أسرار الأيام الأخيرة فى حياة سامى العدل وصور تنشر لأول مرة من ألبومه العائلى

منوعات

بوابة الفجر


■ أول يوم برمضان صباحاً نادى على والدته المتوفاة من 34 عاماً.. وسأل زوجته ماجدة نور الدين «هو اللى يموت فى رمضان يدخل الجنة»؟

رحم الله الفنان الكبير سامى العدل.. كان رجلا، وابن بلد، شهماً خلوقاً.. ظل منزله مفتوحاً لكل مغترب من أهل الفن وظلت مائدته ممدودة للجميع، زوجته الكاتبة الزميلة والفنانة السابقة ماجدة نور الدين كان يعتبرها أما وأختا وصديقة له.

حياة سامى العدل مليئة بالحكايات والنوادر والمعاناة والضحك والدموع.. رحل سامى العدل الزملكاوى الصميم مخلفاً أرشيفاً فنياً لأدوار سيقول التاريخ الفنى عنها أنها أدوار لن تتكرر سواء بالسينما أو التليفزيون.. ظل يعمل فى محراب الفن حتى آخر نفس فى حياته فبينما كان يصارع المرض كان أيضاً يقف أمام الكاميرات لتصوير مشاهده فى مسلسل حارة اليهود حتى إن المشاهد المتبقية لم يكملها بسبب تدهور حالته الصحية فاضطر المخرج أن يلغيها قبل وفاته بيوم واحد. والعمل إنتاج وتأليف أشقائه من آل العدل. تزوج سامى العدل من الكاتبة ماجدة نور الدين من 32 عاماً ولأنها كانت تحب الفن فقد أنتج لها بطولة عدة أفلام سينمائية منها الدكتورة منال ترقص أمام كمال الشناوى وطعمية بالشطة مع هشام.

وقررت بعدها عدم استكمال العمل بالفن والتفرغ لحياة المنزل كزوجة خلف زوجها وأم لأحمد وخالد اللذين عادا من كوينكا فى الإكوادور فجر الأحد الماضى لتلقى العزاء فى والدهما بمسجد آل رشدان ولفتح منزل الأب وتلقى العزاء فيه يوم الثلاثاء، ماجدة نور الدين التى لم تفارق سامى طوال رحلة مرضه ونقلت معيشتها فى منزل العائلة بمصر الجديدة حتى تكون قريبة من المركز العالمى فى طريق الإسماعلية لتذهب وتراه رغم أنه كان فى غيبوبة شديدة حتى إنها كانت تجلس بأحد المساجد القريبة تفطر وتصلى المغرب به حتى تلحق بميعاد الزيارة التى كانت محددة. ماجدة توجهت بعد صلاة المغرب يوم السبت الماضى أى بعد دفنه بيوم لتفتح المنزل لتنهار فى البكاء حيث استشعرت رائحته فى كل أرجاء المنزل ووجدت حجرته مغلقة فوقفت أمامها تناديه افتح يا سامى ولم تتمالك نفسها من البكاء، فتحت الثلاجة لتجد شوربة الخضار التى كان قد أمر الطبيب له بها من أول أيام رمضان ولم يتناولها حتى تعب وتم نقله فى ذات اليوم للمستشفى.. الشوربة كما هى كأنها مطهوة الآن، وكادت ألا ترميها وتحتفظ بها لولا معرفتها أنها ستفسد.

شوربة الخضار مازالت بالثلاجة.. وولداه جاءا فجر الأحد لتلقى العزاء فيه

سامى ساءت حالته النفسية من قبل رمضان خاصة بعد سفر ابنه خالد لشقيقه أحمد فى كوينكا وكان دائم المناداة له فكانت تهرول ماجدة له وتقول يا سامى خالد سافر لأحمد وأنت عارف كدا فيسكت ثم يكمل طب لما يجى قولى له باباك عايزك.

أول يوم برمضان فوجئت ماجدة بالطاهية تناديها الحقى الأستاذ سامى بيكلم حد فى حجرته، فدخلت عليه وجدته يتكلم مع نفسه ونظره مع أحد لا تراه ويقول انتى ماشية خلاص فسألته ماجدة: أنت بتكلم مين؟ فرد «أمى» رغم أنها توفيت قبل 34 سنة ثم سألها هو اللى يموت فى رمضان يدخل الجنة قولى الحقيقة يا ماجدة فردت أيوه بس ربنا يديك طولة العمر ثم بعدها قال أشهد أن لا إله إلا الله كان هذا الحوار الساعة السابعة رافعاً اصبعه، وظل هذا الاصبع مرفوعاً طوال الغيبوبة لم ينزل إلا فى الغيبوبة الكبرى التى تم نقله على إثرها للمركز العالمى بطريق الإسماعيلية وعندما كان يفيق لا يكرر سوى يارب، وظل إخوته وأولادهم وأحفادهم معه فى كل الزيارات طوال فترة مرضه لم يفارقوه.

ماجدة نور الدين الزوجة الوفية للفنان الراحل ظلت طوال انتكاساته المرضية على مدار سنوات سابقة بجواره أتذكر فى عام 2006 أصيب بأزمة قلبية وفى مرحلة النقاهة طلب الأطباء منه أن يغير جو فجاءت به ماجدة لفندق السلاملك بالإسكندرية فكانت تقوم المرحومة فريال زوجة المرحوم عتريس تاجر الحديد الأشهر بطهو شوربة الأرانب وتحملها له بالفندق وتصطحبه مع ماجدة يتمشى بالحدائق حتى يمل سامى من المشى وكان سامى دائم الامتنان والحب لماجدة التى كانت تتفهم حدته وقت مرضه وطيبة قلبه وحنوه الشديد أيضاً، الآن تقوم بختم القرآن على مدار اليوم فى الأيام المباركة حتى يكون نوراً ورحمة على روحه ينور قبره.

بدأت بأسمهان فى غرام وانتقام وختمت بسامى العدل فى حارة اليهود

والحياة الفنية مليئة بالقصص لبعض النجوم الذين كانوا يعملون أعمالاً فنية سواء أفلاماً أو مسلسلات ولم يستكمل نجم العمل المشاهد المتبقية له لوفاته وبدأ ذلك بأشهر قصة لنجمة الأربعينيات المطربة أسمهان التى كانت تصور فيلم غرام وانتقام وبينما لم تكمل مشاهدها بالفيلم توفيت إثر الحادث الشهير أثناء عودتها من رأس البر بسقوط سيارتها فى ترعة فاضطر المخرج وقتها أن يختم الفيلم بمشهد دخول جثمانها لمنزلها بالفيلم وتنزل النهاية على بطل العمل يوسف وهبى وهو مختل عقلياً داخل إحدى حجرات مستشفى المجانين يردد اسمها سهير وكان لأثر وفاة أسمهان أثناء تصوير مشاهد ذلك الفيلم أكبر الأثر فى ارتفاع إيراداته فى دور العرض وقتها خاصة أنها توفيت فى عز مجدها الفن وكانت الشكوك تدور حول أنها قتلت أم أنها حادثة عادية. وتمر الأيام ويحدث ذلك الشىء أن يخطف القدر الفنان صلاح قابيل أثناء تصوير مشاهده بأحد المسلسلات ولم يكمل باقى مشاهده فتمت الاستعانة بالملحن والصحفى محمد قابيل لقرب الشبه بينهما لاستكمال المشاهد أما فى مسلسل المال والبنون الجزء الثانى فبدأ المرحوم عبدالله غيث عدة مشاهد ثم توفى وكانت مشاهد قليلة فاضطر المخرج لإلغائها والاستعانة بالمرحوم حمدى غيث ليؤدى دوره ليجىء فيلم العندليب حلم حياة المرحوم أحمد زكى الذى وافته المنية قبل استكمال مشاهده فيقوم ابنه هيثم باستكمالها ويتم عمل تعديل بالسيناريو بحيث يتم التخديم بالمشاهد التى صورها أحمد زكى لتكون حليم كبيراً بينما هيثم أدى دور حليم صغيراً. مع أن السيناريو مكتوب لأحمد زكى أن يؤدى الدورين. ليختم المرحوم حسين الإمام العام الماضى الأمر بوفاته المفاجئة قبل تصوير باقى مشاهده فى مسلسل هيفاء وهبى والمخرج محمد سامى قبل رمضان الماضى بأسبوعين فيضطر المخرج لإلغاء باقى مشاهد الإمام وتعديل السيناريو لتجىء تلك الأيام ليختم سامى العدل بعدم استكمال دوره فى حارة اليهود كما لم تكمل بدأت أسمهان فى غرام وانتقام قبل ثمانين عاماً.