انجازات صلاح الدين الايوبي

إسلاميات

بوابة الفجر


كان صلاح الدين الأيوبي هو قائد الجيش الإسلامي والزعيم السياسي الذي قاد القوى الإسلامية أثناء الحروب الصليبية ، وحقق أعظم انتصارات على الصليبيين الأوروبيين في معركة حطين في عام 1187 ، والتي مهدت الطريق لإعادة الفتح الإسلامي لمدينة القدس وغيرها من المدن والأراضي المقدسة في الشرق الأدنى ، وعندما جاءت الحملة الصليبية الثالثة بقيادة ملك انجلترا ريتشارد ” قلب الأسد ” ، أستطاع صلاح الدين التصدي لهم وهزيمة جيوشهم وفقدان الكثير من اللذين غزوا الأراضي ، ومع ذلك كان قادرا على التفاوض على عقد هدنة مع ريتشارد الأول الذي سمح لاستمرار سيطرة المسلمين علي القدس .

وفي 4 يوليو 1187 قامت قوات المسلمين بقيادة صلاح الدين بهزيمة الجيش الصليبي جنوب قرون حطين في فلسطين ، واستولي على غي ملك القدس ، ريجنالد من شاتيلون ، العدو اللدود لصلاح الدين الذي قتل اكثر من مئتي من فرسان المشفى ، حيث أصدر تمبلر نايتلي أوامره ، بقتل ، وضاع الكثير من الصليبيين فداه ، وتم القبض علي المسيحيين وبيع ما تبقى منهم في أسواق الرقيق المحلية . كان صلاح الدين الأيوبي من أكثر الأبطال العسكريين المسلمين شهرة ، وفي أواخر القرن 12 نجح في توحيد أجزاء مختلفة من منطقة الشرق الأوسط وبلاد ما بين النهرين والتجاوز إلي الجيوش المسيحية في الحروب الصليبية الأولى من خلال مزيج من الداهية الدبلوماسية والهجمات الحاسمة .


ولد صلاح الدين في بلاد تكريت ، وينتمي لعائلة كردية بارزة . أهتم في شبابه بالنواحي الدينية وبعلماء الجيش ، وعندما بلغ من العمر 31 سنه أصبح صلاح الدين الأيوبي قائد القوات السورية ووزير في مصر . وفي السنوات التالية ، أستخدم صلاح الدين مواهبته الكبيرة لجعل أرض المسلمين من سوريا ومصر وشمال بلاد ما بين النهرين ، وفلسطين تحت سيطرته ، و في عام 1187 ، شن حرب مقدسة ضد جيوش الصليبيين الأوروبيين ، الذين احتلوا القدس لمدة 88 عاما . وقبل عام 1189 لم يحتل الصليبيون سوى ثلاث مدن في الشرق الأوسط بأكملها ، وأثير غضب صلاح الدين عندما جاءت الحملة الصليبية الثالثة ، التي كانت بقيادة ريتشارد” قلب الأسد” القائد العسكري الشهير ، وأعد لهم قوة عظيمه للتصدي لهم ، وكان الصدام بين هذين القوتىن العظمتين التي انتهت بالتعادل ، ولكن تم استخلاصها في عقد معاهدة بينهم ، أدت إلي السماح للمسيحيين بزيارة الأماكن المقدسة في المنطقة . وبذلك أصبح صلاح الدين الأيوبي هو السلطان المسلم في مصر وسوريا واليمن ، وفلسطين ، ويعد من أكثر أبطال المسلمين شهرة ، الذي وقف ضد الصليبيين المسيحيين ، وحقق النجاح النهائي ، وأنهي احتلال الفرنجة الذي دام لمدة 88 عاما

حيث بدأت مسيرته الرسمية عندما انضم لموظفي عمه أسد الدين زنكي شيركوه ، وهو قائد عسكري مهم ، وأصبح صلاح الدين تحت قيادة نور الدين ، الذي كان ابن وخليفة زنكي ، وقاموا بثلاثة حملات عسكرية بقيادة شيركوه إلى مصر لمنع سقوطها في يد اللاتينية المسيحية ” الفرنجة ” حكام الدول التي وضعتها الحملة الصليبية الأولى . وبعد وفاة شيركوه في عام 1169 كان صلاح الدين في سن ال 31 ، وتم تعيينه قائد القوات السورية من مصر وزيره للفار بمركز الخلافة .

على الرغم من أن مصر هي المصدر الرئيسي لحصوله على الدعم المالي ، إلا انه قضى وقت من الأوقات في وادي النيل بعد عام 1174 ، وأستخدم صلاح الدين ثروات مصر لغزو سوريا ، ومن سوريا أتجه شمالاً لغزو بلاد ما بين النهرين ، ومن بلاد ما بين النهرين الشمالية لغزو الدول الصليبية على طول الساحل للمشرق العربي . هذا التبسيط جانبا ، والجزء الأكبر من أنشطة صلاح الدين التي بدأت من عام 1174 حتى عام 1187 وشارك معه في القتال الكثير من المسلمين وسيطروا علي حلب ودمشق والموصل وغيرها من المدن التي أصبحت تحت سيطرته .


قام صلاح الدين بتعيين أفراد عائلته في الحكم ، وإنشاء السلالة المعروفة باسم الأيوبيين في مصر وسوريا وحتى اليمن ، في الوقت نفسه استعد للهدنة مع الصليبيين من أجل الحفاظ علي قوات المسلمين . وصرح المؤرخين المعاصرين المقربين منه أن دافع لصلاح الدين الأيوبي هو شن حرب مقدسة للقضاء على السيطرة السياسية والعسكرية اللاتينية في الشرق الأوسط ، لا سيما السيطرة المسيحية على القدس ، وبعد معركة حطين وبعد النظرية العسكرية السائدة في ذلك الوقت تحرك صلاح الدين الأيوبي ، بسرعة ضد أكبر عدد ممكن من المراكز المسيحية الضعيفة وقدم شروط سخية للاستسلام ، وفي الوقت نفسه تجنب الحصار الطويل ، وكان لهذه السياسة صالح يؤدي إلى الفتح السريع لكل الموقع الصليبية ، بما في ذلك التحرير السلمي للمسلمين في القدس في أكتوبر 1187 ، وكانت هذه السياسته سلبية حيث سمحت هذه الفتره للصليبيين اعادة تجميع صفوفهم في مدينتين جنوب طرابلس- صور وعسقلان .

ومن صور ، ظهرت القوى المسيحية التي عززتها جنود الحملة الصليبية الثالثة ” 1189-1191 ” ، وقاموا بمحاصرة المسلمين في عكا ، ودمر الجزء الأكبر من القوات البحرية المصرية ، تحت قيادة ريتشارد قلب الأسد ، واستولي على المدينة وذبح المدافعين من المسلمين ، ولكن صلاح الدين بسياسته ، عن طريق تجنب معركة مباشرة مع القوات الصليبية الجديدة ، كان متمسكاً بالحفاظ على سيطرة المسلمين على القدس ومعظم سوريا وفلسطين .

ومنذ عام 1174 حتى عام 1186 كان يسعي صلاح الدين بحماس لتحقيق هدفه في توحيد ، جميع الأراضي الإسلامية من سوريا وشمال بلاد ما بين النهرين وفلسطين ومصر ، وهذا الذي أنجزه عن طريق الدبلوماسية الماهرة التي استخدمها عند الضرورة عن طريق الأستخدام السريع والحازم من القوة العسكرية ، وتدريجيا نمت سمعته بوصفه الحاكم السخي والفاضل وكان واضحاً ، يخلو من التظاهر ، والفجور ، والقسوة ، على النقيض من الشقاق المرير والتنافس الشديد الذي كان حتى ذلك الحين لإعاقة المسلمين في مقاومتهم للصليبيين ، بساطة صلاح الدين هدف دفعهم لاعادة تسليحهم جسديا وروحيا .

استلهم صلاح الدين الأيوبي كل فعل من أجل التفاني الشديد والثابت لفكرة الجهاد ، أو الحرب المقدسة ، وكان هذا جزءا أساسيا من سياسته لتشجيع نمو وانتشار المؤسسات الدينية الإسلامية ، وكان يتودد للعلماء والدعاة ، حيث تأسست الكليات والمساجد لاستخدامها ، وبتكليف منها لكتابة أعمال البنيان ، وخصوصا على الجهاد نفسه ، ومن خلال التجديد الأخلاقي ، الذي كان جزءا حقيقيا من طريقته الخاصة في الحياة ، حاول إعادة إنشاء مملكته الخاصة بنفس الحماس الذي كان له قيمة كبيرة جدا للأجيال الأولى من المسلمين . كما نجح صلاح الدين في تحويل التوازن العسكري للسلطة في صالحه ، من خلال توحيد وتأديب عدد كبير من القوات الجامحة من خلال توظيف تقنيات عسكرية جديدة أو محسنة .

وأخيرا في عام 1187، كان قادرا على دفع قوته الكاملة في الصراع مع الممالك الصليبية اللاتينية ، وكانت جيوشه متساوين بهم في 4 يوليو 1187 ، ولكن أستطاع صلاح الدين محاصرة الصليبيين في ترينيداد وتوباغو قرب طبريا في شمال فلسطين ، وكذلك كانت الخسائر كبيرة في صفوف الصليبيين في هذه المعركة ، وتحرك المسلمين بسرعة واستطاعوا تجاوز ما يقرب من المملكة بأكملها من القدس وسقطت ، عكا ، طورون ، بيروت ، صيدا ، الناصرة ، قيسارية ونابلس ويافا وعسقلان في غضون ثلاثة أشهر ، ولكن استطاع صلاح الدين تتويج الضربة الأكثر فاعليه لحركة الصليبي في 2 أكتوبر 1187 ، عندما استسلمت القدس ، المقدسة إلى كل مسلم ومسيحي على حد سواء ، وإلى جيش صلاح الدين بعد 88 عاما في أيدي الفرنجة .
وكان الإنجاز الرئيسي لصلاح الدين في الاستيلاء على القدس في عام ” 1187 ” ، في حين نجد التناقض الصارخ مع المسيحيين الذين استولوا على المدينة في وقت سابق لمدة 88 عاما ، وتميزت استعادة المسلمين للقدس بأستخدام السلوك الحضاري المهذب لصلاح الدين وجنوده . وتوفي صلاح الدين الأيوبي وفاة سلمية في دمشق في 1193.


إنجازات صلاح الدين
قدم صلاح الدين الأيوبي العديد من الانجازات خلال حياته ، أولا : وحد صلاح الدين الأيوبي جميع الدول الإسلامية المتشاجره تحت إمراته ، بحلول صيف عام 1183 ، شمل العديد من الدول : مصر وسوريا واليمن ، وفلسطين ، وأنشأ عاصمة مزدهرة في دمشق ، تحت حكم صلاح الدين الأيوبي ، وأصبحت دمشق مدينة تجارية ، لتتاجر في الصوف ، والأثاث ، والسيوف . كما أنشأ صلاح الدين معاهدة مع الملك ريتشارد قلب الأسد مشيرا إلى أن القدس كانت من المقرر أن يسيطر عليها المسلمون ، ولكنه سمح للمسيحيين في العيش بسلام في المدينة ، ليأتون ويذهبون كما يحلو لهم ، وكان هذا هو الحل الوسط العادل ، وقبل الملك ريتشارد قلب الأسد هذا الحل بشغف وحب وبناءً علي ذلك رحل بجيوشه من القدس أملاً علي أن يعود إلي بيت المقدس حاجاً وليس معادياً .

استلهم كل فعل صلاح الدين الأيوبي من قبل عقلية شديدة وغير المقسم لفكرة الجهاد ، أو الحرب المقدسة ، مقتضياً بنضال النبي صلي الله عليه وسلم والصحابة ، وفتح الكليات والمساجد وخلق نظام لدعم السعي للمعرفة ، ودعا العلماء وبتكليف منها لكتابة أهم الأعمال ، وخاصه المواضيع الدينية وكذلك الاهتمام الأكاديميين ، من خلال المبدأ الديني ، الذي كان جزءا حقيقيا من طريقته الخاصة في الحياة . ولوحظ سلوكه الشهم من خلال الكتاب المسيحيين ، وخاصة في حسابات حصار الكرك في موآب ، وعلى الرغم من كون الصليبيين أعداء ، إلا أنه فاز باحترام العديد منهم ، بما في ذلك ريتشارد قلب الأسد ، بدلا من أن يصبح شخصية مكروهة في أوروبا ،إلا أنه أصبح مثالاً شهيراً للزعيم المبدئي .


الجهاد والحرب المقدسة
كان صلاح الدين يهتم دائما بالمعتقدات الدينية قبل الاستراتيجية العسكرية والتدريب ، وعلى الرغم من أنه دائما يضع الدين قبل أي شيء آخر ، ولكن كان هاجس صلاح الدين الأيوبي يدفعه للجهاد ، أو الحرب المقدسة ، فصلاح الدين أحب الجهاد وغالباً ما يقدر حبه للدين نفسه . كان صلاح الدين الأيوبي البطل الاسطوري للدين الإسلامي ، وكان يعرف بالتقدم البارز في محاربة الصليبيين المسيحيين وكرمه لأقاربه وأعدائه ، وكذلك في وضع مدينة القدس الشريفه في يد الإسلام . توفي صلاح الدين الأيوبي في عام 1193 ، بعد سنة من توقيع المعاهدة مع الملك ريتشارد “قلب الأسد” ملك انجلترا بمناسبة نهاية الحملة الصليبية الثالثة .