فى ذكرى توليه رئاسة جنوب أفريقيا.. تعرف على أبرز محطات الزعيم "نيلسون مانديلا"

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


تحل اليوم ذكرى تولى نيلسون مانديلا، رئاسة جنوب أفريقيا ما بين عامين "1994-1999"، والتى كانت جزءا من تتويج نضالات شعب جنوب أفريقيا ضد نظام الفصل العنصري "الأبارتيد"، الذي بدأ يتفكك.

حيث أنتخب المحامي والناشط، نيلسون مانديلا، رئيسا لجنوب أفريقيا في 1994، وهو ضد الأبارتيد والسجين السياسي السابق.

وكان هذا الحدث سابقة في تاريخ البلاد، حيث كان أول شخص من الملونين يشغل هذا المنصب وأكبر كل الرؤساء سنا "75 سنة عند توليه المنصب".

يذكر أن نيلسون مانديلا، شغل منصب الرئيس لعهدة رئاسية واحدة انتهت في 14 يونيو 1999.

" مولده ونشأته"

ولد مانديلا في 18 يوليو 1918 في قرية مفيتزو بمقاطعة أوماتاتا، بإقليم ترانسكاي في جنوب أفريقيا
سمي "روليهلاهلا"، ويعني "نازع الأغصان من الشجر" أو بالعامية "المشاكس".

وفي السنوات اللاحقة أصبح يعرف باسم عشيرته، ماديبا، وكان جده من ناحية الوالد  حاكما لشعب تيمبو في أراضي ترانسكاي بمقاطعة كيب الشرقية الحديثة في جنوب أفريقيا، هذا الملك، كان له إبن اسمه مانديلا هو جد نيلسون ومصدر لقبه، حيث أن مانديلا لم يكن سوى طفل الملك من زوجة من عشيرة اكزيبا، أو ما يسمى ب "الفرع الأيسر"، فكان غير مؤهلا ليرث العرش ولكنه أعتبر مستشار الورثة الملكيين، ومع ذلك، كان والده، غادلا هنري مفاكانيسوا زعيما محليا ومستشار للملك، تم تعيينه في المنصب في عام 1915، بعد أن اتهم مجلس حكام أبيض سلفه بالفساد.

وفى  سنواته الأولى، هيمنت على حياته العادات والطقوس والمحرمات، ثم شب مانديلا مع اثنين من أخواته في مسكن والدته بقرية Qunu، وكان يرعى قطعان الماشية صبي ويمضي معظم الوقت في الخارج مع أولاد آخرين.

وعلى الرغم من أن والداه أميين، لكن والدته التي اعتنقت المسيحية أرسلته إلى المدرسة الميثودية المحلية وهو بعمر سبعة سنين.

و أخذته والدته إلى المكان العظيم، قصر مكيكزوبي، ولم يرى أمه مرة أخرى لسنوات عديدة، ورأى مانديلا أن يونجينتابا وزوجته نو-إنغلاند.

و كان مانديلا يتردد على الكنيسة كل يوم أحد مع الأوصياء، حتى أصبحت للمسيحية مكانة خاصة في حياته، التحق بمدرسة البعثة الميثودية الواقعة بجانب القصر، حيث درس اللغة الإنجليزية و كوسا، والتاريخ والجغرافيا
فأحب التاريخ الأفريقي، من خلال استماعه إلى حكايات الزوار المسنين إلى القصر، وتأثر بالخطاب المعادي للإمبريالية الزعيم Joyi، وفي وقتها كان يعتبر المستعمرين الأوروبيين ومحسنين، وليسوا ظالمين.

" مشهد من حياة مانديلا داخل المعتقل "

وفي 5 أغسطس 1962، اعتقلت الشرطة مانديلا مع سيسيل ويليامز بالقرب من هويك، وسجن في سجن مارشال سكوار بجوهانسبرج، تم توجيه له تهم التحريض على الإضرابات العمالية ومغادرة البلاد بدون إذن. مثل مانديلا نفسه بنفسه واتخذ سلوفو كمستشار قانوني، وسعى لاستخدام المحاكمة كعرض "لنصال حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الأخلاقي ضد العنصرية"، في حين تظاهر أنصاره خارج المحكمة.

و نقل مانديلا إلى بريتوريا، حيث يمكن لويني زيارته، وفي زنزانته بدأ في دراسة بالمراسلات للتحضير لليسانس الحقوق من جامعة لندن، بدأت جلسة الاستماع في 15 أكتوبر، وقد أحدث فيها مانديلا إضرابات بسبب ارتداءه للـ "كروس التقليدي" ورفضه استدعاء أي شهود، وتحويل مرافعته إلى خطاب سياسي. 

اعتبرت المحكمة مانديلا مذنبا، وحكمت عليه بالسجن لخمس سنوات، وعند مغادرته لقاعة المحكمة، أنشد أنصاره أغنية "Nkosi Sikelel iAfrika". 
  
" الرئاسة "

في أول انتخابات عامة متعددة الأعراق في 27 أبريل 1994، كان فوز حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ساحقا قرب نسبة الثلثين 62.6٪ من الأصوات.

وانتخب نيلسون مانديلا رئيس لجمهورية جنوب أفريقيا، وشكلت حكومة وحدة وطنية بين حزب المؤتمر الوطني الأفريقي والحزب الوطني وحزب انكاثا للحرية وحزب الزولو،  وكان له نائبين اثنين للرئيس هما ثابو مبيكي وفريدريك دي كلير.

كرس نيلسون مانديلا جهده أولا للمصالحة وخلق هوية وطنية جديدة لجنوب أفريقيا، تاركا مسؤولية الاقتصاد إلى وزير ومحافظ البنك المركزي من البيض قبل تكليف ثابو مبيكي.

وبدأت حكومة الوحدة الوطنية، في عام 1994، في تنفيذ "برنامج التعمير والتنمي" لمكافحة الآثار الاجتماعية والاقتصادية للفصل العنصري، مثل الفقر ونقص عام في الخدمات الاجتماعية، وهي مشاكل تتطلب، وفق الحكومة، بيئة الاقتصاد الكلي قوي.

و في عام 1995، تم استبدال الدستور الانتقالي لعام 1993، الذي كتب خلال المفاوضات لإنهاء الهيمنة السياسية للبيض، بدستور جديد اعتمده البرلمان بالإجماع تقريبا من نواب في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي والحزب الوطني.

بعد فترة وجيزة، في 30 يونيو 1996، غادر وزراء من الحزب الوطني حكومة الوحدة الوطنية للالتحاق بالمعارضة.

وأقرت قوانين للتفرقة الإيجابية ترامي إلى تعزيز التكامل الاقتصادي للسود.

" سياسته الدولية "

منذ بداية رئاسته، طلب من مانديلا التحكيم في العديد من النزاعات الأفريقية رغم رغبته في الاستمرار بلاده بالنأي عن نفسها من الصراعات الإقليمية. 

ومع ذلك، وافق على أن يكون الوسيط في عدة مفاوضات السلام، وخاصة في منطقة البحيرات الكبرى في أفريقيا "زائير ورواندا"، وكذلك في أنجولا، ولكن نتائج تدخلاته كانت ضعيفة.

وساهم نيلسون مانديلا في وساطات أخرى مثل تيمور الشرقية "1997" والسودان دون إحداث النتائج المرجوة.

" تنازله عن الرئاسة"

و ابتداء من عام 1996، ترك مانديلا لثابو مبيكي الإدارة اليومية للبلاد وفي ديسمبر 1997 تنازل عن رئاسة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، ما سمح بانتقال سلس للسلطة، وساهم في الاستقرار السياسي للبلد والحفاظ على صورتها الجيدة دولياً. 

عندما غادر نيلسون مانديلا الحكم وهو يناهز 81 في تاريخ رمزي هو ذكرى اضطرابات سويتو، فإنه ترك صورة لمقاوم كبير وقائد دولة ورجل عرف بقدرته على العفو.