6 ملايين جنيه لإنقاذ مدينة الإنتاج الإعلامى

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


■ «دريم» و«الحياة» و«cbc» تترك استوديوهات.. والمنتجون يهربون بأعمالهم للخارج
وهيكل يرصد خطة لتطوير مناطق التصوير ويخفض أسعارها 30%


توقعت الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامى تحقيق زيادة فى أرباحها هذا العام بنسبة 443.3 بالمائة مقارنة بأرباح العام الماضى، بـ 130.9 مليون جنيه كصافى ربح، مقابل 24.1 مليون جنيه فقط فى 2014، وأن تصبح إيرادات الشركة 492.8 مليون جنيه مقابل 298.7 مليون جنيه إيرادات للعام الماضى، وقررت فتح أسواق جديدة والتعاقد مع محطات فضائية مختلفة لتسويق الأعمال الفنية وإضافة أجهزة وكاميرات HD ومعدات تصوير جديدة بسبب التقادم الفنى لبعض الأجهزة والكاميرات التى تعمل حاليًا، بالإضافة إلى إعلانها القيام بإنتاج فيلمين سينمائيين، إلا أنها لم تصل إلى الهدف المطلوب خاصة فى ظل الأزمات المالية التى أصابت عددًا كبيرًا من القنوات الفضائية، وجعلتها تعجز عن سداد ديونها للمدينة، بالإضافة إلى هروب عدد كبير من المنتجين بتصوير أعمالهم الفنية خارج مدينة الإنتاج الإعلامى، ولجأوا إلى الاستديوهات الخارجية أو السفر خارج مصر.

وأثرت الإجراءات التقشفية التى انتهجتها معظم القنوات على مدينة الإنتاج الإعلامى بشكل غير مباشر، وتخلت عدة قنوات عن الاستديوهات التى كانت تستأجرها، منها قنوات «دريم» التى كانت تستأجر الاستديو المجاور لصدى البلد، وتخلت عنه بسب عدم قدرتها على سداد الديون لمدينة الإنتاج الإعلامى واكتفت بأن تخرج برامجها من استديوهاتها بمدينة دريم، خاصة بعدما قررت غلق قناة «دريم1» ونقل جميع برامج القناة إلى قناة «دريم2» وتعيش دريم أزمة مالية هى الأعنف فى تاريخها منذ شهر فبراير الماضى، والتى على أثرها استغنت القناة عن عدد من العاملين بها خلال الفترة الماضية، كان آخرهم الـ55 الذين تم فصلهم مع بداية شهر رمضان الماضى.

وكذلك قنوات الحياة التى قررت الاستغناء عن استديوهين لها فى مدينة الإنتاج الإعلامى، منها الاستوديو الذى كان يخرج منه الإعلامى عمرو الليثى فى برنامج «بوضوح»، والآخر هو الذى كانت تصور فيه الفنانة رزان مغربى برنامجها «الحياة حلوة» واكتفت القناة بالاستديوهات التى تطلق منها برنامج «الحياة اليوم» ومجموعة برامج «الحياة2»، وفضلت أن تصور البرامج التى تحتاج فيها إلى استديوهات كبيرة فى بيروت كبرنامج « باك تو سكول» الذى يقدمه الفنان عمرو يوسف وتحضر لموسم ثان له هذه الأيام. ولم يتخيل أحد أن تتخلى قناة CBC هى الأخرى عن استوديو ومبنى إدارى دفعة واحدة، وأزالت اللافتات الخاصة بها من واجهاتها، وما تردد داخل القناة أن هذا الاستوديو والمبنى ليس آخر ما ستتركه القناة فى المدينة، وأن القناة بدأت فى فك المعدات الخاصة بها من كل الاستديوهات المستأجرة ماعدا استوديو واحد فقط، الذى تنطلق منه برامج CBC العامة، فى الوقت الذى نفى فيه محمد هانى رئيس القناة، أن هذه الإجراءات هى توفير للنفقات، لكنها للانتقال إلى مبنى إدارى جديد أكبر قريب من مجمع استوديوهات الـ cbc، وأن المبنى الجديد لا يقل إمكانيات عن المبنى القديم. وليست القنوات الفضائية فقط هى التى تخلت عن استديوهات مدينة الإنتاج الإعلامى، بل هرب المنتجون أيضاً بأعمالهم الفنية بالتصوير فى الخارج رغم وجود منطقة إسلامية، ومنطقة ريفية، وأحياء شعبية، ومناطق ساحلية، وعسكرية، وبدوية وصحراوية، وغابات، وشركات ومؤسسات، وملاعب، ومقرات إدارية ومكتبية، ما زال أغلب مخرجى الأعمال الفنية يرفضون التصوير بمدينة الإنتاج الإعلامى ويبحثون عن أماكن للتصوير خارج مصر.

لذا بدأت مدينة الإنتاج الإعلامى عمليات التطوير بمناطق التصوير المفتوحة، وأكد أسامة هيكل رئيس الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامى أنه تم رصد ميزانية تقدر بحوالى 6 ملايين جنيه لتطوير المناطق وذلك بتزويدها بالاستراحات للفنانين والخدمات الأخرى وتخفيض الأسعار بنسبة 30% عن مثيلاتها فى المناطق الأخرى، مؤكداً أن عنصر الأمن بالمدينة أفضل واتساع أماكن التصوير فيها أكبر وتنوع المكان يسمح بالتطوير، خاصة أن المدينة مازالت تعد المكان الأمثل فى تنفيذ الأعمال وإنتاج الأعمال الدرامية.

ووضع هيكل خطة استراتيجية جديدة للمدينة حتى 2020 تشمل وضع الرؤية المستقبلة لها ككيان اقتصادى قائم بذاته، خاصة بعدما تم سداد 90مليون جنيه فى الفترة من ديسمبر 2014، وحتى يوليو 2015 من ديون المدينة للبنك الأهلى، ولم يتبق سوى 30 مليون جنيه من المتوقع أن يتم تسديدها بنهاية العام الحالى، وأكد أن المدينة تتبع سياسة تحصيل جيدة جداً مع القطاع الخاص والشركات المؤجرة بالمدينة وهناك تعاون كبير من القنوات فى هذا الشأن حيث أصبحت ملتزمة فى سداد ماعليها من مديونيات.

وحول عودة تصوير الأفلام العالمية لمصر من خلال المدينة أكد هيكل أن هناك جهودًا حثيثة تبذلها إدارة المدينة حالياً لتحقيق ذلك، مطالباً مؤسسات الدولة أن تتعاون بصورة أفضل للوصول إلى تحقيق ذلك من خلال تقديم التسهيلات وإزالة جميع المعوقات التى تقف فى طريق تصوير الأفلام العالمية فى مصر، واتباع نظام الشباك الواحد، وأشار إلى أن المدينة وقعت بروتوكول تعاون مع الجانب الصينى يتم من خلاله تصوير أول فيلم مشترك بين الجانبين فى أكتوبر القادم كما قامت المدينة بمخاطبة شركات إنتاج عالمية وعدد من النجوم العالميين لبحث إمكانية تصوير أعمالهم فى مصر. وفيما يخص الإنتاج الدرامى أكد هيكل أن المدينة تتعامل مع هذا الملف بمنطق مختلف حيث تم فصل الإنتاج عن التوزيع وتشكيل لجنة من خارج المدينة تضم خبراء فى الدراما والإعلام لتقييم جميع الأعمال والموافقة عليها ووضع الآليات لتنفيذها لتلافى أخطاء الإنتاج السابقة، وأضاف هيكل أهمية العامل الاقتصادى لتحقيق الربح وتقليل الخسائر مشيراً إلى معاناة الفضائيات فى موسم رمضان هذا العام وسط المبالغة الكبيرة فى كثرة عرض الإعلانات خلال مشاهدة العمل الدرامى الأمر الذى أدى إلى انصراف المشاهد عن متابعة هذه الأعمال بصورة كبيرة وفى هذا الصدد أكد هيكل أهمية حدوث تنسيق فى الفترة القادمة بين صناع الدراما لتوزيع الموسم الدرامى بشكل مختلف. كما دعا إلى أهمية عقد لقاء بين ممثلى القنوات الفضائية لمناقشة مشاكل عرض الأعمال الدرامية والوصول إلى أفضل صيغة فى هذا الشأن لتحقيق مصلحة هذه الصناعة وبمشاركة غرفة صناعة الإعلام.