أسرار جولات "سامح شكرى" في أمريكا من أجل حصول مصر على مقعد مجلس الأمن

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 
تنتهى غدا الإثنين رحلة وزير الخارجية سامح شكرى إلى مدينة نيويورك الأمريكية ، والتى قام خلالها بسلسلة جولات بهدف الترويج لحصول مصر على المقعد الغير دائم بمجلس الأمن ، لتبرز علامات إستفهام عن أهمية الحصول على هذا المقعد فى هذا التوقيت، ومدى نجاح الدبلوماسية المصرية فى الإقتراب من الهدف، وما هى أبرز الدول المتوقع أن تعارض وتضع العقبات فى طريق تحقيقه.
 
 
فى البداية قال السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الأمر أبسط مما يقال عنه ،وستحصل مصر على المقعد لأنه "محجوز " لها ، والدول تحصل على المقعد الغير دائم بالدور ،وهذا هو دور مصر ،وحتى فى الماضى حينما كان الدور على ليبيا، ولكن كانت لها ظروف خاصة إبان أزمة "لوكيربى "، حصلت مصر على المقعد بدلا من ليبيا.
 
 
وإختلف معه الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية ، مؤكدا أن هناك تيار يقول لاداعى لمصر أن تبذل حركة كبيرة ،لأنه فى كل الأحوال ستحصل على المقعد أوتوماتيكيا ،مثلما حصلنا عليه من قبل، وحازته الأردن مؤخرا، ولكن هناك وجهة نظر أخرى ترى أن الأمور تغيرت، والعودة إلى مجلس الأمن اليوم ليست بالصورة السهلة ، التى يتخيلها البعض،لأسباب عديدة أهمها أن مجلس الأمن الأن يواجه تحديات مختلفة أهمها التربيطات العربية داخل المجلس نفسه، حيث توجد إعتراضات من بعض الأطراف العربية على التحرك المصرى الدولى ، وهناك دول عربية تناكف مصر داخل الإقليم، ورفضت أو تحفظت على ضربة "عاصفة الحزم"، والمتوقع أنها لن تشارك فى القوة العربية المشتركة.
 
 
وأضاف فهمى أنه من بين تلك الدول الجزائر والمغرب والعراق وسوريا، برغم كل التطورات الأخيرة فى العلاقات المصرية العربية، مشيرا إلى أن حصول أى دولة على مقعد مجلس الأمن محكوم بإعتبارات عديدة ،ويواجه بتحديات عربية ودولية، وبالتالى فالمعارك الدبلوماسية التى تخوضها مصر، ليست سهلة وإنما هناك صعوبات كثيرة.
 
 
وتوقع أستاذ العلوم السياسية أن الرئيس السيسى يدرك حجم هذه الصعوبات ،ولذلك بدأ بنفسه الترويج للفكرة منذ فترة ،ومنذ خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى ،وفى كل لقاءاته مع رؤساء وملوك الدول يطرح هذا الأمر وسيواصل طرحه على مستوى زياراته القادمة لأسبانيا وألمانيا والهند واليابان، كما إستحوذ على جانب كبير من مباحثاته مع رئيس جنوب أفريقيا إبان زيارته للقاهرة.
 
 
وعلى الصعيد الدولى قال فهمى أن هناك أطراف دولية سوف تحاول عرقلة حصول مصر على المقعد ،فى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا ،لأنه مازال داخل الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض تيارات تميل لوضع التعامل مع مصر فى حدود وأطر معينة ،لتحجيم الدور المصرى إقليميا ودوليا ،ولا تزال هناك مساحات كبيرة من الخلاف فى العلاقات الأمريكية مع مصر.
 
 
وأكد الخبير السياسى على أن تركيا ستقدم لا محالة طلبات إعتراض،وقد بدأ أردوغان بالفعل التحركات المناوءة لحصول مصر على المقعد على صعيد الدبلوماسية الدولية،ومن المتوقع أن يحرض الرئيس التركى مجموعة دول "الكومنولث"وبعض دول وسط اسيا على الوقوف ضدنا لإفشال الجهود المصرية.
 
 
وأخيرا أوضح فهمى أن الرئيس السيسى حريص على أن تحصل مصر على هذا المقعد ،لأنه سيكون بمثابة إعتراف دولى جديد ونهائى بشرعية نظامه ،وشرعية الثورة التى أدت لإنتخابه، لذلك لن يدخر جهدا فى سبيل إحرازه.
 
 
وفى سياق متصل قال الدكتور جمال زهران ،البرلمانى السابق ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس،أن فكرة توسيع العضوية فى مجلس الأمن مطروحة منذ حوالى عشرين عاما،وعادت لتطرح الأن فى إطار معطيات النظام العالمى الجديد،بأن يكون لكل قارة تمثيل فى مجلس الأمن ،ويمنح عضويته لدولتين من أفريقيا ، ودولتين من اسيا ،ومن أوروبا عضو بالإضافة للموجودين ،وهناك مقترحات أيضا بأن يصبح لمجلس الأمن دور تنفيذى مثل الحكومات.
 
 
وأضاف زهران أنه من أفريقيا هناك دول مرشحة تنافس مصر على عضوية مجلس الأمن ، فى مقدمتها جنوب أفريقيا وفرصها كبيرة، وأيضا هناك نيجيريا التى تنافس مصر على المقعد الثانى،لافتا إلى أن حصول مصر على المقعد سوف يعزز من دورها الإقليمى والعربى والدولى ، ولكن سيفرض عليها قيود،من بينها أن الدول الأعضاء فى مجلس الأمن ينبغى ألا تشارك فى ضربات عسكرية خارج حدودها بدون الرجوع للكيان، وإستصدرار قرار منه.
 
 
وأخيرا أشار النائب السابق ،إلى أن الفرصة تبدو ملاءمة لحصول مصر على المقعد ،وإن كانت ستتزايد  لو إستطاعت مصر أن تقوى علاقاتها مع قطب إقليمى مثل إيران ، لتواجه العراقيل التى ستضعها تركيا وقطر وأمريكا وإسرائيل، مشددا على ضرورة أن تتجه مصر بقوة نحو الصين والهند وتستعيد تقاربها مع روسيا، حتى تصبح فرصتنا أكبر وأقوى.