بوابة الفجر

تفسير سورة الكهف

تفسير سورة الكهف وسبب نزولها

تفسير سورة الكهف
تفسير سورة الكهف

سورة الكهف، هي سورة مكية رقمها 18 وهي سورة الكهف من السور ذوات الفضل في  القرآن الكريم،  وذكرت في أحاديث كثيرة،  ومن أهم فضائلها ماذكر أن قراءتها في يوم الجمعة دور مابين الجمعتين،  وهي   جاء بها الكثير  من القصص ومنهم كقصة أصحاب الكهف وسميت  السورة لذكر قصتهم فيها، وسورة الكهف من السور المكية  المتأخرة في النزول، فإن ترتيب نزولها 69.

سبب نزول الكهف

سبب نزول سورة الكهف

وتنشر بوابة الفجر الإلكترونية، سبب نزول سورة الكهف ما ذكره كثير من المفسرين،  ووضحة ابن إسحاق فى سيرته دون سند،  وأسنده الطبرى إلى ابن عباس بسند فيه رجل مجهول: إن المشركين لما أهمهم أمر النبيء- صلى الله عليه وسلم- وازدياد المسلمين معه وكثر تساؤل الوافدين إلى مكة من قبائل العرب عن أمر دعوته،  بعثوا النضر ابن الحارث،  وعقبة بن أبى معيط إلى أحبار اليهود بالمدينة.

اقرأ أيضا.. ما هو تفسير سورة الكهف

تفسير سورة الكهف - الأيات من 1 - 8

وتبدأ سورة الكهف، بكلمة ﴿الحمد لله﴾، وهي واحدة من الخمس سور التي بدأت بهذة الكلمة: الكهف، والفاتحة، والأنعام، وفاطر وسبأ،   بدأت بالحمد لله الذي أنزل القرآن لغاية مهمة،  وهي التبشير والتنذير، تبشير المؤمنين بالجنة، وإنذار المشركين، المثبتين الولد لله خاصةً،  وتكذيبهم وذكر الغاية من معيشتهم على الأرض ألا وهي العمل الصالح، ثم إهلاك هذه الأرض وجعلها أرضًا قاحلة.

تفسير سورة الكهف - الآيات 9 - 26

هذه الآيات تتحدث عن قصة أصحاب الكهف، الذين سُميَت السورة نسبة لهم، وهم فتية صالحون مع كلبهم، هربوا من ملك جبار وقريته الكافرة ليبقوا على دينهم، ولجؤوا إلى كهف، فأماتهم الله 309 سنوات ثم بعثهم، وهم يظنون أنهم لبثوا يومًا واحدًا. فبعثوا بأحدهم ليشتري لهم طعامًا من المدينة وهم يوصونه بأن يتخفى، ظنًا منهم أن القرية الظالمة لا زالت على حالها وأنهم لم يلبثوا في الكهف إلا قليلًا. ثم أطلع الله الناس عليهم، فقال بعضهم سدوا عليهم كهفهم، وقال الآخرون الذين غلب رأيهم، ابنوا عليهم مسجدًا،  هذه القصة دعا فيها القرآن لعدة عبادات، أهمها الثبات على الدين وقت الفتنة، والهجرة في سبيل ذلك.

  • تحدثت الآيات عن كيف رحم الله الفتية، عندما ناموا طوال هذه السنين من ثلاث نواحي
  • أن الشمس تزاور عنهم ذات اليمين وتقرضهم ذات الشمال: أي يتقلص شعاعها عنهم عند ارتفاعها، وتتركهم عند غروبها.
  • أنهم يُقلبون يمنة ويسرة، لكي لا تتحلل أجسادهم ولا تأكلهم الأرض.
  • أن المار عليهم يحسبهم أيقاظًا، وأن الكلب نائم وكأنه يحرسهم، فإذا مر عليهم أحد خاف وفرّ منهم.

وذكرت الآيات أيضًا الاختلاف والجدال الذي وقع بين الناس حول عدد أصحاب الكهف، فهم على ثلاثة أقوال: أنهم ثلاثة ورابعهم كلبهم، أو أنهم خمسة وسادسهم كلبهم، ووصف هذا القولين بالرجم بالغيب، أو أنهم سبعة وثامنهم كلبهم وهو الأرجح، ودعا في هذه الآيات أنه إذا اختلف الناس في شيء فإنهم يجب أن يردوا العلم إلى الله،

والآيات فيها معاتبة أيضًا وإرشاد للنبي محمد، لأنه عندما سُئل عن القصص المذكورة في السورة قال: «أخبركم غدا عما سألتم عنه» ولم يقل «إن شاء الله» فلذلك أنزل الله:  وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا 

تفسير سورة الكهف - الآيات من 27 - 31

وهذه الآيات تضم إرشاد وحث على الصبر والثبات،  فبدأت بأمر النبي بتلاوة القرآن،  ثم الأمر بالصبر مع الصالحين على الحق وعدم الالتفات للدنيا وزينتها، والإعراض عن العاصين ومتبعي الهوى،
و أصر أيضًا على قول الحق، ثم وصف عذاب الظالمين ونعيم المتقين. فأما الظالمين فإن النار تحيط بهم ويغاثوا بماء كعكر الزيت يشوي الوجوه، وأما المتقين فلا يُضاع أجر عملهم، ولهم جنات تجري من تحتها الأنهار وثياب من سندس واستبرق ومتكئين على الأرائك.

تفسير سورة الكهف - الآيات من 32 - 46

وذكر الله في هذه الآيات ثاني قصة في السورة،  وهي قصة صاحب الجنتين،  فهو رجل آتاه الله جنتين ذواتي أعناب ونخل وزرع، والنهر يتفجر بينهما،  فقال لصاحبه مفتخرًا: ﴿أنا أكثر منك مالًا وأعز نفرًا﴾ [الكهف:34]،  ثم دخل جنته متكبرًا وقال ما أظن هاتين الجنتين هالكتان، وما أظن الساعة قائمة ولو أنه رُجع إلى ربه فسيجد أفضل مما عنده،   فعاتبه صاحبه وتبرأ من كفره فقال:  قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا  لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا  فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا  أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا  فأهلكت جنتاه وقعد متحسرًا على ما كفر به.

تفسير سورة الكهف - الآيات من 47 - 59

وهذه الآيات بيان لصور من يوم القيامة والحشر والحساب، وعدم غياب أحد من البشر عن موعد الله، وعدم نسيان أي عمل خيرًا كان أو شرًا وأن العدل هو أساس الحساب في الآخرة،  وفيه بيان لعداوة الشيطان للإنسان، وأن الشيطان ولي الكافرين في الدنيا، وخسارة المشركين وضلالتهم بعبادة غير الله،  وفيه بيان أن الأمثال في القرآن للاعتبار والاتعاظ،  وأن مهمة الرسل التبشير والإنذار،  وفيه بيان لعناد الظالمين وإعراضهم عن آيات الله وعفو الله ورحمته بعباده ومضي أمثلة فيمن سبق من الأمم، وهذه الآيات ذكر يسير لقصة استكبار إبليس عن السجود لآدم، وذلك للتحذير من اتخاذه وليًا من دون الله لأنه عدو ولأنه فسق عن أمر ربه.

تفسير سورة الكهف - الآيات من 60 إلى77

قصة سيدنا موسي مع  الخضر والذي عندما قابلة  أتفق معه أن يكون  صامت ولا يسال عن شئ يفعلة،   ركوب موسى والخضر في السفينة بعد أن انطلق موسى والخضر -عليهما السلام- وصلا إلى شطِّ البحر،  وبعدها جاءت سفينة فعرف أصحاب السفينة الخضر،  فحملوهما معهما في سفينتهم من غير أن يأخذوا منهما أجرًا على ذلك، وبينما هم في وسط البحر، أخذ سيدنا الخضر لوحًا من ألواح السفينة واقتلعه من مكانه،  فتفاجأ سيدنا موسى وأسرع يضع ثوبه مكان اللّوح وقال للخضر: كيف تفعل ذلك لهؤلاء الذين حملونا في سفينتهم من غير أجر؟ هل تريد أن تغرقهم،  وكان هذا أوّل اختبار لسيدنا موسى -عليه السلام-، فذكَّره الخضر بالشَّرط، وأنَّه لن يستطيع تحمُّل ما سيشاهد، فتذكَّر موسى -عليه السلام-،  واعتذر عن النسيان،   قتل الغلام بعد أن نزلوا من السفينة،  وأخذا يمشيان وإذا بغلمانٍ يلعبون،  فأخذ الخضر أحد هؤلاء الغلمان وقتله، وألقاه على الأرض، وهنا بلغ التعجُّب من سيدنا موسى -عليه السلام- مبلغًا كبيرًا، فاعترض قائلا: كيف تقتل هذا الغلام الذي لم يقترف إثمًا بعد ولم يقتل أحدًا؟ إنَّ هذا الأمر مُنكر لا يمكن السكوت عنه،    وهذا هو الاختبار الثاني لسيدنا موسى -عليه السلام- وهو أشدُّ من الأوّل، وهنا أعاد سيدنا الخضر -عليه السلام- التّذكير لموسى بالاتفاق المُبرم بينهما، فعندها قال موسى بنفسه: إنَّ هذه آخر فرصةٍ له؛ فإن خالف المرَّة القادمة فلا عُذر له، وكان حقًا للخضر أن يتركه،   إقامة الجدار  بعد ذلك انطلقا يمشيان حتى وصلا إلى قريةٍ أهلها لئام، لا يُطعمون الجائع ولا يُضَيِّفون الضيوف،  وبينما هم يمشون،  وجدا جدارًا مائلًا معرَّض للسقوط في أيِّ لحظة، فأقامه الخضر بيده،  فتعجَّب موسى -عليه السلام- من ذلك وقال: لو أنَّك أخذت أجرًا على عملك هذا؛  لاشترينا الطعام بالمال،  وكانت هذه آخر فرصة لموسى -عليه السلام-،  فرَّد الخضر بأنَّ هذا موعد فراقِنا، لعدم صبرك، وعدم تنفيذك الشرط.

قصص سورة  الكهف

تفسير سورة الكهف - الآيات من 83 - 98

وانتقلت الآيات مباشرة من بعد قصة موسى إلى قصة ذي القرنين، ويأجوج ومأجوج،  فقد اتجه لموضع غروب الشمس، فوجدها تغرب في عين ووجد عند العين قومًا كافرين، فعذب من ظلم منهم وأحسن لمن آمن وعمل صالحًا منهم،  ثم اتجه إلى موضع شروقها فوجد قومًا لا يستترون من الشمس لا بلباسٍ ولا بسقف،  ثم واصل طريقه إلى أن وصل بين جبلين ووجد قومًا لا يكادون يفقهون قولًا، فاستنجدوه لينجدهم من يأجوج ومأجوج،  فبنى لهم سدًا بين الجبلين ليفصلهم عن يأجوج ومأجوج،   فما استطاعوا أن يتسلقوه لارتفاعه وما استطاعوا أن ينقبوه لصلابته، ثم ذكرت الآيات الساعة وعلاماتها وصور من يوم القيامة مرة أخرى، وتهديد الكافرين بالعذاب وإبطال أعمالهم، وذكر الجنة بأنها مأوى للمؤمنين، ثم ذكرت الآيات بأن كلمات الله لا تنفد، واختتمت السورة بذكر أن النبي محمد بشر مرسل ليبشر وينذر، ويرشد إلى الغاية الوجودية وهي التوحيد.