"إيران" خلف زيادة العمليات الإرهابية فى "السعودية "

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


جاء حادث تفجير مواقف سيارات مسجد العنود الشيعى بمدينة الدمام السعودية، ظهر اليوم الجمعة، والذى راح ضحيته 4 أشخاص من بينهم الإنتحارى قائد السيارة المفخخة، جاء ليفتح ملف مسلسل الإرهاب الذى تواجهه المملكة، ما بين خطر تنظيم داعش الإرهابى، ومؤامرات الحرس الثورى الإيرانى، حيث تشير أصابع الإتهام إلى كلا الطرفين، ولا يستبعد الخبراء أن تحاول طهران قتل الشيعة السعوديين؛ بهدف إشاعة الفوضى فى المملكة، فى حين يرى أخرون أن تلك الجرائم وراءها تنظيم مثل داعش، الذى يكفر الشيعة ويستحل دماءهم.

 

فى البداية قال اللواء حسام سويلم رئيس مركز الدراسات الإستراتيجة بالقوات المسلحة سابقا، قلت ومازلت أكرر إنه طالما بقى نظام الخومينى والحرس الثورى الإيرانى يحكم طهران، فلن يتخلى عن حلم إستعادة الإمبراطورية الفارسية على أراضى الدول العربية.

 

وأشار سويلم إلى أن إيران هى من تثير القلاقل فى المنطقة الشرقية بالسعودية منذ زمن، وهى المنطقة التى يسكنها الشيعة السعوديين، وفيها مدينتى الدمام التى شهدت إنفجار اليوم، ومدينة القديح التى وقع فيها إنفجار مسجد الإمام على يوم الجمعة الماضى، وراح ضحيته 30 شهيد، وحوالى 120 مصاب، حسبما نشر وقتها.

 

وشدد الخبير الإستراتيجى على أن إيران تريد أن ترد على إتخاذ العرب خطوات جادة، لتشكيل القوة العربية المشتركة، التى باتت ضرورة لا يمكن تأجيلها، بعدما تيقنت كل الدول العربية، من خطورة الأطماع الفارسية، خاصة الدول الراعية للفكرة، وفى مقدمتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين والكويت، وكلها دول تتعرض للتحرشات الإيرانية، وتستشعر هذا الخطر.

 

ومن جانبه قال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى والإستراتيجى، إن الخطر الداعشى أشد على الدول العربية من التهديد الشيعى؛ لأن الشيعة موجودين فى كل الأقطار العربية منذ عقود، والمفترض أنهم يذوبون فى كل المجتمعات، كجزء من نسيجها.

 

وأشار مسلم إلى التنظيمات التكفيرية مثل داعش وغيرها، خطرها لا يتهدد الشيعة فقط؛ لأنها تكفر الدولة ككل، ونظامها وحكامها ومواطنيها، ومن ثم يقتلون رجال الجيش والشرطة والقضاء فى سيناء بمصر، رغم كونهم مسلمين سنة مثلهم.

 

لافتا إلى أن القضية ليست شيعى وسنى، ولكن المشكلة فى فكر تكفيرى إقصائى دموى، يقتل كل من لا ينتمى إليه، مشددا على أن داعش تسعى هى الأخرى لإقامة ما تسميه بالدولة الإسلامية، على أنقاض دول العالم أجمع، وليس العربية فقط.

ومن هذه الزاوية تحدث الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية السياسية بجامعة حلوان، مشيرا إلى أن الرئيس السيسى حذر دول الغرب من عودة الإرهاب الذى حاولوا تصديره إلى الدول العربية، ليرتد إليهم ويوجه رصاصاته لمواطنيهم، وبعدها حدث الهجوم على صحيفة "تشارلى إيبدو" الفرنسية،

وأضاف أستاذ العلوم السياسية الدولية إن السعودية تواجه تنظيم داعش منذ فترة ليست بالقصيرة، ولديها قوانين صارمة لمواجهة الإرهاب، لافتا إلى أن التنظيم لا يستهدف الشيعة فقط، ولكنه منذ فترة قريبة حاول إستهداف مقر السفارة الأمريكية، وتم إحباط المحاولة.

 

وأوضح عودة أن ممارسات التنظيمات الإرهابية تتركز فى المنطقة الشرقية، فى مناطق مثل الإحساء وعرعر والدمام، بينما تتعرض المحافظات الجنوبية لخطر هجمات الحوثيين من الحدود اليمنية، كما حدث عند إستهداف الحوثيين لنجران وجيزان.

 

مشددا على أن المملكة تواجه أخطار حقيقية شيعية وداعشية، ومصر تساندها وتدعمها فى مواجهتها؛ لأن أى خطر يتهدد السعودية ينعكس على مصر مباشرة، لأن أمن الخليج هو إمتداد للأمن القومى المصرى؛ لوقوعنا مع السعودية فى نفس المنطقة "الجو بوليتكية"، المرتبطة بسواحل البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب.

 

ومن جانبه إستبعد الكاتب الصحفى والمؤرخ حلمى النمنم أن يكون حادث التفجير الإرهابى الذى وقع اليوم بالدمام، ردا على قرار المملكة بتصنيف إثنين من قيادات حزب الله كإرهابيين، لافتا إلى أن السعودية تواجه خطر الميلشيات الشيعية الموالية لإيران والمدعومة من الحرس الثورى الإيرانى منذ زمن، وقبل أن يصدر هذا القرار.

 

وأشار رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية إلى أن القانون السعودى شديد الصرامة فى مواجهة التنظيمات المتطرفة، وهناك مراسيم ملكية صادرة بهذا الخصوص، متوقعا أن تزداد السلطات السعودية حزما، فى مواجهة هذا الخطر خلال الفترة الحالية، وأن تحارب داعش بكل قواها، كما حاربت تنظيم القاعدة.