بنك "Facebook " الدولي

تكنولوجى

بوابة الفجر


لماذا يوجد لدى Facebook الفرصة بأن تقوم بالكامل بإخراج ويسترن يونيون والصكوك المصرفية المعتادة من السوق.

التقدم التكنولوجي يغير أحد الأدوات الرئيسية لكل شخص وهو المال.لقد أظهر البيتكوين المنتصر كبرالطلب على العملة الرقمية التي يتم استخدامها في جميع أنحاء العالم. لكن لدى البيتكوين عيوبا كثيرة: إمكانيات محدودة في الاستخدام، وقت حساب طويل (حوالي الساعة) والعديد من القضايا الأمنية. تسعى الشبكة الاجتماعية في محاولتها لحل هذه المشاكل. في مارس عام 2015 قامت فيسبوك (NASDAQ: FB) بإطلاق نظام دفع جديد دون وسطاء ماليين. والشركة بالتأكيد لديها الفرصة لتصبح واحدة من أقوى المؤسسات المالية في العالم.

لماذا ينجح هذا

في السنة الماضية قام الناس الذين يعملون خارج وطنهم بتحويل 583 مليار دولار للمقاوليين. إن هذه التحويلات هي إحدى أهم التدفقات النقدية في البلدان النامية وفي بعض الدول تمثل 30% من الناتج المحلي الإجمالي.

إجراءات التحويل مكلفة. يتم التحكم بهذه السوق من قبل اثنين من الاحتكارات: ويسترن يونيون (NYSE: WU) و موني جرام (NASDAQ: MGI). متوسط الرسوم يتجاوز الـ 8% ويصل في التحويلات إلى بلدان معينة إلى 29%. يقال في استعراض البنك الدولي الذي نشر مؤخرا :

"إجبار العمال الأجانب على دفع 50 دولار مقابل تحويل 200 دولارغير صحيح وخاصة في تلك الحالات عندما يحولون جزءا من رواتبهم لمساعدة الأسرة التي بقيت في الوطن".

    Facebook لا تأخذ رسوما على التحويلات. تقوم الشركة بدفع الرسوم للبنوك بنفسها وتعلن أنها لن ترمي بهذه التكلفة على عملائها.

الآن من الممكن تحويل عن طريق Facebook فقط للمستخدمين في الولايات المتحدة ولكن ذكرت مصادر في الشركة بأنه قريبا سوف تكون هذه الخدمة متاحة في بلدان أخرى. ما زال غير معروف ما إذا كانت Facebook ستفرض رسوم على التحويلات الدولية وعلى تحويلات العملة لكن من الواضح أن الرسوم في أية حالة ستكون ضئيلة. يقول ستيف ديفيس، مدير المنتج في Facebook : "نحن لا نسعى إلى الاستفادة من التحويلات المالية".

Facebook تطورت وهي في طريقها إلى أن تصبح إحدى المنظمات المالية الرائدة في العالم. في الصيف الماضي ذكرت فاينانشيال تايمز أن الشركة على مقربة من الحصول على ترخيص من البنك المركزي في أيرلندا على التحويل الإلكتروني للأموال في جميع أنحاء أوروبا. ذلك سيسمح للمستخدمين بأن يقوموا بتخزين المال على الشبكات الاجتماعية وتحويل الأموال والشراء عبر الإنترنت.

في الأجل الطويل من الممكن جدا أن تقوم Facebook بإخراج ويسترن يونيون وموني غرام من سوق التحويلات وبذلك ستقدم خدمة كبيرة إلى الملايين من الناس في البلدان النامية، متيحة إمكانية النقل الحر للمليارات من الدولارات عبر الحدود. سوف تتمكن Facebook من السيطرة على الحصة الأكبر من التحويلات المالية في العالم من خلال فرضها لرسوم أقل من متوسط الرسوم المتواجدة في السوق وتقديم أفضل الطرق لتحويل الأموال من أجهزة الجوال. لقد تم اختيار اللحظة بشكل ممتاز، نظرا لأنه تحتاج Facebook لكي تتوسع إلى زيادة عدد الحسابات من خلال إشراك المستخدمين في البلدان النامية.

لقد كانت آخر سنتين صعبتان بشكل خاصة على Facebook نظرا لأن أسواق أمريكا الشمالية وأوروبا قد وصلت إلى درجة التشبع. أفضل طريقة لجذب المستخدمين الجدد في البلدان النامية هي من خلال التطبيق الذي يسمح بتلقي الأموال من الخارج.

حمى ذهبية؟

التحويلات المالية توفر فرصا لتنمية العمل ولكن الأهم هو أن Facebook ستسمح للناس الذين لا يستخدمون الخدمات المصرفية بالتسوق على الإنترنت. ووفقا لبيانات McKinseyالوكالة الدولية للاستشارات 2.5 مليار شخص لا يستخدمون البنوك التقليدية أوالمؤسسات المالية الأخرى.إنها حلقة مفرغة: إذا كان أحد لا يرغب بتحويل النقود إلى نقود إلكترونية، فلن يكن هناك داعي لأن تقبل الشركات المدفوعات الإلكترونية ولذلك لن يكون هناك تطوير لنظام النقود الإلكترونية.

ولكن العالم يتغير. في السنوات الخمس القادمة سوف يكون الوصول إلى الإنترنت متاحا تقريبا لكل شخص على كوكبنا. وفقا لتنبؤ شركة إريكسون بحلول عام 2019 سيتم استخدام الهواتف الذكية من قبل 5.9 مليار نسمة. عندما سيكون لدى كل عائلة هاتف ذكي بسرعة إنترنت عالية سيتغير النموذج. سوف يتخلى الناس عن معتقداتهم بما يخص الحاجة إلى البنوك المادية و البطاقات البلاستيكية والمال النقدي. وقد بدأت هذه العملية بالفعل. في فبرايرفي الاحتفال بالسنة الصينية الجديدة، قام مستخدمو WeChat users بإرسال أكثر من مليار دولار على شكل "ظروف هدايا" بالنقود الإلكترونية.

من السهل أن نتصور كيفية قيام العمال في البلدان النامية بالدفع باستخدام Facebook، بتخزين المال على Facebook، بشراء المنتجات المحلية على الإنترنت ويمكنهم أن يدفعوا ثمنها عبر Facebook.الشركة التي تصبح مؤسسة مالية إلكترونية قد يكون لها تأثيرا كبيرا على العالم كله.

أسلحة الدمار الشامل

لماذا Facebook مستعدة لتيسير الملايين من معاملات الشراء عبر الإنترنت؟ لنبدأ من أن هذا سوف يسمح بالوصول إلى معلومات هامة عن كيفية إنفاق المستخدمين للمال. دعونا لا ننسى أن Facebook في جوهرها هي شبكة إعلانية.

قد يحب المستخدمون علامة تجارية معينة ولكن ذلك لا يعني أنهم يستخدمونها. يوجد في مجموعة محبي لامبورغيني على فيسبوك 11 مليون مشارك. كم منهم يمكن أن يتحمل تكلفة شراء هذه السيارة؟ يمكن لـ Facebook أن تقدم تكهنا ولكن لا يمكنها الإجابة على هذا السؤال بدقة.

لكن في حالة تمكن Facebook الجمع بين المعاملات المالية مع البيانات السوسيولوجية، سوف يحصل المعلنون على كل المعلومات عن الجمهور المستهدف. لن تتمكن أي شبكة إعلانية في العالم أن تتنافس مع Facebook في قدرتها على تقييم السلوك الشرائي، مستوى الدخل، الادخار والعديد من المعلمات الأخرى.

أرني نقودك الإلكترونية

على عكس رأي المؤمنين بالقضاء والقدرآفاق العالم الآن مواتية أكثر من أي وقت مضى. نحن نشهد الآن فترة نمو اجتماعي اقتصادي قوي .في عام 2009 كان عدد المستوى المتوسط للناس يبلغ 1.9 مليار نسمة وبعد 15 عاما سيصبح 4.9 مليار دولار.

نظرا لأن مليارات من البشر يخرجون من الفقر ويصبحون مستهلكين السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف سيكون الاقتصاد في المستقبل؟ هل سيحافظ المال على شكله الذي استخدمته البشرية لمدة 3.5 ألف عام؟ أم أن الأجهزة النقالة والإنترنت سوف تحدث تغييرا جذريا على الوضع ؟

أرغب في أن أصدق بأن تغييرا سيحدث. إن تنفيذ العديد من الأفكار سيستغرق عقودا لكن أتمنى أنه سيحدث خلال فترة حياتنا. يوجد لدى Facebook القدرة على استخدام التكنولوجيا في تغيير رأي الناس حول المال. قد نكون قد أغلقنا حسابنا الخاص منذ سنوات عديدة و كن زوكربيرج قادر على تقديم اقتراح سيجعلنا نعود إلى شبكته.