بوابة الفجر

منال لاشين تكتب: فجر جديد رغم كل التحديات

بوابة الفجر

يتمهل ٢٠٢٣ فى خطواته بقدمين مثقلتين مغروستين فى مآس وأزمات عام مضى تاركا بصماته على معظم المصريين وغيرهم من الشعوب، يبدو أن الجميع يناضل للخروج الآمن ما بين رحى حرب عالمية وتوابع أخطر جائحة عرفها العالم، ولكن خلف هذه الظلال القاتمة عشرات الأبحاث والتجارب العالمية لمواجهة وحش السرطان وخطر ألزهايمر وغيرهما من الأمراض. هناك سباق علمى حول اختراعات جديدة، وأن العلم هو طوق النجاة.

لم تتوقف الدنيا عن الدوران ولا امتنعت الشمس عن السطوع ولا خلا القمر بعشاقه ومحبيه، لم ولن تموت الأحلام والطموحات وإن صار تحقيقها صعبًا، والوصول إليها أطول وأشق.

فى إعلامنا فقط وفضائنا الإعلامى اللطم على الخدود، والإغراق فى التوافه. كل يوم ينطلق العالم إلى آفاق جديدة، مرضى السكر بأنواعه على موعد مع انتهاء معاناتهم مع الحقن والخطر، والصحة أصبحت أغلى ما يملك البشر، وإعادة التدوير وصلت إلى مراحل وأشكال شديدة التنوع والثراء.

أهل الكهف فقط هم من يحبسون أنفسهم فى القلق المرضى على المستقبل، أو ذبح أحلامهم بدعوى أن الأحلام صارت عصية.

لا أنكر أن الأزمة الاقتصادية شاملة وخانقة، ولكن لا القلق المرضى ولا التوقف عن الحياة والأحلام والطموحات هو الحل للخروج من الأزمة أو حتى تقليل توابعها وآثارها، وإذا كان انكار الأزمة دربًا من الجنون، فإن الاستسلام لليأس درب من الخيانة لإنسانيتنا وأبنائنا وأحلامنا.لم ولن نكون أول جيل ولا آخر جيل تعرض لمحنة اقتصادية، ولذلك فإن الاستسلام إلى اليأس ورفع شعار (أيام وتعدى) هو حكم أو بالأحرى عقوبة لنا وليس للآخرين.

ولذلك قررنا أنا وزملائى فى جريدة «الفجر» ومجلس التحرير أن نتخذ خطوة قد تبدو عكسية مع هذا المناخ السائد، وهو أن نتحدى الأزمة الاقتصادية التى ضربتنا أيضا بتطوير للجريدة التى ساهمت على مدى سنوات بفضح الفساد السياسى والاقتصادى.. هذا التطوير هو بحث عن إجابة لسؤال كيف تخرج الصحافة الورقية من عثرتها وأزامتها التى نعانى منها فى مصر. تطوير يصل إلى مرسى جديد ترسو عليه الصحافة الورقية المصرية الأعرق فى الوطن العربى. البحث عن صيغة جديدة لا تتجاهل مواجهة الفساد، ولكنها تحتفى بالعلم وبالصحة والبيئة وبالثقافة ومتعة القراءة، والجديد فى كل الفروع.. حوارات محلية وأجنبية تجرى لأول مرة فى الصحافة المصرية وملفات خدمية تدعم القارئ فى رحلة الحياة اليومية.. وكتاب مقالات للمرة الأولى.

وبالطبع للمرأة المصرية نصيب وافر فى البحث عن الصيغة الجديدة والتطوير الذى ننشده ونعمل عليه.المرأة المصرية تسحق أكثر من قصص فى صفحات الحوادث وشبكة جدلية من الماضى تشدها إلى الخلف..المرأة المصرية ليست مجرد جسد ولا هى عورة إلا فى أذهان مرضية أو موجهة.المرأة المصرية نصف المجتمع العامل الناجح الوطنى المخلص العبقرى المتفرد.. فى كل موقع امرأة أو فتاة تبنى مستقبلها وسط كل الضغوط والتحديات..حتى المرأة التى لا تعمل تجاهد فى حرب شرسة وشريفة للوصول بأسرتها إلى بر الأمان أو الكفاية أو الستر.ليس صحيحا أن النساء قادمات، لأنهن بالفعل وصلن رغم أنف الكارهين، وفى تطبيق عملى لاهتمام واحتفاء الفجر بالنساء أترك مساحتى الأسبوعية لحوار أجراه زميلى كريم وزيرى لأول مرة فى الصحافة المصرية مع نموذج مشرف للمرأة المصرية.

أترككم مع حوار العميد نشوى يوسف.