أحمد فايق يكتب: مصير 41 عالمًا نوويًا مصريًا فى الشتات 4

مقالات الرأي



السيسى يعلن بدء العمل فى 4 محطات نووية بالضبعة فى حفل افتتاح قناة السويس

الخبراء الروس وصلوا ومهندسون مصريون يتدربون فى كوريا والصين

■ المشروع النووى الباكستانى بدأ حينما أرسل عبدالعزيز خان رسالة للرئيس قائلاً: حتى يتسنى لباكستان البقاء كدولة مستقلة فإن عليها إنشاء برنامج نووى

فى الأسابيع الماضية تجولنا ما بين ألمانيا وكندا بحثا عن العلماء المصريين، الهدف الاساسى من سلسلة هذه الكتابات هى البحث عن مصير الدفعة 67 نووى، مجموعة من الشباب المصريين الذى التحقوا بقسم الهندسة النووية جامعة الاسكندرية ثم تفرقوا فى الشتات مابين كندا وامريكا وهولندا والإمارات، بحثنا أيضا عن العلماء الذريين المصريين من خارج هذه الدفعة وكان لنا شرف اللقاء بالدكتور حسن سويلم المصرى الذى بنى 12 مفاعلا نوويا فى ألمانيا واسبانيا وفرنسا. قابلناه فى مدينة دارمشتات الألمانية، ثم قابلنا الدكتور على مرتضى الذى تولى قسم مراقبة الجودة فى هيئة الطاقة الذرية الكندية، وانفردنا بنشر قائمة علماء الذرة المصريين فى الخارج، وسنواصل الأسابيع القادمة كشف المزيد من الاسماء والمفاجآت، فهذا التحقيق استغرق عمله أكثر من عام ونصف العام، وتجولنا فيه بين 12 مدينة ألمانية و8 مدن كندية، واجهنا صعوبات كثيرة حتى تصل هذه المعلومات إليكم، فى هذا الاسبوع سأتوقف عن الكتابة عن بقية علماء الذرة المصريين فى الخارج، فالحدث جلل ويستحق المتابعة، مصر تحاول تحقيق الحلم، مصر تحاول استرداد قوتها، ومشروعها القومى.

فى مدخل جريدة «الفجر» وجدت شابا لا يتجاوز الـ25 عاما، كان ينتظرنى منذ ساعتين، فقد ظل يطارد السكرتارية فى الجريدة تليفونيا طوال أسبوع، ولا يكل ولا يمل من طلب مقابلتى، اصطحبته معى إلى مكتبى، وقلت له "أسف مش هاقدر اعزمك على حاجة كلنا صايمين"، قال "أنا مش عاوز من حضرتك حاجة غير رقم تليفونك وبس؟!".

وبعد الحاح منه جاءتنى مكالمة تليفونية من الدكتور حسن محمود وكيل وزارة الكهرباء ورئيس اللجنة الفنية التى تتابع التعاقدات والإنشاءات الخاصة بمشروع الضبعة النووى، قال لى الدكتور حسن "اريد منك التواصل مع الدكتور حسن سويلم والدكتور على مرتضى"، قلت له: هناك أسماء أخرى غير هؤلاء يمكن إضافتها لو أردت، فوجدته مهتما ومتابعا، وسألته هل عندك استعداد أن تسافر لهم فى المانيا أو كندا، قال لى :أنا مستعد أن أذهب اليهم فى أى مكان فى العالم، وقمت بواجبى وأوصلته بهم.

الدكتور حسن محمود قال لى خلال أسابيع ستسمع أخبارا عظيمة عن المشروع النووى المصرى، خلال أسابيع لن تسمع أفكارا أو كلاما بل ستسمع خبر بدء العمل فعليا فى محطات الضبعة النووية، هنا انتهت المعلومة من عند د.حسن محمود وبدأت رحلة تتبع وراءها.

الرئيس السيسى قال إنه سيعلن عن ستة مشروعات قومية فى حفل افتتاح قناة السويس، سيقول للمصريين لقد وعدتكم بقناة السويس الجديدة وحققت وعدى، وأعدكم بستة مشروعات قومية، عرفت منهما ثلاثة مشروعات حتى الآن، الاول هو إنشاء أربع محطات نووية فى الضبعة، وهو كان معد له فى البرنامج الانتخابى للرئيس، وسيعد الرئيس المصريين بالانتهاء من بناء وتشغيل المحطات الأربع فى فترة زمنية معينة، وبالفعل وردتنا معلومات عن وصول خبراء روس لمعاينة الموقع والمشروع، وهناك مهندسون مصريون تم إرسالهم إلى كوريا والصين ليتلقوا تدريبات على تشغيل المفاعلات.

المشروع الثانى هو استصلاح مليون فدان والبيت المصرى، وقد لمح له فى حفل الإفطار الذى أقامه صندوق تحيا مصر، وسيعلن الرئيس عن جدول زمنى لتحقيق المشروع، والمشروع الثالث هو إقامة منطقة صناعية فى شرق العوينات على مساحة 60 مليون متر، وطلب الرئيس من رجال الاعمال أثناء إفطار تحيا مصر أن يستثمروا فى هذا المشروع.

نعود الى المشروع النووى المصرى، فقد اقترب تحقيق الحلم النووى، الحلم الذى أجهضته اسرائيل بحرب 67، وأجهضته امريكا باتفاقية كامب ديفيد، وأجهضه مبارك بفساده وعدم رغبته فى بناء مستقبل للوطن.

أربع محطات نووية فى الضبعة ليس قرارا سهلا، ولو تحقق الحلم سيضع اسم الرئيس فى سطور بارزة بكتاب التاريخ، وفى المقابل لن تصمت دول على هذا، سيحاربوننا بالإرهاب والإحباط والفساد، فالاختبار ليس سهلا ولكن مصر قادرة على الصمود وتحقيق حلمها.

لقد دفعنا ثمن صفقات السلاح التى عقدت فى هذا العام إرهابا، فليس من مصلحة أمريكا أو إسرائيل أن يتقدم الجيش ويعقد صفقات سلاح الاقوى فى تاريخ مصر منذ 33 عاما.

تعالوا معا نقرأ حادث اغتيال المستشار هشام بركات بطريقة أخرى.

الدول التى تعرضت لحوادث إرهابية خلال الأيام الماضية هى فرنسا ومصر والكويت والسعودية وتونس، فرنسا سلمت لمصر مدمرة بحرية من طراز فريم مضادة للغواصات وأحدث مدمرة فى الجيش الفرنسى الأسبوع الماضى، وعقدت صفقة مع الكويت لبيع ٢٤ طائرة هليكوبتر مقاتلة، ورفضت ضغوطا بعدم بيع الطائرات والقطع الحربية لمصر والكويت وكان ردهم الاقتصاد الفرنسى يحتاج لهذه الصفقات ولن نستطيع إيقافها، وفى نفس الوقت تسربت فضيحة على الطريقة الامريكية أن البيض الابيض يتجسس على مكالمات الرئيس الفرنسى.

أما الكويت فتتفاوض مع ايطاليا لشراء مقاتلة صناعة ايطالية بدلا من الـ «اف ١٦» الامريكية، والسعودية تتفق مع روسيا على بناء ١٦ مفاعلا نوويا، وعقدت صفقات مع فرنسا بـ١٢ مليار دولار بينها معدات عسكرية، وتونس أيضا وقعت صفقة عسكرية مع فرنسا بتمويل إماراتى، فهل كل ماحدث صدفة!

هل تدفع هذه الدول ثمن محاولتها تنويع مصادر السلاح وتحقيق الاستقلال، هل تدفع مصر ثمن بناء الـ4 محطات طاقة نووية فى الضبعة مجددا، هل ندفع ثمن صفقة منظومة الدفاع الجوى "اس 300" مع روسيا؟

إن مشروع الضبعة النووى هو الحلم القومى المصرى، فقد كانت هناك نقطة تحول فى تاريخ باكستان، لقد أرسل العالم النووى عبد القدير خان رسالة إلى رئيس وزراء باكستان "ذو الفقار على يوتو" كتب فيها: حتى يتسنى لباكستان البقاء كدولة مستقلة فإن عليها إنشاء برنامج نووى.

وبعد وصول الرسالة بعشرة أيام استدعاه رئيس الوزراء، وفى عام 1975 طلب منه عدم العودة من هولندا، فقد قررت باكستان أن تكون دولة مستقلة فى قراراتها.