حقيقة تهديد القاعدة الأمريكية الجديدة لروسيا.. ومخاوف من حرب عالمية ثالثة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


جاء قرار الحكومة الإسبانية بالموافقة على تحويل قاعدة"مورون" العسكرية، إلى مقر دائم لعمليات الجيش الأمريكى فى المنطقة، جاء ليفتح الباب أمام تساؤلات كثيرة، حول أهداف هذه القاعدة وهل ستتدخل عسكريا فى حالة إندلاع حروب، أم أن هدفها هو فقط حماية الإستقرار كما تزعم واشنطن.

وفى سياق متصل ربط المحللون بين تلك القاعدة العسكرية الأمريكية، وبين زيادة التوترات بين حلف الناتو و روسيا، فيما إعتبر البعض أن هذا النظام المضاد للصواريخ موجه أساسا لتحييد القوة النووية الروسية، بينما رأى أخرون أن له علاقة بالإتفاقات النووية التى تبرمها إيران مع كوريا الشمالية حاليا.

فى البداية قال اللواء حسام سويلم رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا، إن فكرة إندلاع حرب عالمية جديدة، يجب أن تستند على بعض الإرهاصات، فى مقدمتها حدوث خلل فى الموازين الإستراتيجية بين القوى الكبرى؛ لأن التوازن الإستراتيجى هو ما يحول دون وقوع مواجهات مسلحة، مشيراً إلى أنه إذا شعرت إحدى القوى بإمتلاك قوة أخرى لسلاح جديد، من شأنه أن يحيد عناصر التفوق لديها، فمن الممكن أن تتحرك  لتعلن الحرب.

وأوضح رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية سابقا، إن أمريكا الأن،  تريد أن تظل مهيمنة على منطقة الشرق الأوسط والخليج وأفريقيا؛ لأنها الأغنى بمصادر الطاقة، وفيها ممرات الملاحة والتجارة العالمية، ومن ثم تشعر بالقلق من التفوق العسكرى لموسكو، الذى يتوازى مع التقارب الروسى مع بعض دول المنطقة، و من هنا تسعى لأن تكثف من تواجدها العسكرى فى منطقة مثل أسبانيا، حتى يتسنى لها الهيمنة على ساحل البحر المتوسط وشمال إفريقيا من ناحية، وتقترب من روسيا من ناحية أخرى.

و من جانبه قال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى والإستراتيجى، إن أمريكا تبدى قلقها من تحركات كثيرة، فهى رغم توقيع الإتفاق الإطارى مع إيران، ولكنها لم تأمن جانب التحالفات الإيرانية النووية مع روسيا تارة، ومع كوريا الشمالية تارة أخرى.

وأضاف مسلم أن  أمريكا تريد أن ترسل رسالة للجميع قبل توقيع الإتفاق النهائى بشأن البرنامج النووى الإيرانى فى شهر يونيو، الذى أوشك على أن يبدأ، مفادها إن التعاون مع طهران فى المجال النووى، لن يتجاوز الخطوط التى وضعتها واشنطن، من أجل أمن إسرائيل.

وشدد الخبير العسكرى على أن حلف الناتو ليس له دور، وهو من نتائج الحرب العالمية الثانية، لكن يستبعد أن تتسبب مواجهاته مع روسيا فى حرب عالمية جديدة؛ لأن الحرب الجديدة لها أليات مختلفة يمكن وصفها بالجيل الرابع من الحروب، وليست  بالمواجهات والإقتتال المباشر كما كانت فى الماضى.

لافتا إلى أن إستراتيجية الحروب الجديدة تعتمد على حصار وإرباك الخصوم، أو زرع خلافات فيما بينهم ليحاربوا بعضهم البعض، وهى حروب مخابراتية إعلامية فى المقام الأول. 

ومن جانبه إستبعد اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد، إندلاع حرب عالمية جديدة؛ لأن المواجهات فى هذا السياق تساوى دمارا شاملا؛ ولكونها صراعات نووية بين قوى تمتلك هذا السلاح، ومن ثم ستكون نتائجها تدمير العالم أجمع، وكل الأطراف ستخرج خاسرة.

وأشار أستاذ العلوم الإستراتيجية إلى أن ما تفعله أمريكا بتوسيع القاعدة الحالية، وتحويلها إلى مقر دائم لقواتها، يصنف فى العلم العسكرى، بمصطلح "إظهار القوة"، وهدفه هو الردع، مثلما فعلت موسكو حين إستعرضت ما لديها من منظومات سلاح جديدة، خلال العرض العسكرى الذى أقيم فى إحتفالات عيد النصر مؤخرا .