بوابة الفجر

مصطفى عمار يكتب: لماذا لا نقدم عملًا فنيًا عن الرئيس نجيب؟

بوابة الفجر

فى كتابه «ضحية يوليو الوثائق الخاصة للرئيس محمد نجيب» يكشف الكاتب الصحفى الكبير عادل حمودة أسرار وخبايا ما تعرض له الرئيس محمد نجيب على يد رجال ثورة يوليو.. سطور الكتاب تحمل الكثير من الحقائق التى تؤكد مدى الظلم الذى وقع على الرئيس محمد نجيب كأول رئيس لجمهورية مصر والرجل الذى خاطر بمستقبله وحمل رأسه على كفه لإنجاح مشروع ثورة يوليو باعتبار رتبته الكبيرة داخل الجيش المصرى ولم يكن فى حاجة لأن يعرض حياته ومكانته داخل القوات المسلحة على عكس تنظيم الضباط الأحرار الذين كانوا من أصحاب الرتب الصغيرة داخل صفوف الجيش المصرى وسيطر عليهم وقتها حماس الشباب لإنجاح حركتهم مهما كانت النتائج حتى لو كان وصل الأمر لإعدامهم. لأن احتمال نجاح حركتهم كان سيغير مستقبلهم بالكامل مثلما حدث.. ولكن اللواء محمد نجيب لم يكن فى حاجة لخوض هذه المغامرة إلا بدافع واحد فقط هو حب تراب هذا الوطن ومحاولة مساعدته مجموعة من الشباب أمن بفكرتهم وصدقها ودعمها بكل ما يملك.. ولكن سطور كتاب الكاتب الكبير عادل حمودة تكشف لنا الخبايا التى حولت العلاقة بين اللواء نجيب وحركة الضباط الأحرار ١٨٠ درجة.. لينتهى به الحال تحت الإقامة الجبرية داخل فيللا مهجورة لا تصلح للحياة الآدمية.. قضى فيها أكثر من ١٧ عامًا متجردًا من كل مظاهر الحياة الآدمية والإنسانية

وربما يكون الرئيس الوحيد الذى انتصر للرئيس محمد نجيب هو الرئيس عبدالفتاح السيسى والذى قرر إطلاق اسمه على أكبر قاعدة عسكرية فى مصر وهى قاعدة الرئيس محمد نجيب.. فرغم العفو الذى منحه الرئيس السادات للرئيس محمد نجيب إلا أنه اكتفى فقط بإلغاء إقامته الجبرية وجاء بعده الرئيس مبارك ليواصل تجاهل الرئيس نجيب لدرجة وصلت لإخراج أسرته من مسكنها عقب وفاته.. ليأتى الرئيس عبدالفتاح السيسى محاولًا تصحيح أخطاء الماضى رغم أنه غير مسئول عنه ولكن قدم ما يستطيع لعل روح الرئيس محمد نجيب تستريح.. ولكن لماذا لم نفكر فى أن نواجه أخطاء الماضى ويتم تحويل سيرة الرئيس محمد نجيب لفيلم سينمائى أو مسلسل درامى ١٥ حلقة؟.. يبدأ بافتتاح الرئيس السيسى لقاعدة محمد نجيب العسكرية وبعدها نرى ما حدث مع محمد نجيب خلال ٣ عصور من التهميش والظلم من وقائع كتاب الكاتب الكبير عادل حمودة.. نعم الرئيس عبدالفتاح السيسى انتصر للرئيس محمد نجيب وأعاد له جزءًا من حقه ولكن يبقى أن تعلم الأجيال الحالية أن محمد نجيب هو أول رئيس لمصر وأنه ظلم بخطأ شخص واحد أو حتى مجموعة أشخاص ظلموا هذا الرجل ظلمًا كبيرًا.. ولن يكون هناك أفضل من الدراما والسينما لتخلد ذكرى نجيب وتضحيته من أجل تراب هذا الوطن ومن أجل صناعة مستقبل أفضل للشعب المصرى

أتمنى أن يخرج قريبًا عمل فنى عن الرئيس محمد نجيب ليكون وثيقة تنتصر له تشاهدها الأجيال القادمة ليعرفوا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى انتصر للحق بعد ضياعه لأكثر من ٥٠ عامًا.. نحن لا نريد عملًا فنيًا ينتصر للرئيس نجيب على حساب الرئيس عبدالناصر ورجال ثورة ٥٢.. نحن فى حاجة لعمل فنى محايد يكشف الحقيقية من كل الجوانب.. لتكون كما قولت وثيقة مهمة للأجيال القادمة.. الدراما والسينما انتصرا للرئيس عبدالناصر بما قدمه الراحل أحمد زكى عنهما، والاختيار الجزء الثالث حفظ ما قدمه الرئيس عبدالفتاح السيسى لمصر خلال معركة الوطن مع جماعة الإخوان.. فما المانع أن تحفظ الدراما أو السينما حق اللواء محمد نجيب بعمل يقدم ماله وما عليه بحيادية تامة خصوصًا أن جميع الأطراف بين يدى الله الآن والحقيقية واضحة ومعروفة لمن يهتم بتاريخ مصر وما حدث فيه. وفى الحقيقة لن يخرج عمل منها إلا فى عصر الرئيس عبدالفتاح السيسى.