كيف يمكن للحائض قيام ليلة القدر؟
شهر رمضان، ليلة القدر، العشر الأواخر من رمضان، قيام ليلة القدر، تعد ليلة القدر من الليالي المباركة التي ينتظرها جميع المسلمين، والعبادة فيها خير من ألف شهر في الثواب والأجر، وسميت ليلة القدر بهذا الاسم لأنه يُقال أن الملائكة ذو قدر تنزل فيها، وقيل لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر بواسطة ملك ذي قدر، على رسول ذي قدر، وأمة ذات قدر، وقيل لأن الطلعات فيها لها قدرًا عظيم، ويُقال سميت بهذا الأسم لأن من أقامها وأحياها صار ذا قدر، وقال أبو بكر الوراق أن ليلة القدر سميت بذلك الاسم لأن من لم يكن له قدر ولا خطر يصير في هذه الليلة ذا قدر إذا أحياها.
قيام الحائض ليلة القدر
وتتساءل الكثير من النساء كيف يمكن أن تحيي المرأة الحائض ليلة القدر، وصرحت دار الافتاء أن قيام ليلة القدر لم يقتصر فقط على الصلاة التي لا تستطيع الحائض القيام بها، وذلك لأن الصلاة تتطلب الطهارة من الحيض والنفاس، وأوضحت الإفتاء أنها هناك عبادات تستطيع الحائض أن تفعلها تفعلها ولا إثم عليها في ليلة القدر وتشمل هذه العبادات ترديد الأذكار والتسبيح والتحميد والتهليل بقول لا إله إلا الله، بالإضافة إلى الإكثار من الصلاة على الرسول صلى الله عليه.
ولكي تحصل المرأة الحائض على أجر قيام ليلة القدر يجب أن تفعل كالآتي:
النية: يجب على المرأة الحائض أن تنوي بأن ما تفعله في ليلة القدر هو بنية إحياء هذه الليلة المباركة وذلك وفقًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إلَى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ".
الإكثار من ذكر الله تعالى: قال الفقهاء أنه يجوز للمرأة الحائض أن تذكر الله تعالى وذلك يتضمن التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد، وأوضح المالكية أنه يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن دون مس المصحف، بينما جمهور الفقهاء قالوا أنه لا يجوز أن تقرأ الحائض من المصحف حتى ولو لم تمسه.
الإكثار من الدعاء: يعد الدعاء من أفضل العبادات في هذه الليلة المباركة، ومن أفضل الأدعية التي يمكن أن ترددها المرأة الحائض "اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى".
الإكثار من الاستغفار:يكون للاستغفار فضائل كثيرة، بالإضافة إلى أنه يكون سببًا لمغفرة الذنوب، حيث قال الله تعالى:" فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا".
الإكثار من الصدقات:تعد الصدقة من العبادات التي لها فضل كثيرة، حيث من خلال الصدقة يمحو الله الذنوب والخطايا، وتكون سببًا في كسب الحسنات، وشفاء المريض وإزالة الهموم.
الدعوة إلى الله تعالى والحث على الطاعة:حيث أن يمكن للمرأة الحائض أن تحث زوجها وأولادها على قيام ليلة القدر وذلك لأن الدال على خير يحصل على نفس أجر فاعله، وقال الرسول صلى الله عليه: "رحمَ اللَّهُ رجلًا قامَ منَ اللَّيلِ فصلَّى وأيقظَ امرأتَهُ فإن أبت نضحَ في وجْهِها الماءَ رحمَ اللَّهُ امرأةً قامت منَ اللَّيلِ فصلَّت وأيقظت زوجَها فإن أبى نضحت في وجْهِهِ الماءَ".