بعد زيارة الملك سلمان إلى "واشنطن".. حقيقة المؤامرات الأمريكية لضرب "أسعار البترول"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بدأ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، جولة خارجية أمس الخميس، بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية، ثم سيتوجه بعد ذلك لروسيا للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، فيما يزور القاهرة ويلتقى بالرئيس عبد الفتاح السيسى قبل عودته إلى الرياض.

زيارة العاهل السعودي، تأتي قبل أسبوعين من عرض نتائج الاتفاقية الدولية مع إيران بشأن برنامجها النووي، على الكونجرس الأمريكي.

وفى هذا السياق أكد الخبراء أن الزيارة تشمل مباحثات بين العاهل السعودي والرئيس الأمريكي باراك أوباما، حول الاتفاق الدولي مع إيران، و أيضًا الملف الأمني في الشرق الأوسط، والأزمتين السورية واليمينة، وكيفية وقف خطر الإرهاب في المنطقة، حيث تأتى قبل انتهاء ولاية "أوباما" بفترة وجيزة، 


فى البداية قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية  وجامعة القاهرة أن هناك العديد من الصفقات والمقايضات التى تمت بين النظامين الأمريكى والسعودى، موضحا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما إعترف مؤخرا  في حديث لإذاعة "ان بي آر” أن انخفاض أسعار النفط بنسبة تزيد عن خمسين في المئة، كان  قرار سياسي  بهدف فرض ضغوط على الاقتصاد الروسي وإضعافه، وليس له أى علاقة بمواجهة تصاعد الإنتاج من النفط الصخري، الذى قيل أنه أصبح يشكل تهديدا مباشرا لنفط "أوبك" وحصتها في الأسواق العالمية.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أن السناتور جون ماكين المرشح الرئاسي السابق قالها صراحة، إن أمريكا يجب أن تشكر المملكة العربية السعودية على جهودها لتخفيض أسعار النفط، ما أدى الى إلحاق الضرر بالاقتصادين الروسي والايراني.

مشيرا إلى أن الحرب الباردة، تتطور إلى حرب اقتصادية، يلعب فيها سلاح البترول العربي دورا محوريا، ولكن ضد روسيا وايران وليس ضد اسرائيل.

موضحا أن النظريات السياسية تقول إن كل شيء له ثمن، ومن ثم  أقدمت المملكة على هذه المخاطرة، وألحقت الضرر بنفسها،  وباقتصاديات دولة عالمية مثل روسيا وأخرى اقليمية كبيرة مثل إيران،  وحتى الآن لم تقدم إدارة أوباما المقابل، بل إستغلت هذا الموقف لتضغط على طهران، لتوقع على اتفاقية برنامجها النووى، بما يرضى واشنطن وطهران فقط، دون أن تقدم لدول النفط سوى طمأنات شفوية، خلال لقاء أوباما بقيادات الخليج فى كامب ديفيد.

ومن جانبه قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان، إن الأمن القومى الأمريكى فى المنطقة له جناحان الأول هو أمن إسرائيل والثانى هو البترول، مشيرا إلى أن تخفيض أسعار البترول بالفعل كبد روسيا معاناة كبيرة، و لكن إيران إزدادت قوة خلال الحصار الأمريكى لها، ومن ثم استطاعت تسليح القوى الموالية لها لتسيطر على لبنان والعراق وسوريا واليمن.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية أن المقابل الذى تريده الرياض يتعلق بتلك الأمور، حيث تتمسك المملكة بوضع حل للأزمة اليمنية، ولن تتنازل عن أن يحكم اليمن نظم موالى لها وليس لطهران، بينما تتعامل مع الملف السورى باعتباره قضية هامة لكن ليست حاسمة ومصيرية مثل الملف اليمنى.

وأوضح الخبير السياسى الدولى إن زيارة العاهل السعودى لواشنطن وبعدها لموسكو، لا تنفصل عن هذه اللعبة، مشيرا إلى أن المناورة كبيرة وفيها أطراف عديدة، من بينها دول أوروبا المصدرة للغاز، وكذلك إيران التى لا تريد السعودية أن تتفاوض معها بشكل مباشر.

متوقعا أن موسكو قد تلعب دور الوسيط فى الفترة القادمة بين الرياض وطهران، مثلما تحسنت العلاقات السعودية الروسية بوساطة مصرية، مشيرا إلى أن السعودية قد أبدت تقاربا مع روسيا، ووقعت صفقات السلاح الأخيرة للضغط على واشنطن، والتلويح بإمكانية الاستغناء عن أمريكا كحليف إستراتيجى، أو إدخال حليف جديد لا تريده واشنطن هو روسيا.