الشذوذ الجنسى وزنى المحارم فى أفلام مهرجان «كان»

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


سلمى حايك تأكل قلب الوحوش وكيت بلانشيت تدخل فى علاقة عاطفية مع امرأة

■ «رجل متطرف» فيلم فلسفى جديد لوودى آلان خارج المسابقة ■ قصة واقعية عن زنى المحارم فى المسابقة الرسمية للمخرجة ماليرى دونزيلى ■ الهواء يفسد تسريحة شعر إيما ستون وفستانها وتظهر بشكل كوميدى

هل نتقبل قصص الحب التى تنشأ بين امرأتين لتصل حد العلاقة الجنسية، وهل يتجاوز المجتمع فى العصر الحالى عن قصص الغرام التى قد يقع فيها أخ مع اخته؟ أسئلة أخرى فى الفلسفة والحياة وخلافها، وعن تأثير العنف والحرب على الأطفال ومن يحمى الأخلاق؟ هل هو القانون أم أنه على العكس من يتمسك بالأخلاق يواجه الكثير من المشاكل الحياتية والأزمات؟، موضوعات كثيرة تطرحها الأفلام التى تتنافس هذا العام بداخل فعاليات مهرجان «كان» السينمائى فى دورته الثامنة والستين التى بدأت منذ أيام قليلة وتستمر اثنى عشر يوما وسط حضور لكثير من الفنانين والمخرجين من مختلف دول العالم ومن بين هذه الأفلام:

«كارول»

استطاع فيلم «كارول» أن يثير الجدل بقصته وأيضا خلال المؤتمر الذى أقيم على هامش عرضه، فالفيلم تقدم خلاله كيت بلانشيت شخصية امرأة ثرية تدعى كارول وهى تعيش حياة زوجية تعيسة ولديها ابنة تحاول التخلص طوال الوقت من حياتها الزوجية والانفصال لكنها تواجه دائما بإصرار زوجها على الاستمرار فى الحياة الزوجية حتى إنه يطاردها حين تقبل على تنفيذ قرارها.

من ناحية أخرى تتعرف كارول على تيريزا والتى تجسدها «رونى مارا» وهى فتاة تعمل فى متجر وفى الوقت نفسه مرتبطة بعلاقة عاطفية مع صديقها ويقرران الزواج، لكنها تنجذب من الوهلة الأولى لكارول التى تغرقها بالحب والحنان فتتحول العلاقة بينهما إلى الجنس ويقرران الهرب إلى أمريكا حتى إن البطلة تقرر التخلى عن ابنتها من أجل تلك العلاقة فى حين تترك الأخرى حبيبها واستطاع المخرج تود هاينز أن يقدم الفكرة دون أن يسقط فى الكليشيهات المتعارف عليها فى هذه النوعية من الأفلام حتى إنه لم يبالغ فى المشاهد الجنسية التى جمعت البطلتين.

كيت بلانشيت بطلة الفيلم واجهت أسئلة محرجة أثناء المؤتمر حول وجود علاقات تجمعها بنساء فأجابت بنعم موضحة أن هذه العلاقات ليست جسدية وتابعت بأننا نعيش فى مجتمعات محافظة للغاية وإذا اعتقدنا غير ذلك فسوف نكون أغبياء وبأن الكثير من الدول لا تزال تجرم المثلية.

مرجريت أخت جوليان

قصة واقعية حدثت بالفعل لأخ وشقيقته أعدما عام 1603 بعد اتهامهما بالزنى المحرم، أخذتها المخرجة ماليرى دونزيلى فى فيلمها الفرنسى المعروض ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان «مارغريت أخت جوليان» الذى يحكى عن قصة أخت وأخ يقعان فى الغرام منذ الولادة دون الإفصاح عن هذا الشعور حتى إن مارغريت تتزوج من رجل يكبرها بثلاثين عاما، لكنها طوال الوقت لا تتحمل فكرة الابتعاد عن شقيقها ليتصارحا بحقيقة مشاعرهما وتبدأ بينهما علاقة جسدية وهو ما يتسبب فى فضيحة لهما ويرفض المجتمع هذه العلاقة ويبدأ من حولهما فى مطاردتهما حتى تساعدهما والدتهما على الهرب خوفا من أن يؤذيهما الأقارب بعد اكتشاف علاقتهما، إلا أن زوجها يقرر أن يقاضيها خاصة بعدما حملت وأنجبت من شقيقها، وأثناء هربهما لإنجلترا يتم القبض عليهما والإعدام بقطع الرأس.

الفيلم أخذ عن قصة لجان غرووت تم تأليفها فى عام 1970 عن الأحداث التى وقعت قبل سنوات طويلة، حيث يحاول الفيلم رصد الحياة فى فرنسا ما قبل الثورة الفرنسية بقرنين.

حكاية الحكايات

مع المخرج الإيطالى ماتيو غارون تقدم سلمى حايك شخصية آكلة قلوب الوحوش وهو الفيلم الذى كان الأكثر ترقبا للنجمة المكسيكية وعرض فى ثانى أيام المهرجان واستهلم المخرج غارون فيلمه «حكاية الحكايات» من الأدب الأوروبى فى القرن السابع عشر من خلال قصة ثلاث ممالك متجاورة بقصورها السحرية حيث يجول الملوك والأمراء والأميرات.

فهناك ملك ينساق وراء نزواته الجنسية وأميرة تتزوج غولا ومشعوذون ومومسات وغيرهم من الشخصيات التى تمتلئ بها القصة فى أحداث مثيرة ومتلاحقة.

فى الفيلم تقدم سلمى حايك شخصية ملكة عبوسة لا تفكر سوى فى إنجاب طفل وتلجأ للمشعوذين والسحرة وينصحها أحدهم بأن تأكل قلب تنين بعد أن تنجبه عذراء فتطهو لها إحدى الخادمات هذه الوجبة السحرية لتضع توءما.

ويراهن غارون فى فيلمه الجديد على السعفة الذهبية من خلال أداء سلمى حايك والتى تظهر بثوب جديد وشخصية مختلفة بعد أدوار طالما أبهرت جمهورها فى العالم .

فيلم «آليا ماريا»

من ينقذ الأطفال من ويلات الحروب؟ هو السؤال الذى يطرحه مخرج فيلم «آليا ماريا» الذى يقدم فيلمًا عن واقع النزاع المسلح فى كولومبيا من خلال فتاة كولومبية صغيرة فى السن تعمل كجندية تشارك فى حرب العصابات، وحرص المخرج على ألا يحفظ الأطفال المشاركون فى العمل النص بقدر ما يعتمدون على الحدث حتى يكون الحوار عفويًا وطبيعيًا، وقامت بالبطولة Karen torres والتى نجحت فى تقديم شخصية الفتاة التى بدأت تخطو نحو المراهقة لتصبح مجندة فى هذه السن الصغيرة ولا تعيش سنها.

رجل متطرف وحضور مميز لوودى آلان

معروف بأن المخرج وودى آلان لا يفضل الحضور فى المهرجانات إلا انه كسر هذا الأمر بحضوره مهرجان «كان» قبل سنوات، وهذا العام وخارج المسابقة يعرض له فيلم «رجل متطرف».

والفيلم يعتبر من تيمات آلين التى اعتاد أن يطرحها فى أفلامه حول الحياة والموت والحب والرغبة والعجز عن التحقق، فالبطل يغلف الجريمة التى يقوم بها بالكثير من التبريرات فهو «لوكاس» أستاذ جامعى يدرس الفلسفة الذى يقدم شخصيته جواكيم فينيكس والذى يتسلم عمله فى جامعة رود أيلاند وهو رجل يفضل العزلة ويدمن على شرب الكحوليات ويعانى الاكتئاب ويشعر دائما بعبث الوجود حوله، وهو ما يجعله يفكر بشكل فلسفى مختلف يدرسه للطلبة وهو رافض للفلسفة المعاصرة حتى إنه يقوم أمام طلابه بممارسة لعبة «الروليت الروسية» التى تعتمد على حشو مسدس برصاصة واحدة ويصوبها عند رأسه فربما اصابته أو نجا منها وكررها أكثر من مرة وفى نفس الوقت فلوكاس معروف عنه بأنه زير نساء وتحاول ريتا زميلته التى تعانى فى حياتها الزوجية أن تجذبه اليها متصورة أنها ستقيم علاقة جنسية معه لكنها تصاب بخيبة أمل بعدما يفشل فى هذه العلاقة بعكس ما يشاع عنه.

على هامش المهرجان

لم يكن التنافس الوحيد على الأفلام، فبالتأكيد تعد المهرجانات فرصة لكثير من النجمات للمنافسة على بيوت الأزياء العالمية، فيما تصبح السجادة الحمراء مغرية لكثير ممن يرغبون فى تسجيل تلك اللحظات الخاصة بالمهرجان، فظهرت ناعومى واتس بفستان من توقيع اللبنانى إيلى صعب، الذى حرصت أيضا اللبنانية نادين لبكى على الاستعانة به سواء بالفستان الذى ظهرت به فى حفل الافتتاح وأيضا البدلة البيضاء التى ارتدتها فى الفعاليات.

كما شهد أيضا العديد من المواقف الطريفة فالنجمة إيما ستون تعرضت لموقف أثناء عرض فيلمها Irrational man حيث تطاير فستانها القصير فيما أفسد الهواء تسريحة شعرها فظن الحضور بأنها حرصت على الحضور بشكل كوميدى.

وفى العرض الخاص لنفس الفيلم أثارت النجمة الروسية آلينا لينينا الجدل بتسريحة شعر عملاقة لفتت الأنظار إليها، فكان شعرها مقسومًا لكرتين كبيرتين فبدت غريبة عن باقى النجمات فيما ظهرت فى حفل آخر بعد أن صففت شعرها على شكل قرطاس.

أما البريطانى توم هارردى فلفت الأنظار أيضا لظهوره بلوك كاجوال حيث ارتدى تى شيرت وبنطلون جينز وظهر على ذراعيه وشم كبير وأطلق لحيته بعكس باقى النجوم الذين حرصوا على التأنق فى مثل هذه المناسبة.

فيما أثارت سلمى حايك الجدل أثناء تواجدها على السجادة الحمراء لحرصها على التقاط صور «سيلفى» مع المتواجدين بعكس القوانين التى وضعتها إدارة المهرجان والتى حددت عددًا معينًا من هذه الصور.