3 رسائل من وزير الأوقاف لـ"السيسي ومحلب" خلال مؤتمر "عظمة الإسلام"

أخبار مصر

بوابة الفجر


افتتح صباح اليوم وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بعنوان "عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه .. طريق التصحيح"، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
 
 
وألقى وزير الأوقاف كلمة خلال الافتتاح كان نصها:-
 
"الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين".
    
 "الإسلام دين حضارة ورقي، سبيله البناءُ لا الهدم، والعمل لا الكسل، وهو دين مكارم الأخلاق بكل ما تحمله الكلمة من معان، تتجلى عظمته في أسمى معانيها في جوانبه الأخلاقية، فهو دين الرحمة، والعدل، والصدق، والأمانة، والعفاف، والوفاء، وحفظ العهود، وكل القيم الإنسانية النبيلة، وقد لخص النبي (صلى الله عليه وسلم) الهدف الأسمى لرسالته فقال (صلى الله عليه وسلم): ”إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
 
    
وأوضح: تتجلى عظمة الإسلام أيضا في إنصافه الآخر والمختلف، وإيمانه بالتنوع الحضاري والثقافي، حيث يقول الحق سبحانه في كتابه العزيز ”وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ” (هود: 118) .
 
    
وأضاف: وتعد وثيقة المدينة أفضل أنموذج في تاريخ البشرية لترسيخ فقه التعايش السلمي المشترك بين الأديان والأجناس والأعراق والقبائل، بما حملته من روح التسامح وإنصاف الآخر، وحريته في المعتقد، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: ”لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ” (البقرة: 256).
 
     
تابع: وغير أن واقع الجماعات المنتسبة ظلمًا إلى الإسلام يعكس واقعا مرًا، فنرى القتل وسفك الدماء، والذبح والحرق ، والتنكيل والتمثيل بالبشر ، والتدمير والتخريب , الذي يرتكب باسم الإسلام وتحت راية القرآن، والإسلام والقرآن من كل ذلك براء، كما نرى تخلفًا عن مصاف الأمم المتقدمة في العمل والإنتاج على عكس ما يأمرنا به ديننا الحنيف من الحرص الشديد على العمل وإتقانه..
 
 وقال "جمعة"، يطيب لي أن ألخص القول في ثلاث رسائل : الأولى: إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
 
أقول يا سيادة الرئيس لقد ناديت حيا وأسمعت مجيبا، وها نحن هنا نعلن للجميع من أرض الكنانة أننا بإذن الله تعالى سنكون عند حسن ظنك بنا، وأن دعوتك لتجديد الخطاب الديني لم ولن تذهب سدى، فقد أصابت موضعها، وسيرى العالم كله في جلسات هذا المؤتمر وبحوثه وتوصياته تجديدًا حقيقيا في الفكر والفهم واللباب، وليس في الشكل أو القشور، وسنوافي سيادتَكم بنسخة من كل هذا، كما يسرنا أن نوجه لسيادتكم خالص الشكر والتقدير على تكرمكم برعاية هذا المؤتمر.
 
الرسالة الثانية: لرئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب.
 
نقول يا سيادة رئيس الوزراء ها نحن على العهد كما عودتنا دائما في جلسات مجلس الوزراء بأننا حكومة المهام الصعبة واقتحام الملفات الشائكة والحساسة مهما كانت حساسيتها، ما دام ذلك لوجه الله تعالى، ثم لصالح الوطن وصالح الأمة، فسنفتح في هذا المؤتمر الملفات الصعبة في مجال الخطاب الديني دون خوف أو تردد أو وجل.
 
الرسالة الثالثة: لهذه الكوكبة العظيمة من السادة نواب ومستشاري الرؤساء، والسادة الوزراء والمفتين والعلماء والمفكرين الباحثين عن الحقيقة، المهتمين بتجديد الخطاب الديني دون تردد أو مواربة أو توجس أو خوف من التجديد، أقول: سنعلن للجميع نلقى الله به وما يخدم صالح الدين والوطن والأمة والإنسانية، ونخرج بإذن الله تعالى بتحديد واضح ودقيق لمفاهيم لم يجرؤ كثيرون على الحديث عنها أو فيها بصراحة ووضوح تامين: كالخلافة ونظام الحكم، والجزية، والجهاد، والتكفير، ودار الحرب، والدولة الإسلامية والدولة الديمقراطية، وغير ذلك من القضايا، وبما يعد اجتهادًا جماعيا لا فرديا، ويحل كثيرا من الإشكالات والمشكلات الفكرية التي أحجم ويحجم الكثيرون عن مجرد الاقتراب منها.
 
وأكد الوزير، إنه إذا كان هناك من يشكك في جدوى هذه المؤتمرات، فإننا نؤكد أن هذه المؤتمرات لها عدة مهام وفوائد، من أهمها: التلاقي والتواصل والتشاور والتنسيق بين علماء الأمة ومفكريها، وإبلاغ صوتنا عاليا بأننا نرفض الإرهاب بكل صوره وأشكاله، وننبذ العنف والتطرف والتشدد والغلو، كما نرفض ربط الإرهاب بالأديان، فالإرهاب لا دين له ولا وطن له، وأنه يأكل من يدعمه أو يأويه أو يتستر عليه ، كما يأكل الصامتين على جرائمه والمترددين في مواجهته.
 
كما أنها تكشف وتفند أباطيل وشبه الجماعات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة، وتعمل على تحصين مجتمعاتنا وبخاصة الشباب من الوقوع في براثن تلك الأفكار والتنظيمات الضالة المضلة.
 
وأكد "جمعة"، أن الجانب الفكري هو أحد عناصر وجوانب المقاومة والمواجهة، إلى جوانب أخرى سياسية، ودبلوماسية، واقتصادية، وعسكرية، ومن هنا نعلن كل الدعم والتأييد لدعوة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بسرعة تشكيل قوة عربية موحدة لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه أمتنا العربية وتتهدد أصل وجودها، وتعمل على تفكيكها وتحويلها إلى دويلات أو عصابات تسقطها في فوضى لا نهاية لها.
 
وكلنا أمل في أن تقدم هذه النخبة المتميزة من العلماء والمفكرين حلولا منطقية وأجوبة شافية لكثير من الأسئلة القلقة والشائكة .
 
واختتم وزير الأوقاف كلمته قائلاً: "في النهاية يطيب لي أن أبلغكم جميعا تحيات فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، واعتذاره عن عدم الحضور، لنزلة برد شديدة ألمت به، نسأل الله له تمام الشفاء والعافية