النظارات الشمسية التقليد تسبب العمى

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


تاجر: تصنع من مخلفات القمامة وجلود الحيوانات وبقايا الأطعمة

«أمام فترينة متواضعة فى إحدى المناطق الشعبية يقف بائع نظرات شمسية وأمامه عدد من الزبائن، يعاينون باهتمام النظارات المتنوعة، ينظرون فى مرآة صغيرة على وجوههم وهى تزينها هذه النظارة التى لا يزيد ثمنها على العشرين جنيها، أملا فى أن تحمى أعينهم من حرارة الشمس الملتهبة». ما سبق مشهد نراه يوميا، حيث يلجأ البعض إلى هذه النوعية من النظارات، نظرا لارتفاع أسعار النظارات الأصلية والتى تبدأ أسعارها من 1000 جنيه، الأمر الذى يطرح بعض التساؤلات المهمة، وهى، أين تصنع هذه النظارات الشمسية الرخيصة التى تغزو الأسواق والأرصفة المصرية؟ وما هى المواد التى تصنع منها؟ وما الفرق بين هذه النظارات التى تباع على الأرصفة وبين نظيرتها باهظة الثمن التى تباع فى المتاجر الكبرى لبيع النظارات الشمسية والطبية؟ وهل هذه النظارات الرخيصة للغاية من الممكن أن تسبب أضرارًا وأمراضا للعين؟.

فى محاولة من «الفجر» لمعرفة المصدر الرئيسى لهذه النظارات ذهبنا إلى أحد المحلات التى تبيع النظارات رخيصة الثمن «التقليد» بالجملة، وقابلنا صاحب المحل وأخبرناه، أننا نريد أن نتاجر فى هذه النوعية من النظارات، وسألناه عن الجهة التى من الممكن أن نشترى منها كميات كبيرة، لنبيعها بعد ذلك، فأخبرنا أن هذه النظارات لا تصنع فى مصر ولكن جميعها تستورد من الصين، فهو يذهب دائما لاستيرادها من هناك.

وأبلغنا أن هناك أنواعاً من هذه النظارات منها «الهاى كوبي» و«الفيرست كوبي» واللوكس النضيف» و«اللوكس الوسط» و«الشعبي» وجميعها مصنوعة فى الصين وكل منها أسعار جملته تختلف عن الآخر، فنجد بعض أنواع الشعبى تقف جملته للقطعة الواحدة بـ 4 جنيهات ونصف الجنيه، ويوجد لوكس سعر الجملة للقطعة الواحدة تتراوح أسعارها ما بين 20 و60 جنيهاً. وأضاف أنه يستورد النظارات «اللوكس» من مدينة كوانزو بالصين والشعبى من شنجهاي، وحتى يستورد هذه النظارات عليه أن يستخرج سجلاً تجاريًا وبطاقة استيرادية، ولكنه يتعاقد مع شركة استيراد وتصدير للشحن والتفريغ، ويكون لها مكتب فى الصين تنهى له تعاملاته هناك وتوفر له الشركة «مستخلصًا للجمارك» فى مصر يقوم بإنهاء كل الأوراق المطلوبة من الجمارك.

سألنا التاجر هل من الممكن أن ننهى نحن هذه الأوراق بأنفسنا؟ فقال «إنتى روحتى أو جيتى الشغل كله ضرر فى ضرر» «النضارة دى كلها ضرر فى ضرر»، لأن هذه النظارات من المفترض ألا يرتديها أحد فى أشعة الشمس القوية لأنه لو تم ارتداؤها فى هذه الحالة من الممكن أن تؤدى إلى العمى، لأنها تصنع من «القمامة» وجلود الحيوانات وبقايا الأطعمة، وهو ما تأكد منه بنفسه داخل مصانع الصين «حيث يسافر بصفة دورية لاختيار الأنواع التى يريدها».

الدكتور محمود رمزى طبيب عيون وعضو لجنة الشكاوى بالنقابة العامة للأطباء، قال لنا إن أشعة الشمس سواء الضارة أو المنبعثة أو الحرارات العالية تتسبب فى تكسير روابط البروتين المكون لعدسة العين بينها وبين بعضها، فبدلا من أن تكون عدسة العين شفافة تتحول لمعتمة وعندما تتحول العدسة من شفافة لمعتمة ذلك يسمى بالمياه البيضاء، لذلك يرتدى الناس نظارة شمسية حتى نقلل من الأشعة الضارة للعين، وبالتالى نؤجل ظهور المياه البيضاء للعين، موضحا أن هذه الأشعة الضارة تؤذى خلايا العين وتؤذى عدسة العين، وتسبب الإصابة بالمياه البيضاء فهذه النظارات الرخيصة لا تحمى من ضرر الشمس وآثارها، ومن الممكن أن تسبب الإصابة بمياه بيضاء فمن المفترض أن نرتدى نظارات شمسية طبية أصلية، حتى نتجنب تأثير حرارة الشمس.

أوضح رمزى أن ضرر الأشعة المنبعثة أو تفاعل المادة المكون منها البلاستيك المصنوع من هذه النظارة الرخيصة مع أشعة الشمس يضر خلايا العين بصفة عامة، ويتسبب فى رفع ضغط العين ويؤدى إلى الإصابة بمياه زرقاء. إضافة إلى تأثيرها السلبى على الشبكية وأعصاب العين وبالتالى يؤدى إلى ضعف النظر وفى حالة إهمال المريض فى الكشف على هذه الأمراض قد يسبب فقدان البصر