سياسيون: غياب"السيسي"عن جنازة "عبدالله" غير مقصود.. وتصدر أردوغان وتميم إنتهاز للفرص

تقارير وحوارات

بوابة الفجر




نافعة: تصدر إردوغان وأمير قطر للجنازة استغلال للموقف
عبد المجيد: السياسة السعودية مع مصر محكومة بمصالح ولن يغيرها أِشخاص
زهران: غياب "السيسي" وولي عهد الإمارات صدفة لظروف صحية ومناخية
أبو حامد: مصر والسعودية والإمارات بينهم تحالفات إستراتيجية ولن تغيرها الضغوط

أثار غياب الرئيس عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن حضور مراسم تشييع جنازة العاهل السعودي الملك عبد الله ابن عبدالعزيز، الذي وافته المنيه فجر الجمعة، جدلاً واسعاً خاصة بعد تصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والأمير القطري تميم بن حمد لصفوف المشيعين، حيث تداولت بعض التحليلات معلومات عن وجود حالة من القلق والاستنفار التي انتابت الرئيس السيسي وولي عهد أبو ظبي بعد التطورات ووفاة العاهل السعودي، وطرد التويجري من الديوان و تنصيب الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد بدلاً من الامير متعب بن عبد الله، الذي يعتبر صديقاً شخصياً للشيخ محمد بن زايد، بخلاف وجود اردوغان وأمير قطر.

وأكد سياسيون لـ"الفجر"، أن غياب السيسي وولي عهد أبو ظبي كانت صدفة وأن أسباب ذلك معلومة، مشيرين إلى أن الدليل على ذلك هو ذهاب السيسي إلى المملكة العربية السعودية أمس لتقديم واجب العزاء، مؤكدين أن العلاقات المصرية السعودية أو الإماراتية السعودية تربطها مصالح قوية، وأن الموقف السعودي تجاه مصر لن يتغير مع تغير الملك.

إستغلال الموقف

قال حسن نافعة- أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن عدم حضور الرئيس السيسي لجنازة الملك عبدالله كان يتعلق بسرعة مراسم الدفن والتجهيز، خاصة وأنه كان بالخارج، وقام بإرسال وفد لينوب عنه حتى استطاع الذهاب، لافتاً إلى أن الدليل على ذلك حضوره للعزاء ، متوقعاً أن تحدث لقاءات بين بعض الرؤساء بعد الإنتهاء من مراسم العزاء ليكون هناك متسع من الوقت للقاء ولي العهد الجديد وانتهاز الفرصة لمناقشة بعض القضايا.
وأكد نافعة، لـ"الفجر"، أن تصدر أمير قطر والرئيس التركي لجنازة العاهل السعودي ليس دليلاً على استعادة العلاقات مع السعودية مرة أخرى، موضحاً أن ذلك يعد دليلاً أنهم يقومون بإنتهاز الموقف واستغلاله ليثبتوا أمام الحضور أنهم كانوا يقدرون الملك، على الرغم من أن الجميع يعلمون الخلافات بين قطر والسعودية التي وصلت إلى حد سحب السفير السعودي من قطر في عهد الملك عبدالله، وأيضاً الخلافات بين تركيا والسعودية حول دعم مصر وتأييد ما حدث بعد 3 يوليو، متابعاً : "أن يسارع أردوغان وتميم للزيارة يعكس رغبة في انتهاز لحظة معينة لتحسين العلاقات والتأكيد على الرغبة في طي صفحة معينة، وهذا الظهور رمزي ولا يدل على أن الجسور قد أعيد بنائها أو بناء ما هدم منها، ويعطي فكرة عن أسلوبهما في انتهاز الفرص، لكن يعكس بالضرورة أن هناك علاقات حميمة بين البلدين قد عادت مرة أخرى".

واستبعد نافعة أن يتغير الموقف السعودي تجاه مصر خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن القرارات السعودية تعكس رؤية استراتيجية معينة لا يتخذها فرد وانما تتخذ بالتوافق داخل الأسرة الحاكمة، وليس من المتوقع أن تتغير مع تغير الرؤساء، لافتاً إلى أن ما سيتغير هو تطورات الوضع الداخلي في السعودية إضافة إلى الوضعين الإقليمي والدولي، وإذا حدثت أزمة على أي صعيد من هذه الأصعدة كأزمة داخلية في السعودية أو إقليمية أو دولية سيختلف أسلوب الملك في التعامل معها، وستظهر سماته الشخصية في التعامل مع الأزمات حينما تحدث أزمة دولية كبيرة.

المصالح تحكم العلاقات

وأكد وحيد عبد المجيد- أستاذ العلوم السياسية ونائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن غياب الرئيس السيسي عن مراسم تشييع الجنازة كانت أسبابها معروفة وواضحة تماماً، وأن المشاركة في مثل هذه الأحداث أو عدمها لا تحمل أي دلالات سياسية، مشيراً إلى أن حضور أمير قطر والرئيس التركي وتصدرهما لصفوف المشيعين في الجنازة أمراً عادياً، مؤكداً أن التحليلات التي قالت أن غياب السيسي كان سببه حالة الاضطراب التي حدثت له بعد تغير الأوضاع ما هي إلا "تخيلات".

وأوضح عبد المجيد، أن وجود أي دلالات حول حضور الزعماء من عدمه لمثل هذه الأحداث أمر نادر جداً، وغالباً ما يكون في حالات وجود حرب بين بلدين، فيكون غياب طرف منهم عن مناسبة بمثل هذه الحجم أمر له دلالة سياسية، مضيفاً أن محاولة استنتاج واستخلاص نتائج من مثل هذه الأحداث هو محاولات خيالية نتيجة إنعدام الشفافية في العلاقات العربية، واصفاً العلاقات بين الدول العربية بـ"كهانوتية" لا يعرف أحد ما الذي يدور فيها، لافتاً إلى أن ذلك هو السبب الرئيسي في تنشيط الخيال في ظل غياب الشفافية.

وتابع: "أي محادثات بين بلدين لا تنتهي بأكثر من بيان يستخف بالعقول وعبارات إنشائية تستهين بعقول المواطنين، وتتعامل معهم بأنهم ليس لهم دخل فيما يحدث"، مؤكداً أن هذا الأسلوب هو ما يؤدي إلى تنشيط الخيال لسد الفراغ الذي يترتب على هذا الطبع الكهنوتي الذي تتسم به العلاقات العربية، حيث لا يظهر أي شيء أمام الشعوب عن ما يحدث داخل قاعات الكهنوت العربي حين تجرى اللقاءات.

واستبعد عبد المجيد وجود أي إحتمال لتغير الموقوف السعودي تجاه مصر بعد وفاة الملك عبد الله، موضحاً: "ليس هناك أي إحتمال للتغير في الاتجاهات، لكن من الوارد أن يكون هناك تغير في الأساليب"، موضحاً أن الإتجاهات الأساسية للسياسة السعودية محكومة بمصالح محدده لا يحددها شخص وفقا لهويته أو لمزاجه الشخصي، بينما تحددها الظروف الموضوعية، مشيراً إلى أن العاهل السعودي الحالي من الممكن أن تكون له بصمة في الطريقة التي يتبعها في إدارة هذه السياسة في نفس الاتجاه، لكن التغير ليس وارداً.

الظروف المناخية والصحية

وقال الدكتور فريد زهران- نائب رئيس الحزب "المصري الديمقراطي الإجتماعي"، إن حضور رئيس دولة تركيا رجب طيب أردوغان جنازة الملك عبد الله بن عبد العزيز هو شئ ليس بغريب كما يتكهن البعض ولا يوجد ما يمنع من حضوره، وعلى سبيل المثال العلاقات الروسية التركية هي على خير ما يرام على الرغم من تأييد روسيا لخارطة الطريق المصرية كما هو حال المملكة العربية السعودية ورفض تركيا لها ، لكن الإدارة التركية لا تتطرق إلى مثل هذه الأمور "من مع من أو من ضد من" .

وأضاف زهران، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن حضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان على رأس وفد رسمي جنازة الملك عبد الله ليس غريب، ولا بد ألا ننسي مبادرة المصالحة التي تبنتها المملكة العربية السعودية بين مصر وقطر ، ومعلقا على عدم حضور الرئيس السيسي ، أنه كان ينوي الحضور ولكن الظروف المناخية السيئة حالت دون ذلك وقام بإرسال وفد رسمي برئاسة رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب ، حتى تثنى له حضور العزاء.

وفي السياق ذاته أشأر إلى أن مرض الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس دولة الإمارات هو ما منعه من حضور ، وأرسل هو أيضا وفدا من حكام إمارات الشارقة ورأس الخيمة وعمان، مختتماً حديثه قائلاً: "مصر ليست هي سبب إنقسام العالم وخلافاته كما يتوهم ويتكهن البعض" .

التحالفات الإستراتيجية ستستمر

قال البرلمانى السابق محمد أبو حامد- رئيس حزب "حياة المصريين"، إن التصريح الذى أصدرته الرئاسة كان واضحا بعدم استطاعه وصول الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى المملكة العربية السعودية نظراً لسوء الحاله الجوية, مؤكداً على أن أي اجتهادات أخرى ليس لها أي معنى , كما أن الرئيس لم يمتنع وإنما ذهب أمس لتقديم واجب العزاء.

وأضاف أبو حامد، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن الأمر نفسه ينطبق على رئيس دولة الإمارات الذي تخلف عن حضور مراسم تشييع الجثمان، مشيراً إلى أنه حينما ذهب الرئيس السيسي إلى الإمارات لحضور مؤتمر الطاقه المتجدده لم يحضر رئيس الإمارات بسبب ظروفه الصحية.

وتابع: "لا يمكن أن يكون لتلك الاجتهادات تأثير على العلاقات المصرية السعودية أو العلاقات المصرية الإماراتية، فهناك تحالفات استراتيجيه بين الدول الثلاث"، ومؤكداً أنه مهما حدثت ضغوطات فى المملكة العربية السعودية لا يعنى توقفها عن التضامن مع مصر والوقوف إلى جانبها في ظل هذه الظروف.

إجتهادات فاشلة

وأوضح سعيد اللاوندي- الخبير السياسى بمركز الأهرام الاستراتيجية, أن الظروف المناخية لم تكن قاصره على الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فقط وإنما أثرت ايضا على العاهل الأردنى والرئيس الفرنسى "فرنسوا" , ومنعتهم من المشاركة في تشييع الجثمان، مشيراً إلى العواصف الثلجيه التى تصدرت المناخ هذا اليوم.

وأضاف اللاوندي، في تصريح خاص لـ"الفجر"، ان الاجتهادات التى خرجت عن بعض المحللين السياسيين بالغاء زياره الرئيس عبد الفتاح السيسى بسبب وجود رئيس الوزراء التركى اردوغان بالسعودية ماهى الا اجتهادات فاشله ليس لها اساس من الواقع.