لماذا التقى "عاهل الأردن" بالسيسي في هذا التوقيت.. وما علاقة السعودية؟

أخبار مصر

بوابة الفجر


أكدت مصادر عربية للعرب اللندنية، أن أهمّية الاتصالات العربية التي يجريها حاليا الملك عبدالله الثاني تكمن في الرغبة القائمة على إبقاء التماسك بين القوى التي وقفت سدّا منيعا في وجه سقوط مصر في يد الإخوان.

وأوضحت أن العاهل الأردني حريص على استمرار الدعم العربي لمصر في ظلّ الجهود التي تبذلها أطراف معينة، جدّ معروفة، من أجل إيجاد شرخ بين الرياض والقاهرة. ولذلك جاءت زيارة عبدالله الثاني للقاهرة مباشرة بعد المحادثات التي أجراها في الرياض مع الملك سلمان بن عبدالعزيز.
 
وكشفت المصادر نفسها أن العاهل الأردني حريص على طمأنة مصر بأنّ لا تغيير في الموقف السعودي الذي كان حجر الزاوية في دعم “ثورة الثلاثين من يونيو” التي توجّت بانتخاب المشير عبدالفتّاح السيسي رئيسا للجمهورية.
 
وتضمّ الجبهة العربية التي دعمت الثورة المصرية التي أطاحت بنظام الإخوان المسلمين كلّا من السعودية والكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة التي سارعت إلى تقديم ثلاثة مليار دولار إلى مصر فور إسقاط المصريين حكم الإخوان.
 
ورافقت المساعدة الإماراتية مساعدة سعودية بخمسة مليار دولار ومساعدة كويتية بأربعة مليار دولار.
 
أمّا الأردن، فقد سارع بدوره إلى إلقاء كل ثقله إلى جانب التغيير الذي عكس رغبة شعبية في التخلص السريع من حكم الإخوان.
 
ولاحظت المصادر أنّه ليس صدفة أن تكون زيارة أمير الكويت لعمّان ثم زيارة عبدالله الثاني للرياض سبقتا توجّه العاهل الأردني إلى القاهرة وذلك في وقت تستعد السعودية لاستقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
 
من جانبها تتحرك مصر لجمع أكبر تأييد ودعم لتصوراتها حيال ليبيا. فيوم الأربعاء التقى في باريس سامح شكري وزير خارجية مصر نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، وبدا التفاهم كبيرا حول طريقة التعامل مع الأزمة في ليبيا، داعما التوجه المصري لتوفير الغطاء اللازم للحكومة الليبية، بما يسمح لها بمواجهة داعش والميليشيات.
 
وكان الملف الليبي في مقدمة القضايا التي جرى التباحث حولها بين السيسي وضيفه الملك عبدالله الثاني خلال زيارته الخاطفة إلى القاهرة أمس.
 
وأشار بيان أصدره الديوان الملكي الأردني إلى أن الملك عبدالله والسيسي شددا على ضرورة تكاتف جهود الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي للتعامل بكل حزم مع خطر الإرهاب.
 
ويعقد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، من جهته، سلسلة لقاءات مع مسؤولين خليجيين وعرب وأجانب في سياق سعي المملكة إلى تشكيل ما يشبه الحزام الدولي للتصدي لداعش من جهة، وللجم النفوذ الإيراني في المنطقة من جهة ثانية.
 
وفيما غادر الرياض العاهل الأردني باتجاه مصر في زيارة خاطفة التقى خلالها الرئيس المصري، من المقرر أن يحل السيسي في زيارة رسمية بالرياض الأحد القادم.
 
وقالت مصادر سعودية إن الملك سلمان يعمل على توسيع دائرة التحالف الدولي ضد داعش ليشمل دولا أخرى، وألا يقف عمله عند حدود الضربات التي توجه للتنظيم المتشدد في العراق وسوريا.
 
وأضافت المصادر أن العاهل السعودي يبحث من جهة ثانية عن تنقية الأجواء بين الدول السنية في المنطقة لمواجهة التمدد الإيراني في الخليج وخاصة في ظل حالة الوئام بين واشنطن وطهران وتركيز الأميركيين على ملفها النووي لتدخل بقوة لتغيير المعادلة في العراق وسوريا لبنان واليمن.
 
وتسعى السعودية إلى توسيع دائرة الحزام السني في مواجهة إيران ليصل إلى باكستان وأفغانستان حيث تستعد طهران حثيثا لملء الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الأميركي المنتظر.