فى الذكرى 74 لإنشائها.. تعرف على تاريخ الحصن الأول للدفاع عن الحريات بمصر

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يونس: البيئة التشريعية الحالية لا تساعد المهنة على التطور

الميرغنى: الفترة الحالية هى الأصعب فى تاريخ النقابة

بمناسبة مرور 74 عاماً على إنشاء نقابة الصحفيين المصرية والتى تعتبر من أعرق وأقدم النقابات على مستوى العالم العربى والتى تأسست فى 31 مارس 1941 ، تقيم نقابة الصحفيين فى السابعة من مساء اليوم 31 مارس 2015 احتفالاً، بحضور أعضاء الجمعية العمومية للنقابة وشيوخ المهنة من النقباء السابقين وعلى رأسهم مكرم محمد احمد ، جلال عارف ، ممدوح الولي ، ضياء رشوان ، وأعضاء مجالس النقابة السابقين  ورؤساء وأعضاء مجالس إدارات الصحف و رؤساء التحرير و الزملاء المرشحين لعضوية مجلس النقابة في الانتخابات الأخيرة، وشيوخ المهنة من أعضاء رابطة الرواد.

محطات في حياة الصحافة المصرية

تعبر مصر أول بلد عربي عرفت الصحافة في معناها الحديث عند دخول الفرنسيون مصر أصدرو صحيفة "لوكوريية دوليجيبت" فى 28 أغسطس عام 1798م، ثم بعد ذلك أصدرو مجلة "لاديكاد ايجبسين"وصدر عددها الأول في أكتوبر عام 1798م، وكانت هناك جريدة ثالثة في طريقها للإصدار ولكن لم يتم لجلاء الحملة الفرنسية عن مصر.

عند تولي محمد علي حكم مصر وضع حجر الأساس لأول مطبعة مصرية في بولاق عام 1819م، وأول ما طبعته المطبعة المصرية هو القاموس العربي الإيطالي  فى نفس العام.

وصدرت بعدها أول صحيفة رسمية باسم الوقائع المصرية عام 1828م، ثم صدر صحيفتان رسميتان باسم"الجريدة العسكرية"،"و الجرنال الجمعي"عام 1833م وكان الجرنال الجمعي مختص بأخبار الاقتصاد في مصر وقتها.

الصحافة الخاصة

عرفت مصر أيضاً الصحف الخاصة فكانت أول جريدة خاصة يصدرها واحد من أفراد الجالية الفرنسية وهو (كامى تورل) باسم"لومنتيور اجبسيان"وكان مقرها الإسكندرية.

وظهرت الصحف المتخصصة "كالمجلة الطبية" عام 1865م وهى مجلة "يعسوب الطب"وكانت مجلة شهرية، وتولى تحريرها "محمد علي الحكيم باشا ".

ثم أصدرت جريدة"وادي النيل" لصاحبها عبد الله أبو السعود أحد تلاميذ رفاعة الطهطاوي، وظهر أول عدد من الجريدة في 5يوليو عام 1867م وكانت همزة الوصل بين الصحافة الحكومية والصحافة الشعبية، وكانت الجريدة أسبوعية خاصة بالاقتصاد والسياسة في مصر.

الصحف اليومية

أما جريدة الأهرام وتعتبر من أهم الجرائد التي ظهرت على الساحة وقام على تأسيسها الإخوان "سليم وبشارة تقلا" عام 1876م، وكانت تصدر أسبوعياً ثم أصبحت جريدة يومية في يناير عام 1881م، وكان مقرها في الإسكندرية ثم نقلت بعد ذلك إلى القاهرة عام 1899م.

ثم ظهرت بعد ذلك أول صحيفة "كاريكاتورية" في مصر والعالم العربي وهى جريدة "أبو نضارة" لصاحبها يعقوب صنوع، وكانت تهاجم الخديوي إسماعيل وتنتقد سياسته،حتى تم إغلاقها تماماً، واضطر يعقوب صنوع وقتها إلى السفر لفرنسا وقام بإصدار الصحيفة مرة أخرى بأسماء مختلفة وظلت تصدر حتى عام 1911م.

ثم جريدة "مرآة الشرق" وأصدرها سليم حمودى عام 1879 وكانت مؤيدة للحركات الوطنية المنتقدة لسياسة الحاكم، ثم جريدة المُقطم: جريدة يومية سياسية ، نشأت في القاهرة، عام 1888م وتوقفت عام 1952 م .

ويُعد عبد الله النديم من أشهر رجال السياسة والصحافة ، في القرن التاسع عشر حيث أصدر صحيفة "التنكيت والتبكيت" و "اللطائف" ، ثم نُفيَ بعد اشتراكه في الثورة العُرابية، وبعد صُدور العفو عن عبد الله النديم أصدر مجلة "الأستاذ" .

ثم صدرت جريدة البلاغ وهي جريدة يومية مصرية ، أصدرها عبد القادر حمزة، عام 1923م إلى عام 1953م .

وكانت أول صحفية مصرية ، تُصدر مجلة خاصة ، هي مجلة روز اليوسف ، عام 1925 م ، أصدرت روز اليوسف اليومية عام 1935 م ، وتوقفت بعد عام ونصف العام ، ثم أصدرت مجلة روز اليوسف أول مجلة نصف كاريكاتورية ، باللغة العربية ، تحت اسم صباح الخير ، في أواخر الخمسينات.

نقابة الصحفيين

انطلقت من جريدة الأهرام، أول دعوة لإنشاء نقابة الصحفيين عام 1891، وتكررت هذه الدعوة على صفحات جريدة "المؤيد" عام 1909 وتبعتها صحف أخرى، وفي عام 1912 قام عدد من أصحاب الصحف بإنشاء نقابة الصحفيين المصريين وانتخبت جمعيتها العمومية "مسيو كانيفيه" صاحب جريدة "لاريفورم" بالإسكندرية نقيبا وفارس نمر وأحمد لطفي السيد وكيلين أعضاء، لكنها انتهت بقيام الحرب العالمية الأولى.

وبعد انتهاء الحرب قام خمسة من الصحفيين وهم داود بركات وإسكندر سلامة ومحمد حافظ عوض وجورج طنوس بتكوين رابطة هدفها العمل على إنشاء نقابة الصحافة، وعقب دستور 1923 أسرع ثلاثة من الصحفيين وهم أمين الرافعي ومحمد حافظ عوض وليون كاسترو لمقابلة رئيس الوزراء وطلبوا منه إصدار قانون لإنشاء نقابة للصحفيين، ثم اجتمع عدد من أصحاب الصحف ومحرريها وبدءوا في إعداد مشروع قانون النقابة وأعلنوا قيامها عام 1924.

وقد تعددت المحاولات لعرقلة الاعتراف الرسمي  بصدور مرسوم النقابة رسمياً، ولكن قام  نظام جمعية الصحافة في 20 أبريل عام 1936 في عهد وزارة على ماهر بإعتماد المرسوم  إلا أن هذا المرسوم لم يطبق لأن البرلمان لم يعتمد المشروع المقدم، وفي 27 نوفمبر 1939 تقدم رئيس الوزراء على ماهر إلى مجلس النواب بمشروع إنشاء نقابة للصحفيين أعده محمود عزمي، وظل في حالة جدل إلى أن صدر القانون رقم 10 لسنة 1941 في 31 مارس بإنشاء نقابة الصحفيين.

معوقات

أكد الكاتب الصحفى رجائي الميرغني، أن نقابة الصحفيين مرت بمشوار طويل وتعاقب عليها 3 قوانين حكمت أوضاع النقابة منذ نشأتها، مؤكداً أن الفترة التي نعيش فيها الآن هي أصعب وأكثر الفترات بُأساً في تاريخ النقابة.

وأشار الميرغني، إلى أن نقابة الصحفيين الآن غير مُدرِكة لرسالتها في ضوء الممارسات التي تعرقل إحياء النقابة وتصحيح مسارها، متمنياً أن تكون تلك الفترة بعد انتخاب النقيب الجديد "يحيى قلاش" فترة تغيير حقيقي لتمارس دورها الطبيعي وهو حماية مصالح وحقوق الصحفيين، والدفاع عن الحريات العامة وحرية الصحافة والتعبير والنشر.

وتابع الميرغني ، أن نقابة الصحفيين منذ ثورة 25 يناير خارج الخدمة، لإنها لم تستطع أن تتفاعل مع أحداث الثورة، ولم يكن لها صوت مميز، مؤكداً أن إسهامات النقابة ضعيفة غير أنها قامت في الفترة الأخيرة قبل النقيب الحالي بمسايرة المصالح الشخصية التى لا تمت للعمل النقابي والمهني بصلة، وهذا قمة الخروج عن الهوية الصحفية للنقابة.

ظاهرة الشهيد

وأضاف هشام يونس، عضو مجلس نقابة الصحفيين الأسبق، أن نقابة الصحفيين تمر الآن بتحدي حقيقي، حيث إنها بعد ثورة 25 يناير ظهرت كثير من المعوقات بالنقابة، فبدأت المعوقات بـ"ظاهرة الشهيد" التي كانت أمر مستحدث على نقابة الصحفيين، وأصبحنا نواجه إنتهاكات ضد الصحفيين بشكل متكرر.

والتحدي الثاني، هو الإصلاح التشريعي، حيث أننا نعيش في مناخ تشريعي سيئ لا يساعد المهنة على التطور وتأدية واجبها ودورها، مؤكداً أن الثورات والإخوان سبب المناخ السيئ للتشريع، وأشار إلى أن قوانين الصحافة والإعلام لا تجد أولوية لدى النظام الحالي وذلك مرهون بانتخابات مجلس الشعب.