ما ﻻ تعرفه عن انتصار الصين في الحرب العالمية الثانية

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


تحتفل الصين، اليوم الخميس، بالذكرى السبعين لانتصار شعبها فى الحرب العالمية الثانية، حيث لا يعلم الكثيرون أنها لعبت دورا حاسما فى تلك الحرب العالمية، ونادرا ما كان يتم التحدث عن اسهاماتها بشكل صحيح على الصعيد العالمي، وعلى مدار عقود، ظل المتحدثون فى وسائل الإعلام  يشيرون عندما يتحدثون عن الحرب العالمية الثانية إلى المعارك التي دارت في القارة الأوروبية، ولا يقولون سوى القليل عن الدور الذي لعبته الصين، باعتبارها المسرح الرئيسي في الشرق لهذه الحرب.

اليابانيون مازالوا ينكرون

مازالت القوى اليمينية فى اليابان تحاول تحدى النظام العالمي حتى اليوم، وينكر بعض الساسة اليابانيين عمدا تاريخ العدوان الذي شنته بلادهم، ويحاولون التعتيم على غزوها الاستعمارى للصين، حيث لم توقع على اليابان العقوبة التى تستحقها حتى الآن.

ضحوا بأرواحهم من أجل مستقبل أفضل

ولهذا السبب قررت الصين الاحتفال بالذكرى السبعين، وإقامة عرضا عسكريا، لأول مرة يشهده العالم، على هذا المستوى، لتذكر الضمير العالمى بأنها دولة واجهت معاناة لا توصف خلال الحرب، معلنة حرصها على إحياء ذكرى من ضحوا بأرواحهم دفاعا عن وطنهم، ليس بهدف الثأر أو الانتقام، ولكن على أمل أن يلهم عرضا عسكريا كهذا شعوب العالم للتعلم من الماضي، والعمل معا لبناء مستقبل أفضل.

الردع وإظهار القوة

قال المحارب الصينى القديم "صن تسو" منذ 500 عام قبل الميلاد، إذا امتلكت القوة العسكرية فأظهرها، وهى النظرية التى عرفت فى العلم العسكرى الحديث باستراتيجية الردع، ومع ذلك يؤكد الرئيس الصينى ومسؤلو بكين إن هذا العرض العسكري لن يُستخدم بأي حال من الأحوال كأداة لكي تستعرض الصين عضلاتها ولن يستهدف أي دولة، بل على العكس، سيضرب نموذجا لنضال الأمة من أجل الحرية، ويبرهن على تطلع بكين إلى السلام العالمي وإرادتها الصلبة في الدفاع عنه.

حرب مكافحة الفاشية

كانت حرب مكافحة الفاشية في الصين هي الأطول، إذ أنه في يوم 18 سبتمبر من عام 1931، غزا الجيش الياباني شمال شرق الصين مستغلا حدثا مدبرا كذريعة، وهو ما أصبح نقطة بداية للكفاح الشجاع الذي خاضه الشعب الصيني ضد الفاشية ومقدمة للحرب العالمية ضد الفاشية.

وفي عام 1937، شكلت حادثة جسر "ماركو بولو" الشهيرة بداية حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني، ما جعل الصين ساحة القتال الرئيسية في الشرق للحرب العالمية ضد الفاشية.

وكشفت الأرقام الرسمية أن حوالي 1.86 مليون جندي ياباني كانوا يحاربون في الصين في ذلك الوقت، وهو ما يمثل 50 في المائة من إجمالي عدد القوات اليابانية. وتمكنت القوات الصينية من تشتيت انتباه غالبية الغزاة اليابانيين المدججين بالسلاح.

الانتصار وإشعال النار

وبنهاية الحرب، قتلت قوات الحلفاء وأصابت حوالي 1.95 مليون جندي ياباني، حيث سقط حوالي 70 في المائة منهم في ساحات القتال بالصين، وهو ما قدم إسهاما لا يمحى للنصر في مسارح أخرى للحرب العالمية الثانية.

حيث اشتعلت نيران الحرب في نصف الأراضي الصينية، وشارك فيها حوالى 260 مليون صيني، سقط أكثر من 35 مليون فرد منهم ما بين قتيل وجريح، وبلغت الخسائر الاقتصادية المباشرة حوالي 100 مليار دولار أمريكي.