جهلاوي أم بواب .. حضرتك تطلع مين؟!

الفجر الرياضي



بمجرد قيامك بفتح صفحتك على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك خاصة بعد مباراة للأهلي أو الزمالك سوف تجد بالتأكيد كم هائل التعليقات المناصرة للفريق الفائز أو المعادية له، ستجد فقرة التحكيم والتحليل الخاص من وجهة نظر المشجعين، سوف تجد صفحة أنا أكره الأهلي تسخر من فوز الأهلي وتهاجم التحكيم وتتهمه بالتطبيل والتعر.. وإلخ من المصطلحات التي يعلمها الجميع وهو نفس الحال لو المباراة للزمالك سوف تجد الصفحات الأخرى المناهضة لجماهير الأهلي على شاكلة أنا أكره الزمالك تقوم بنفس الأمر، وإذا ما اندفعت كمشجع أهلاوي للرد على تجاوزات الزملكاوية ستكون على الفور "جهلاوي" لا تعرف الحقيقة وعليك مغادرة عالم الزملكاوية فقط حفاظاً على الأب والأم وإذا كنت زملكاوي فعليك الهدوء وعدم المناكفة مع الأهلاوية لأن مجرد الدخول والمجادلة في الرأي ستصبح على الفور "بواب" يستحق ما سيناله من وابل من أحدث الشتائم التي تتطور مع تطور التكنولوجيا الحديثة.

أعلم جيداً عزيزي القارئ أنك تقر بصحة ما كتبت في سطوري السابقة فربما أنت كنت أحد الضحايا أو أحد الجناة، ربما كنت ممن ينساقون وراء التعصب الأعمي لمناصرة فريقك أو كنت من المتطلعين لوجهة نظر الآخر فكان الجزاء اللقب السامي جهلاوي أو بواب بالإضافة لمجموعة من الكلمات التي ستجعلك نادماً عن الدخول أو متحفزاً للرد والإنتقام، فالأهلي والزمالك أصبح صراعاً بين هواتف ذكية بعد ان كان مشهداً يُنتظر في المدرجات التي كانت لاتخلو من النكاف أو التباري حتى في التجاوز ولكن التجاوز كان مقبولاً كان بمثابة القليل من الشطة التي تأتي بسخونة الأحداث أو الإحساس بالظلم ولكن في النهاية كانت الأمور سريعاً ما تعود إلى طبيعتها أو بالبلدي كنا بنشتم واحنا لسه محترمين ولكن اليوم أصبح الموقف يحتاج إلى وقفة من أجل أن نعود بعد أن أصبحنا فريسة لمعدومي الأخلاق، ولكي نعود لابد أن نكتب روشتة العلاج وأن نلتزم بها في وسطنا الكروي وأبرزها
أولاً.. أن يُراعي الإعلام الرياضي ضميره وذلك لن يحدث دون أن يتوارى الدُخلاء على المجال وأصحاب الألوان جانباً، فليس من المعقول أن يعمل كل من هب ودب مذيعاً وأن يتحول كل مشجع أو صاحب صفحة إلى صحفي في موقع من أجل الحصول على "الترافيك" أي نسبة المشاهدة.

ثانياً.. أن تتجه المواقع لسباق جديد في النزاهة وتوصيل الرسالة الصحيحة بدلاً من السباق نحو الترتيب على المقدمة بأي طريقة كانت حتى ولو كان الثمن دماء أو مجزرة في مباراة، فالمواقع الإلكترونية اليوم أصبحت الأخطر والأسرع في نقل المعلومة سواء كانت صحيحة أو خاطئة.

ثالثاً.. أن تعلم عزيزي القارئ أنك لن تنصر الأهلي إذا ما دخلت في نقاش خارج عن النص عبر صفحات الفيس بوك أو تحت التعليقات على الأخبار في المواقع لأنك فقط بهذا قد ناصرت إبليس اللعين الذي يُسخنك وينتظر خروجك عن المألوف وكذلك عزيزي الزملكاوي لأن البطولات لن تأتي بالسباب أو الانسياق وراء استفزاز لا فائدة منه بل بالعكس العواقب دائمة ما تكون قاسية لك.

أهلاوي وزملكاوي في النهاية صدقني أنت كبير فلتستمتع بالرياضة فهي تهذيب للنفوس وليست تقليلاً من شأن اسرتك ففى النهاية لن تمنع أنت لاعباً من احراز هدف أو حارس من تصدي للكرة بل يمكنك فقط أن تُساهم في عودتك للمدرجات ورؤيتك لمعشوقتك كرة القدم وفريقك وهو يلعب بعيداً عن شاشات التلفاز.