بالصور.. "عم بهجت" ابتسامة تسير في شوارع مصر

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بالرغم من المعاناة التي يعيشها "الصم والبكم" إلا أنهم يتمتعون بالرضا الكامل عن حالهم , وأكثرهم حمداً لله, بالإضافة أنهم يتمتعون بأحاسيس جياشة وذكاء عقلي ووجداني كبير عوضهم به " الله " عن تلك الحواس المفقودة, فهم بالفعل صامتون ولكنهم أبلغ من كثير من المتحدثين , فئة مبدعة ينظر لهم المجتمع نظرة قد تكون عجز وقد تكون تعاطف.


بهجت محمود -53 سنه "أصم"، ولد بأحدي القرى في بني سويف , ويعيش في عزبة الوالدة - بحلوان, يعمل بائع جرائد في شارع عبد الرحمن – بحلوان.

 
في بداية الأمر قال بهجت :" القدر هو اللي بيختارلك هتبقي أزاي , بس لو معاكي فلوس فأنتي اللي هتختاري , أصعب مشكلة واجهتها من بداية الطريق ويمكن لحد دلوقتي بس مش زى الأول طبعاً هي إحساسي بالعزلة عن المجتمع والناس وإحساس الغربة , لفيت في شوارع مصر كلها لحد ما السن كبر وبقيت موجود طول الوقت في الشارع ده , الناس اللي فيه طيبين والبوابين وأصحاب المحلات عارفيني بيعرفوا يتواصلوا معايا , وبنتكلم بالساعات".


وأكد بائع الجرائد قائلاً :"اغلي حاجه عندي هي أولادي عندي بنت في ثانوي والولد في اعدادي , اختارت أبيع الجرايد أحسن من مد الأيد , صعب تلاقي شغلانه وأنتي بتشوفي وتسمعي ما بالك واحد زى حالاتي!، ربنا قدرلي أكون أصم , وأنا مشوار حياتي كان طويل اخترت يكون رزقي من عرق الجبين وبعزة النفس, و مبتمناش حاجة غير إن يجي يوم واسمع صوت ولادي ويفتخروا بيا زى منا بفتخر بيهم , وأشوف بنتي دكتورة وهي اللي تعالجني وان ربنا يدوم نعمته علينا , ألف حمد وشكر".

  

وقال عبد الرحمن السيد أحد المسؤولين بجمعية تأهيل الصم والبكم و ذو الاحتياجات الخاصة،

أن لغة "الصم والبكم" مليئة بالإشارات, من سهل تعلمها ولكن توصليها يتحتاج أساتذة متخصصة".

 

وأضاف السيد أن الفئة التي تعاني من "الصم والبكم" فهي أولاً مليئة بالإصرار رغم المعاناة المصاحبة لهم، وبالرغم من ذلك لديهم قدرات عقلية ووجدانية كبيرة جداً قد تفوق الإنسان السوي, مؤكداً على أنهم طاقة يمكن بها بناء مجتمع, لديهم سرعة بديهة وفراسة واستيعاب بصورة خيالية.

 

وأشار المسؤول بجمعية تأهيل الصم والبكم و ذو الاحتياجات الخاصة، إلى أن هناك الكثير من الحالات يتم معالجتها من خلال زرع قوقعة إلكترونية في "الدماغ" وهذا أحدث الاكتشافات, في نفس الوقت وعلي حسب اختلاف الحالات واختلاف درجات الحالة المرضية يتم العلاج بزراعة قوقعه في الأذن.


 

وأضاف السيد أن المشكلة في زيادة تكاليف العمليات من هذا النوع "مؤقتة" مع مرور العمر أو في حالة تصادم بسيط قد تتلف, بالإضافة أنها لا تصلح مع كل الحالات, وبنحاول توفير لهم وسيلة عمل أوتعليمهم حرفة, في نفس الوقت بنساعدهم للتأقلم علي المعيشة وصعوبات الحياة.

 


وفي النهاية .."الصم والبكم، طاقة قد تكون مهدرة في كثير من المجتمعات, وإن تم تجاوز معاناتهم بتعزيزها وتعزيز قدراتهم فذلك سيصنع فارق في تنمية المجتمع والسمو بأبنائه".