أسرار إنقلاب الضباط الأتراك على "أردوغان" فى هذا التوقيت

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


حالة من الإستياء سادت فى صفوف ضباط قوات الأمن التركية، تطورت لشهادات رسمية أدلى بها بعضهم فى وثائق المحكمة؛ ليتهموا جهاز المخابرات التركى، بالمساعدة فى توصيل أسلحة إلى سوريا؛ بهدف تسليح المعارضة السورية المتشددة، مما أدى لأن تنامى نفوذ تنظيم " داعش " الإرهابى، على الحدود السورية التركية، وأصبح خطرا يهدد "أنقرة"، كعضو  فى حلف شمال الأطلنطى.

وبالوقائع كشف الضباط الغاضبون عن ضبط وتفتيش بعض الشاحنات، فى إقليم "أضنة" الجنوبى،  كانت متجهة إلى سوريا، حاملة أجزاء من صواريخ وقذائف وذخائر، بينما زعم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان كذبا، إنها كانت تحمل مساعدات إنسانية، رغم إعترافه بتبعيتها لمخابرات بلاده.

فى البداية قال السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر لدى سوريا سابقا، إن القوانين الدولية لا تبيح لدولة تشكيل جيش ليحارب فى دولة أخرى، ومع ذلك تفاجئنا وسائل الإعلام التركية التابعة لأردوغان وحزبه الإخوانى، أنهم بصدد تشكيل جيش ليحارب مع المتأسلمين فى سوريا.

ووصف مساعد وزير الخارجية الأسبق الدور التركى فى سوريا وباقى الدول العربية، بأن تركيا تحول أن تنافس إيران، وكلا منهما" تحشر" نفسها حشرا فى العراق تارة وسوريا تارة.

لافتا إلى أن طهران إتخذت لنفسها ركيزة فى جنوب لبنان، من خلال سيطرة حزب الله الشيعى عليه، وكانت تسعى لأن يكون الحوثيين هم ركيزتها فى شمال اليمن، ولكن تدخل السعودية والتحالف العربى عسكريا أحبط الخطط الفارسية.

وأشار سفير مصر لدى دمشق سابقا، إلى أن أردوغان يحاول أن يقدم نفسه كصديق وحليف لكل الأطراف، وهو يعلم أن دولا مثل أمريكا وفرنسا والسعودية،  تريد للأزمة السورية حلا لا يتضمن بقاء بشار الأسد فى السلطة؛ ومن ثم يريد أن يقحم نفسه فى القضية؛ ليقدم بلاده فى صورة الدولة القوية أو القطب الإقليمى فى المنطقة، الذى يتحالف مع السعودية وأمريكا، ويتحدى إيران وروسيا الداعمتين لنظام الأسد، بينما يتفق مع طهران وموسكو فى ملفات أخرى.

وشدد بدر على أن كل الأطراف تعرف حقيقته وأطماعه، ولن يكون لتركيا ولا إيران موطأ قدم فى مناقشة القضايا العربية، السورية أو اليمنية أو العراقية؛ لأنها لن تحل إلا على أرضية وطنية عربية.

ومن جانبه قال الدكتور صلاح جودة، مستشارمفوضية العلاقات الأوروبية العربية، إن إيران بعد أن تم الإفراج عن أموالها المجمدة، تتجه نحو تسليح جيشها، ودعم القوى الموالية لها، ومن ثم ستسلح نظام بشار بأحدث الأسلحة الروسية، فى المقابل تدخل أمريكا وأوروبا حلبة الصراع على بيزنس توريد السلاح، لتبيع منتجات مصانعها لقطر وتركيا، وكلاهما تدعمان  التيارات المتأسلمة والتابعة للقاعدة والإخوان وداعش، من سوريا إلى ليبيا، مرورا بغزة وسيناء.

وأشار جودة إلى أن الجيشين التركى والإسرائيلى بينهما علاقات عسكرية قوية جدا، ومناورات بحرية بالأسطول والغواصات معروفة بقوتها، ومن هنا يحاول إردوغان أن يسترضى إسرائيل وأمريكا، من خلال التحرش بنظام بشار؛ لأن الرئيس التركى مازال يحلم بأن ينضم للإتحاد الأوروبى، ويعلم أن رضا إسرائيل عنه هو جواز المرور.

لافتا إلى أن هدف إسرائيل من تسليح المعارضة الداعشية الإخوانية؛ لتحارب نظام الأسد الشيعى، هو تعميق فكرة الصراع السنى الشيعى بين القوى والدول الإسلامية فى المنطقة، وهو ما يصب فى مصلحة أمن الدولة العبرية وإطمئنانها،  على أن العرب والمسلمين يحاربون بعضهم البعض، بينما تل أبيب تبنى نفسها وتقوى إقتصاديا وعسكريا.