فضيحة تلاحق "بوتين".. رجل أعمال يفتح السجل الأسود للرئيس الروسي

عربي ودولي

بوابة الفجر


 أوضحت وسائل الإعلام الحكومية، وعلى ألسنة الناطقين باسم الكرملين والحكومة، أن الرئيس فلاديمير بوتين يتعرض لـ "حرب إعلامية غربية جديدة"، هدفها تشويه سمعة القيادة وتأليب الروس ضدها، وفقًا للحياة اللندنية.
 
"الحرب" المقصودة بدأت باتهامات أطلقها رجل الأعمال مكسيم فريدزون الذي قال انه التقى بوتين مرات، عندما كان الأخير يشغل منصب رئيس دائرة العلاقات الاقتصادية الخارجية في حكومة سان بطرسبورغ في تسعينات القرن العشرين، وكان يحصل على "رشاوى" لتسهيل نشاط رجال الأعمال أو لاتخاذ "القرارات الحكومية المناسبة".
 
 وأوضح في مقابلة بثتها إذاعة "سفوبودا" (الحرية) أنه سلَّم مساعد بوتين آنذاك الكسي ميللر (أصبح بعد تسلم الرئيس الروسي منصبه، رئيساً لعملاق الغاز الطبيعي «غاز بروم») عشرة آلاف دولار لتسهيل إحدى المعاملات.
 
وزاد أن سيد الكرملين كان يحصل عبر مساعديه على "عمولات" أو "نسبة معينة" من كل مشروع كبير لدى إطلاقه، ناهيك عن أنه غدا «شريكاً» في مجموعة شركات كبرى، بينها "كونفور غروب".
 
واتسعت "الحملة" عبر نقل وسائل إعلام غربية معطيات مفادها ان بوتين (في ذلك الوقت) طلب خلال محادثاته مع أحد مؤسسي شركة "سوفاكس" ديمتري سكيغين، 15 في المئة من الأسهم والعقود الآجلة، في مقابل مساعدة في تسجيل شركة وعقد إيجار طويل الأمد، وأن الطرفين اتفقا في النهاية على نسبة 4 في المئة.

هذه المعطيات أثارت عاصفة من الجدل، على رغم أن جزءاً منها ليس جديداً، فاتهامات بالفساد تكررت مرات في السنوات الـ15 الماضية، منذ وصل سيد الكرملين الى منصبه، بل ان بعض المصادر تحدث عن ثروة تُقدَّر بعشرات البلايين، راكمها بوتين خلال عمله في بطرسبورغ وفي الحكومة الروسية قبل تربعه على مقعد الرئاسة.

والسؤال المطروح هو لماذا تتجدّد هذه الحملات الآن؟ وبعد "الأجواء الإيجابية" التي أتاحتها الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري لموسكو، والتي أطلقت "مرحلة جديدة في العلاقات"؟

في هذا السياق يبدو "استغراب" الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، طبيعة "الحرب الإعلامية" الجديدة، مفهوماً. على الأقل كانت إحدى أبرز نتائج محادثات كيري في سوتشي "وقف الحرب الإعلامية والانتقال إلى مناقشة ملفات الخلافات في غرف الحوار".


وربما يكون بعض الأوساط الروسية بالغ في التفاؤل بنتائج الزيارة، انطلاقاً من استنتاج كونها "كسراً لفكرة عزل روسيا"، ولاعتبار أنها فتحت الباب لحوار موسع حول الخلافات الأميركية- الروسية وهو ما ظهر خلال زيارة مساعدة كيري لشؤون السياسة الخارجية فيكتوريا نولاند التي ناقشت في موسكو العلاقات الثنائية والموضوع الأوكراني، وزيارة المبعوث الأميركي لشؤون سورية دانيال روبنستين الذي بحث في التعاون لتسوية الملف السوري.

ولكن في الحالين، لم يحقق الطرفان تقدماً يوازي درجة التفاؤل التي عززتها زيارة كيري، لأن لهجة نولاند كانت أكثر تشدداً من رئيسها، وتعمدت إثارة غضب الروس بلقائها مدافعين عن حقوق الإنسان، شكوا من تضييق السلطة عليهم، ولم تمنح نولاند موسكو أي تنازل في ملف أوكرانيا. أما محادثات روبنستين التي جرت خلف أبواب مغلقة فأثارت لغطاً وتكهنات وصلت الى حد «تسريب» أطراف إسرائيلية أن الحديث تطرق إلى تقسيم سورية، وهو أمر نفته بشدة مصادر تحدثت إليها "الحياة اللندنية".

وأشارت إلى أن المحادثات تناولت "ضرورة الانتقال إلى طرح مبادرات جديدة تدفع الى عملية انتقالية مقبولة"، وبهذا المعنى لم يعد بيان "جنيف1" كافياً كأساس للحل، في ضوء المتغيرات.