10 محطات حاسمة حكمت العلاقات المصرية السعودية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


العلاقات المصرية السعودية من أكثر العلاقات غرابة نظراً لمرورها بمراحل من التقارب والتباعد والشكوك والخلافات، عبر الأنظمة المتعاقبة.

 فقد مر كلا من النظامين المصري والسعودي بالعديد من المراحل التي جاءت بمثابة دروس مستفادة لكلا الدولتين، كان من أهمها 10 محطات ترصدها الفجر فى السطور التالية

المحطة الأولى.. القطيعة الناصرية

شهدت العلاقات المصرية السعودية قطيعة خلال الحقبة الناصرية، فالسعودية كانت من أشد المحتجين على سياسة عبد الناصر، بسبب الخلاف الذي حدث نتيجة حرب اليمن، ففي عام 1962 كانت الشرارة الأولى لبدء الأزمات بين مصر والسعودية، حين أرسل عبدالناصر وقتها القوات المصرية لدعم الثورة اليمنية بعد تولي الإمام البدر الحكم.

وكانت السعودية من مؤيدي الإمام البدر خوفًا من انتقال الثورة إليها، ولذلك توترت العلاقات المصرية السعودية، ولم تنتهِ الأزمة بين مصر والسعودية إلا فى أواخر حياة عبد الناصر في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز، حين أنتهت الأزمة بالصلح في مؤتمر الخرطوم، عندما ساهمت السعودية في نقل الجيش المصري من اليمن.

المحطة الثانية.. عودة العلاقات والتعاون

حرب أكتوبر كانت السر وراء عودة العلاقات المصرية السعودية، حيث أن السعودية لعبت دور بارز فى مساندة مصر فى تلك الحرب ، فقد قامت بقطع إمدادات البترول عن الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، فكانت صمام أمان وداعم قوى لعودة التعاون المشترك بين البلدين.

كما قامت السعودية والكثير من البلدان العربية بتقديم مساعدات إقتصادية، عن طريق القروض وصفقات الأسلحة التي ساعدت مصر في حرب أكتوبر.

المحطة الثالثة.. عاصفة كامب ديفيد

وبعد عودة العلاقات المصرية - السعودية جاءت عاصفة كامب ديفيد لتطيح باستقرار العلاقات بين البلدين، حيث قررت السعودية في 23 من إبريل 1979 قطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر، وفي اليوم التالي قررت السعودية والكويت إلى جانب قطر والإمارات وقف تقديم المساعدات الاقتصادية لمصر إلى أجل غير مسمى.

 وقامت السعودية بقيادة الدول العربية لعقد ما سمى بـ "جبهة الرفض" في العراق، تم فيها تجميد عضوية مصر في جامعة الدول العربية، ونقل مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس ونتج عن هذه الإتفاقية حدوث تغييرات على سياسة العديد من الدول العربية تجاه مصر وذلك في الفترة ما بين أعوام 1979 إلى عام 1989، وصدرت قرارات بمقاطعة مصر اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً.

واستدعت مصر سفرائها من سبع دول عربية هي السعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين وتونس، وقالت الخارجية المصرية حينها إنها اتخذت هذا القرار نظرًا لما صدر عن حكومات هذه الدول من تصرفات لا تتفق مع مقتضيات التضامن العربي.

المحطة الرابعة.. تقارب مبارك

ومع تولي الرئيس الأسبق حسني مبارك بدأت العلاقات تتحسن تدريجيًا حتى وصلت لصورة كشفت مدى الترابط بين العائلة المالكة ونظام مبارك خاصة ما قيل عقب ثورة 25 يناير عن لجوئه للإقامة في السعودية أو عرض الجانب السعودي لدفع الأموال الطائلة نظير خروج مبارك من محبسه، خلال ثورة 25 يناير.

المحطة الخامسة.. بين التوتر والفتور

وشهدت العلاقات بين البلدين توترًا منذ سقوط نظام مبارك، تمثلت في تحفظ المملكة على دعم الاقتصاد المصري، واتخاذها إجراءات متشددة ضد المعتمرين والحجاج المصريين، وهو ما أصاب العلاقات بحالة فتور لم تكن موجودة من قبل.

المحطة السادسة.. إزدهار العلاقات على حساب قطر والإخوان

كانت السعودية أكثر الدول كراهية لنظام الإخوان لذا كانت من أقوى الدول دعماً لنظام الرئيس السيسي منذ الإطاحة بحكم الإخوان، وكانت المملكة من أوائل الدول التي قدمت التهنئة للرئيس المؤقت عدلي منصور، وضخت التمويل لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي.

فيما لعب الخلاف الكبير بين السعودية وقطر دورا هاما في تاريخ العلاقات المصرية السعودية لحب الدولتين للزعامة فوجدت قطر فى الإخوان ذراعاً لها فى مصر، وعلى العكس كانت السعودية التى عرفت بعدائها للإخوان فوقفت بجانب مصر في حربها مع الإرهاب لتكن تلك المحطة تتويج للعلاقات المصرية السعودية على حساب قطر والإخوان.

ويعكس ذلك مقارنة بسيطة  بين الاستثمارات السعودية في مصر في فترة ما قبل الإخوان وما بعدهم، نجد أن الاستثمارات السعودية بلغت 12مليار دولار، بعد عزل مرسي.

المحطة السابعة.. تخوفات تجاه الملك سلمان

وبعد وفاة الملك عبدالله، وتولي الملك سلمان بن عبد العزيز، بدأت التخوفات المصرية تجاه مصير العلاقات المصرية السعودية خصوصاً بعد إستغلال الجماعة الإرهابية ومموليها الموقف بنشر تسريبات من مكتب الرئاسة المصرية بهدف إرباك العلاقات بين البلدين.

المحطة الثامنة.. عاصفة الحزم

بعد مرور سنوات على حرب اليمن التي تمكنت في الماضي من قطع العلاقات المصرية السعودية، جاءت اليمن في تلك الفترة لتؤكد على قوة العلاقات بين الدولتين، فبعد استغاثة الرئيس اليمني عبد ربه منصور بالدول العربية إستجابت السعودية لتلك النداءات تلبية لدعوة الرئيس ولحماية حدودها المهددة بسبب الخطر الشيعي في اليمن وحماية باب المندب الممر التجاري الدولي، وقامت السعودية بتكوين تحالف تحت اسم " عاصفة الحزم" لضرب معاقل الحوثيين وكانت مصر أقوى الدول المشاركة بتلك العاصفة التي أكدت أمام العالم قوة وترابط العلاقات المصرية السعودية.

المحطة التاسعة.. أعتاب خلاف سعودي

بعد إنطلاق الضربات الجوية الأولى لعاصفة الحزم دعت مصر للقمة العربية ال26 لبحث الأمور العربية والتوترات التي تهدد المنطقة العربية، وعقب تلك القمة جاءت بعض التوترات بين مصر والسعودية بسبب اختلاف القرارات حيث أن مصر تدعو للحل السلمي في الأزمة السورية والسعودية تدعو لإسقاط بشار الأسد.

فيما كانت روسيا أيضا سبب في ذلك الخلاف حيث أن الرئيس الروسي أرسل رسالة لرؤساء العرب بالقمة يدعوهم للجوء لحل سلمي في الأزمة اليمنية وقد رحب الرئيس السيسي بالرسالة وقدم شكره للرئيس الروسي، فيما عنفه الجانب السعودي وأتهمه بإنه جزء من الخلافات التي تحوط الوطن العربي.

المحطة العاشرة.. ترسيخ العلاقات

وفي نهاية المحطات جاءت المحطة الأخيرة لتبرز قوة العلاقات المصرية السعودية حيث زار وزير الدفاع السعودي أمس  الرئيس عبد الفتاح السيسي و قام كلا من وزير الدفاع المصري والسعودي ببعض المشاورات العسكرية وقد نتج عن الزيارة الاتفاق المصرى السعودى على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لبحث تنفيذ مناورة إستراتيجية كبرى على أراضى المملكة العربية السعودية وبمشاركة قوة عربية مشتركة تضم قوات من مصر والسعودية ودول الخليج.