مخطط الحوثيين بالتعاون مع "داعش" لضرب السعودية في مقتل

عربي ودولي

بوابة الفجر


كشفت تصريحات للقيادي الحوثي البارز محمد البخيتي عن استعداد الميليشيات الحوثية لفتح قنوات حوار مع تنظيم داعش المتطرف لضرب خصومه وعلى رأسهم السعودية.

وقال القيادي محمد البخيتي إن الميليشيات تستطيع استخدام تنظيم "داعش" الذي هو في خصومة قوية مع السعودية لضرب أهداف داخلها، وجاء كلام البخيتي خلال لقاء مع قناة "دويتشه فيله" الألمانية. بحسب "العرب اللندنية".

وفي محاولة منه للعودة عن هذه التصريحات التي تكشف نوايا الميليشيا ومخططاتها أردف البخيتي أن "ما يردعنا عن مثل هكـذا تحالف هو "الالتـزامات الأخـلاقية" ويتناقض كلام البخيتي مع تصريحات قيادات الميليشيا في أنهم يخوضون حربا ضد التنظيمات المتطرفة."

وتدعم هذه التصريحات قراءات عديدة تؤكد وجود علاقات في الخفاء بين الطرفين (داعش والحوثيين)، ويقـول مراقبون للوضع الأمني في اليمن إن تنظيم داعـش المتطـرف سارع أيـاما فقـط بعـد إعـلان تأسيس فـرعه في البلاد إلى القيام بسلسلة تفجيرات وعمليات استهداف لمواقع الحوثي، ما مكن الحوثيين من كسب المزيد من التأييد الشعبي.

ويضيف هؤلاء أن انخراط الحوثيين في عمليات تصدّ "مزعومة" والترويج لها في وسائل الإعلام المحلية والدولية سيكسب الميليشيا "شرعية" تساعدها على تحسين شروط التفاوض مع أجهزة الدولة الرسمية والقوى الإقليمية.

ويؤكد خبراء أن وجود داعش داخل الأراضي اليمنية يعتبر عنصرا مهما للحوثيين في الوقت الراهن لتصوير كل ما يخوضونه من حروب وتدمير لمؤسسات الدولة على أنها معارك ضد التنظيم. ويمثّل تنظيـم "داعش" وغيرها من التنظيمات المتطرفة خطرا فعليـا على الدولة اليمن خصوصا في ظل أوضاعها الراهنة وانصراف قـواتها المسلحة إلى حرب متعددة الجبهات، غير أن قـادة ميليشيا الحوثي يعملون على استثمـار هذا الخطر لتقديم أنفسهم كقوّة بإمكانها وقف زحف داعش، محاولين بذلك حشر كل المقاومة المضادة لهم ضمن خانة تنظيم داعش وتنظيم القاعدة وغيرهما من التنظيمات المتطرفة، وبالتالي نزع كل غطاء شرعي عن المقاومة الشعبية الرافضة لأطماعهم ومخططاتهم.

ويؤكد المراقبون أن فرع تنظيم "داعش" في اليمن يسعى بكل قواه لاستنساخ تجربته في العراق عبر منح شرعية الوجود والقتال للميليشيات الطائفية.

وتدعم تصريحات البخيتي الأخيرة شكوكا كان خبراء عبروا عنها بقولهم إن الهجمات التي يتبناها داعش في مساجد بالسعودية والكويت تخدم أجندات خارجية هدفها إثارة صراع طائفي داخل دول الخليج.

ولا يستبعد محللون وقوف قوى إقليمية فاعلة وراء عناصر أو أجهزة داخل داعش وذلك بهدف ضرب الاستقرار الذي تنعم به دول الخليج وسط محيط دولي وإقليمي مضطرب.

ويعلل محللون أسباب استهداف المساجد الشيعية في دول الخليج خاصة برغبة الجهات المنفذة في استثمار الملف الطائفي لإرباك دول الخليج ومنعها من التركيز على جهودها لتثبيت دورها الإقليمي دبلوماسيا وعسكريا.
ورغم تبنّي تنظيم داعش معظم التفجيرات التي استهدفت المساجد، فإن مراقبين لم يتردّدوا في طرح أسئلة بشأن الجهات – وربما الدول – المستفيدة من تهديد استقـرار السعودية، مشيرين إلى أنّ التنظيم علـى غـرار مختلف التنظيمات الإرهابية قابل للتوظيف والاختراق من أجهزة مخابرات حتى الدول التي يعلنها عـدوّة ونقيضا طائفيا له.

ويقول هؤلاء إن داعش، ومن يقف وراءه أو من يستفيد من أعماله، يريد تضخيم ورقة الفتنة المذهبية، لأنها الورقة الوحيدة التي يمكن أن تجلب له تعاطفا كبيرا في الأوساط السنية المحافظة.

ولا يصدق مراقبون أن يكون داعش يخطط فعليا لإقامة "دولة إسلامية" على الأراضي التي يمارس فيها عمليات القتل الجماعي وقطع الرؤوس والجلد وبيع السبايا والتفجيرات وغيرها، ويرجحون أن التنظيم ليس سوى أداة تنفيذية للعبة تفتيت وفوضى تقف وراءها أطراف إقليمية أو دولية لمعاقبة العرب على محاولاتهم الأخيرة للدفاع عن أمنهم القومي.

ويحاول التنظيم الذي سبق أن وجّه تهديدات لبلدان الخليج تقديم نفسه كقوّة مضادة للمدّ الشيعي في المنطقة، محاولا الاستثمار في انزلاق الصراع في كل من سوريا والعراق نحو الطائفية بدخول ميليشيات شيعية الحرب إلى جانب نظامي بغداد ودمشق.