عليها.

وأضح "أن الاختيار الذي يقوم به الرعاة للأمين الجديد، لايكن اختيارًا عشوائيًا وذلك حسب تعاليم الإنجيل: " وَلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ بِلِيَاقَةٍ وَبِحَسَبِ تَرْتِيبٍ"، موضحًا أن ذلك الاختيار يخضع لعدة معايير، أولها أن يكون شخصًا على علاقة حسنة بالله ويتجلى ذلك من خلال هدوء طبعاه وامتلاءه من السلام الداخلي والودعة والاتضاع، وابتعاده عن المعثرات والمشاكل، بالإضافة إلى خبرته في الحقل الخدمي المقرر تعيينه أمينًا له سواء كان المرحلة الابتدائية أو الأعدادية أو الثانية أو غيرهما، بالإضافة إلى قدرته إلى التواصل بين لاخدام وكذلك المخدومين ليكون حلقة وصل بين جميعهم، بجانب قدرته على التدبير والإارة والتي تتجلى في السوات التي قضاها كخادمًا من خدام الكنيسة.

أشار القس دانيال أن عملية الانتقالات تلك، لاتقتصر على الخدام فقط، بل يخضع لها الرعاة أيضًا ولكن بشكل مختلف قليلًا، حيث أنه من الجائز أن يُسلم أحد الرعاة مهمته كمشرفًا على المرحلة الثانوية، لراعي أخر، ليتولى هو مسؤولية الإشراف على المرحلة الابتدائية وهكذا. 

من جانبه رأى  مجدى عزيز، أمين خدمة المرحلة الابتدائية بكنيسة مارجرجس للأقباط الأرثوذكس، أن الكنيسة تهدف من تلك العملية ما يُعرف باسم "تجديد الدم"، حتى يتمكن الأمين الجديد من لحصول على مساحته للإبداع والابتكار الذي يعم على الخدمة بالخير مؤكدًا أن الأمين يحرص على عمل تحديث مستمر للآليات المستخدمة في تدبير شؤون الخدمة وربط المخدومين بما يجري على أرض الواقع في المجتمع.

وعلى سبيل المثال قال "مجدى " لـ "الفجر "، إنه بما أن عيد النيروز تتذكر فيه الكنيسة الشهداء الذين رحلوا نظير تمسكهم بالإيمان المسيحي، فإن كنيسته تسعى لتقديم عرض مسرحي يضم قصة شهداء الكنيسة المصرية منذ عهد الإمبراطور الروماني الوثني دقلديانوس، في العام القبطي الأول، وحتى انفجارات البطرسية وطنطا والإسكندرية، حتى يعي الأطفال والنشئ القبطي بشكل عام ما يحدث على أرض الواقع، مؤكدًا على غرس عدة مفاهيم وطنية ومجتمعية داخل نفوس الاطفال مثل محبة الآخرين حتى المختلفين معهم في الدين أواللون أو الجنس.
أوضحت ميريت صفوت وماريان بيتر، قائدتا فريق كلمة الله للتسبيح الكنسي، لـ "الفجر"، أن هناك بعض الخدمات التي على الأغلب لا تندرج تحت حركة التغيرات الداخلية بالكنيسة في عيد النيروز، مثل خدمة التسبيح الكنسي والمعروفة في الشارع الكنسي باسم "الكورال"، وذلك لاعتماد تلك الخدمات على العنصر الفني.
كما أكدتا أن عنصري الخبرة والمهارات الفنية بجانب التحلي بصفات الخادم، هما الركيزة الأساسية التي يتم اختيار قائد الكورال عليها، كما أوضحتا أن عنصري الخبرة والاتقان الفني لا يمكن إيجادهما بسهولة، وبناء عليه تبقى الكنيسة على قائد الكورال حتى يتمكن من تدريب اكبر قدر من المتدربين الجدد شريطة أن يتحلى بصفات الخادم الكنسي المتضع والوديع- حسب تعبيرهما.

أشار مصدر كنسي لـ "الفجر"  إلى أن جميع الكنائس ستطلق التقرير الأخير عن حركة التنقلات داخلها، في عيد النيروز المقرر حلوله في منتصف سبتمبر الجاري، فمن المقرر أن تصدر كل كنيسة بيان بالأمناء الجدد أو الذين تم تجديد مدتهم ليحمل البيان توقيع راعاة الكنيسة والمرحلة التي يشرف عليها كل راعي.


وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد النيروز، يوم 11 سبتمبرالجارى  حيث يعتبر رأس السنة القبطية الجديدة 1736 ( 6262 حسب التقويم المصرى القديم) وفقًا للتقويم القبطى وهو امتداد للتقويم المصرى القديم، الذى يعد من بين الأقدم فى تاريخ البشرية.


وتعتبر كلمة "نيروز" كلمة قبطية وتعنى ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل وهذا العيد مرتبط بالفلاح المصرى فى المقام الأول، وارتبط بالأقباط منذ عصر الإمبراطور دقلديانوس الذى كان عصره قاسيًا وتم فيه اضطهاد المسيحية وهذا أدى إلى تخصيص الأقباط هذا اليوم لزيارة أجساد شهدائهم وما زال يُحتفل به حتى الآن فى الكنائس ويطلق عليه لقبًا ثانيًا وهو "عيد الشهداء".

واحتفظ المصريين بمواقيت وشهور السنوات اللى يعتمد الفلاح عليها فى الزراعة مع تغيير عداد السنين وتصفيره لجعله السنة الأولى لحكم دقلديانوس =282 ميلادية = 1 قبطية = 4525 توتية (فرعونية)، ومن هنا ارتبط النيروز بعيد الشهداء عند المسيحيين.