"التيار السلفي" يلعب بورقة صراع الدولة مع "الإخوان".. ويقرر!!

أخبار مصر

بوابة الفجر


تتجه الأحزاب الدينية في مصر إلى التمرد على إجراءات حكومية ضد استغلال المساجد والفضائيات الدينية في الحملات الانتخابية، وذلك بالبحث عن بدائل إعلامية واتصالية تسمح بنشر أفكارهم والدعاية لمرشحيهم لتحقيق خطتهم في السيطرة على البرلمان.

وسبق أن حذر خبراء في الحركات الإسلامية من خطورة التيار السلفي على مدنية الدولة، خاصة أن هذا التيار سعى للاستفادة من الصراع بين الحكومة والإخوان المسلمين، وبدأ بالتسلل إلى المؤسسات والسيطرة عليها مع الإيهام بالوقوف مع الدولة في مواجهة الجماعة.

وتلعب الأحزاب الدينية على العواطف، وتوظف نصوص الدين في غير مواضعها لكسب أصوات الناخبين، وإذا استمرت هذه الأحزاب في تحدي قرارات الحكومة فإنها تكون بذلك قد دفعت باتجاه المواجهة.

وفي عربة بقطار مترو الأنفاق المتجه من مدينة حلوان إلى شبرا الخيمة بالقاهرة، استمع أحد الركاب من أنصار التيار السلفي، لخطبة للشيخ محمد حسين يعقوب أحد أبرز دعاة السلفية، كانت محفوظة على هاتفه المحمول، لكنه لم يكتف بسماعها بمفرده، إنما قرر فرضها على بقية الركاب من خلال رفع صوت الهاتف إلى أعلى درجة.

هذه الحادثة، التي رصدتها "العرب" منذ أيام قليلة، هي واحدة من محاولات كثيرة بدأ السلفيون في اتّباعها بعد أن قرّرت الحكومة منع الخطباء والدعاة المرشحين لانتخابات البرلمان من اعتلاء المنابر، ما أفقد التيار السلفي نافذة مهمة اعتمد عليها طوال 4 عقود في حشد الأنصار وجذب المتعاطفين والمؤيدين.

وعمد مرشّحو التيار السلفي إلى البحث عن وسائل دعاية بديلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أن بات الحصول على أكثرية برلمانية بعيد المنال، أمام تزايد الحملات التي تحث الجماهير على رفض التصويت لمرشحي الأحزاب ذات المرجعية الدينية وتطالب بحلها.

وأكّدت صحّة ذلك مصادر قيادية بالتيار السلفي، كاشفة لـ"العرب" عن وجود خطة تسمى الإعلام البديل للاستفادة منها في الحشد لمرشحيهم مع اقتراب الانتخابات النيابية في مصر، بعد محاصرة الحكومة لهم بغلق القنوات الدينية، وقصر الخطابة في المساجد على خريجي الأزهر الحاملين لتصاريح الخطابة من وزارة الأوقاف.

وعلمت "العرب" أن خطة السلفيين تعتمد على شقين الأول قنوات اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الرسمية لدعاة التيار، لبث الخطب وتسويقها على صفحات التواصل الاجتماعي. والثاني، التواصل المباشر مع المواطنين من غير مستخدمي الإنترنت عبر الاستفادة من التجمعات في المواصلات العامة، وبث خطب مسجلة بواسطة منتمين للتيار، أو إذاعة خطب من قبل أبناء التيار السلفي، مثل سائقي التاكسي وعربات النقل.

وكشف مصدر باللجنة العليا للانتخابات لـ"العرب"، أنه سيجري تشكيل لجان بالمحافظات لرصد المخالفات القانونية خلال الدعاية الانتخابية ومنها استخدام الشعارات الدينية، سواء كان ذلك عبر الاعلام التقليدي أو مواقع التواصل الاجتماعي، وستحقق في أيّ شكوى ترصد ارتكاب أيّ حملة من حملات المرشحين لمخالفات، وتصل العقوبات حال ثبوت المخالفة إلى شطب المرشح من جداول المرشحين.

وقال الشيخ محمد عبدالرازق، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف لـ"العرب"، إن القرار يهدف إلى خروج الانتخابات البرلمانية بشكل نزيه وشفاف، بعيدا عن استغلال الدين في السياسة، من خلال المنابر والترويج لمرشحي البرلمان، أو الدعاية الانتخابية، وحتى لا يكون هناك تأثير على إرادة الناخبين.

واستقبلت الأحزاب السياسية القرار بكثير من الارتياح، نظرا لأهمية التأثير الذي يمكن أن يحدثه على أحزاب الإسلام السياسي التي اعتادت استغلال المنابر في الدعاية.

وقال شهاب وجيه، القيادي بحزب المصريين الأحرار إن قرار وزارة الأوقاف بمنع المرشحين من اعتلاء المنابر “جيد للغاية”.

والواقع أن السلفيين توسعوا في إطلاق المواقع التي يصعب السيطرة عليها من الحكومة، خاصة قنوات اليوتيوب مثل اليوتيوب السلفي، وقناة ملتقى العلماء السلفية، وصوت السلف، وشبكة أنصار الدعوة السلفية، وقناة الشيخ محمد حسان على اليوتيوب، وموقع الشيخ ياسر برهامي، وعدد مماثل من مواقع دعاة السلفية.