وصفات للسعادة

منوعات

بوابة الفجر


يشاركنا مدير حاضنة المشاريع وصندوق Ycombinator سام ألتمان الدروس التي تعلمها خلال حياته.

بلغت الثلاثين منذ فترة، فسألني أحد أصدقائي فيما إذا تشكل لدي «نصيحة حكيمة» خلال السنوات العشر الماضية. ترددت في جدوى نشرها لأن مثل هذه القوائم لا معنى لها عادةً، ولكن في النهاية حسمت الأمر لصالح النشر. وإليكم جوابي.

الأيام تمضى ببطء والعقود تمضى بسرعة

    يجب أن يترأس الأقربون – أسرتك وأصدقاؤك – قائمة أولوياتك دائماً. بضعة أصدقاء مقربين أهم من مئة شخص لا تكاد تعرفهم. لا تفقد العلاقات مع الغالين على قلبك. لا تنس أن تزورهم واسهر معهم وراء الأحاديث حتى الفجر من حين إلى آخر.

    الحياة لا مكان فيها للبروفات. الوقت محدود ويمضى بسرعة. افعل ما يجلب لك السعادة والرضا، فبعد مئات السنين قد لا يتذكرك أحد. ولا تفعل ما لا يجلب السعادة (في الغالب هي أمور يريدها غيرك منك أن تفعلها، ولا تريدها أنت). لا تضيع الوقت في محاولة المحافظة على العلاقات مع أشخاص لا يعجبونك، بل اقطع مثل هذه العلاقات. التأثير السلبي مزعج. إذا كنت تريد أن تفعل شيئاً فافعله ولا تختلق حججاً.

    كيف تحقق النجاح: يجب أن تجد العمل المناسب (إنه أمر مهم كثيراً ما ينساه الناس) والتركيز عليه والثقة بالنفس (هذه تساعدك حين يقول الناس لك أن عملك لا أمل في نجاحه) وتطوير العلاقات الشخصية مع الناس الذين يستطيعون مساعدتك، وأن تتعلم أن تكتشف المواهب بينهم. من الصعب تحديد مجال عملك لأن ابتداع الجديد صعب.

    في العمل: يصعب القيام بعمل ممتع، كما يصعب أن تكون سعيداً وأنت تقوم به. اعمل بكل جد. قد يزعل الكثيرون من هذا، ولكن حياتك لن تمضى سدىً. حاول أن تكون أحسن المحترفين في العالم في مجالك. حتى لو لم تستطع أن تصبح الأول، سوف تصعد إلى الأعلى. قم ببناء نظامك الخاص للعمل المنتج. لا تضيع الوقت بسبب سوء التنظيم، ولا تعمل في الساعات التي تكون إنتاجيتك فيها منخفضة. لا تخف من المخاطرات الوظيفية، وخاصة في بداية مسيرتك المهنية. أغلب الناس يختارون مهنتهم عشوائياً، أما أنت فيجب عليك التفكير ملياً حول ما يعجبك. حاول التحدث إلى من يعمل في هذه المهن.

    في المال: سواء كان المال يسمح بشراء السعادة أم لا، من المؤكد أنه يعطي المجال لشراء الحرية، وهذا أمر هام. عدا ذلك، الفقر حالة مكربة. إن توفر المال لدفع أجار السكن الشهر القادم يؤثر على رفاهك أكثر من إمكانية شراء طائرة خاصة. كثيراً ما يعطي كسب المال متعة أكثر من إنفاقه، لكني لم أندم يوماً على المال الذي أنفقته على أصدقائي أو الانطباعات الجديدة أو توفير الوقت أو السفر أو الأمور الأخرى التي أقتنع بها.

    تحدث مع الناس أكثر. أكثر من قراءة النصوص الطويلة ذات معنى وقلل من قراءة التغريدات. قلل من مشاهدة التلفزيون والوقت الذي تقضيه في الإنترنت.

    لا تضيع الوقت هباء. يضيع الكثيرون أغلب وقتهم سدى، ولا سيما في قطاع الأعمال.

    لا تسمح للناس أن يتحكموا بك. كما قال لي يوماً بول غراهام: «يمكن أن تصادف أحياناً شخصاً يضطهدك، ولكن يصعب التنبؤ بذلك مسبقاً». هناك فرق هائل بين الثقة في النفس والتكبر، وبالتأكيد يجب أن تسعى إلى الثقة لا إلى الغطرسة.

    حدد لنفسك أهدافاً واضحة: لكل يوم وكل سنة وكل عقد.

    مع أن التخطيط هام، إذا سنحت لك فرصة فاستغلها. لا تخف من أن تكون متهوراً قليلاً من حين إلى آخر.

 إذا عملت بشكل جيد فستظهر فرصة قادمة عاجلاً أو آجلاً، ومهمتك ألا تدعها تفوتك.

    حاول أن يحيط بك أشخاص أذكياء طموحون مثيرون للاهتمام. اعمل عندهم أو شغلهم عندك (في الواقع، بناء العلاقات مع الأشخاص المثيرين للاهتمام من أكثر مكونات العمل متعة). حاول قضاء الوقت إما مع خيرة المختصين في مجالهم أو مع أشخاص واعدين وإن كانوا مجهولين. ففي الواقع، نتشبه مع الزمن بالناس الذين نعاشرهم.

    قلل عبء الأمور التافهة التي تلهيك. إنه أمر في غاية الأهمية، ولكن قلما يولى العناية الكافية. تخلص من العوامل الملهية، وطور وسائل للتخلص من الهراء الذي يدور في رأسك، ولا سيما أثناء العمل.

    أنفق مواردك ببطء، فهذا كفيل بمنحك العديد من الإمكانيات في حياتك.

    الصيف أفضل الفصول.

    حاول ألا تقلق كثيراً. ففي أغلب الأحيان الخطر أصغر مما يبدو. أغلب الناس يخافون من المجازفة أكثر من اللازم لذا يعطون نصائح محافظة جداً.

    اسأل نفسك لتعرف ماذا تريد.

    إذا بدا لك أنك قد تندم إذا لم تفعل شيئاً ما فافعله. الحسرة فظيعة، وغالباً ما نتحسر على ما لم نفعله وليس على ما فعلناه. إذا كنت تتردد، هل القبلة مناسبة، فعليك بالتقبيل.

    مارس الرياضة واحرص على التغذية الجيدة والنوم والخروج إلى الطبيعة.

    لا تنس مساعدة الناس، فإنها تمنحك الرضا الذي لن تحصل عليه من أغلب الأعمال الأخرى. احترم الغرباء حتى لو بدا ذلك غير مهم.

    فترة الشباب كنز عظيم، فلا تبدده سدى. قد يكون الموقف «سأنفق المال بطريقة رشيدة، ولكن في مرة قادمة» مبرراً في العشرينات من عمرك. فترة الشباب لن تعيدها جميع أموال الدنيا.

    قل لوالديك أنك تحبهم، وأكثر من زيارتهم.

    وهذا سيمضى أيضاً.

    تعلم بشراهة.

    افعل شيئاً جديداً كل فترة. هذا يبطئ إدراك الوقت ويجعلك سعيداً وحياتك مثيرة. عدا ذلك، هذا يساعدك على تجنب الصدأ وعلى عدم التعلق بطريق اخترته مرة في الماضي. حدد لنفسك هدفاً كل سنة لتفعل شيئاً جديداً وهاماً وخطراً في مهنتك.

        هل تتذكر حدة العشق عندما كنت مراهقاً؟ هل تتذكر كيف كنت تتحمس لأمر ما وأنت طفل، ومدى السعادة التي كنت تشعر بها؟ حاول أن تحافظ على حدة المشاعر.

    لا تزعل الناس ولا تحرق سفنك. نادراً ما تحتاج فعلاً إلى مخاصمة شخص.

    اغفر.

    لا تركض وراء المكانة، فالمكانة بحد ذاتها لا تعني شيئا.

    كل شيء تقريباً مفيد باعتدال، والإسراف في أي شيء يضر.

    إن القلق الوجودي جزء من الحياة، ويحتدّ عند الأحداث الحياتية الهامة أو بعد المراحل الرئيسية للمسيرة المهنية. يبدو أنه يظهر أكثر عند الناس الأذكياء الطموحين. أظن أن الكثيرين يتغلبون على مثل هذه الأفكار بالعمل الدؤوب. هذه المشاعر ليست سيئة، ولست الوحيد من يعاني منها.

    كن شكوراً، ولكن تذكر المشاكل المحتملة. لا تكثر من الشكوى. لا تحسد الآخرين على نجاحاتهم (ولكن تذكر أن البعض سيحسدك على نجاحك، وعليك أن تتعلم تجاهل ذلك).

    لتكن أفعالك أكثر من أقوالك.

    يعتاد المرء مع الزمن على كل شيء، الجيد والسيء.

    فكر عدة ثوانٍ قبل أن تقدم على فعل. وإذا كنت غاضباً فعدة دقائق.

    لا تتعجل في الحكم على الناس، ففي الغالب لا نعرف جميع تفاصيل ما حدث ودوافع الأفعال. تعاطف مع الناس.

        الأيام طويلة والعقود قصيرة.