نورهـان عبـدالله تكـتب: الغـي رجـولتك واقعـد جنبهـا

مقالات الرأي

بوابة الفجر


قبل ما ابدأ كلامي معاكم لازم نكون متفقين على حاجة مهمة جدًا، الدنيا زى ما فيها "رجالة" زى ما فيها "ذكور"، مستغربين ليه؟! إيه دا أنتوا فاكرين الرجالة والذكور تصنيف واحد؟ لاء استنوا..

"الذكر" كلمة للتصنيف الجنسى فقط، ليس لها علاقة تمامًا بالجينات، و"الرجولة" جينات، وفى الزمن ده جينات الرجولة ملغية عند ذكور كتير، متفرحش انك ذكر لكن افرح لو أنت رجل، أسر كتير بتكون مستنية مولود جديد، وبتتمنى أنه يكون ولد عشان اسم العائلة الكريمة يمتد، قبل ما تتمنوا تخلفوا ولد اسألوا نفسكوا سؤال بسيط، "احنا هنعرف نخليه "راجل"؟ ماهو لو طلع ذكر يبقى ياريت الست والدته "تبرك" عليه أول ما تولده عشان ميكبرش وسلالته تنتشر ويجى يقرفنا.

"الرجولة" بتظهر فى تصرفاتك، فى ردود أفعالك، فى مواجهتك للمواقف وتصميمك على هدفك، فى شهامتك فى جدعنتك فى حاجات كتير أوى لو فضلنا نعدها مش هنخلص، عشان كدة منقدرش نفرق بين "الذكر" وبين "الرجل" من الشكل، أصلهم شبه بعض، للأسف لازم نخوض التجربة ونتعامل مع الشخص ونعدى معاه بمواقف كتير أوى عشان نقدر نحدد هل هو مجرد كائن يطلق عليه "ذكر" قائم بالحياة فقط علشان يقرفنا، ولا هو راجل البنت تقدر تتسند عليه؟

لو أنت صوتك دايمًا عالى و فرحان بحنجرتك و بتستنى أى موقف عشان تبدأ تظهر "ذكورتك" تبقى غلطان، دا مجرد نقص فى الرجولة وبتحاول تعوضه بصوتك العالى لأنك فاكر ان هى دى الرجولة، لأن بمنتهى البساطة أنت متعلمتش ازاى تكون راجل فبالتالى أنت فاهم الرجولة غلط وممكن تكون مش فاهمها أصلاً و ياسلام عليك بقا لو الصوت العالى دا تحول لمد أيد، فى الحالة دى أحب أهنيك أنك فوزت معانا بأوسكار أحسن "ذكر بط"، دا طبعًا مع الاعتذار للبط وحفظ المقامات.

مش بس كده، أنت لو فاكر ان الرجولة تكمن فى انك تحبس البنت اللى فى حياتك سواء كانت "مراتك، خطيبتك، حبيبتك" ايًا كانت مين؟، فى قفص و تبدأ تقولها فى قصائد: "مفيش نزول اصلى بغير عليكى من الهوا اللى بييجى على وشك وانا مش جنبك"، أو مثلاً: "اوعى تسلمى على ولاد بالايد أصل انتى بتاعتى أنا وبس"، على فكرة هى بتسلم بالايد مش بتبوسه فى بقه يافندم! ولا كمان بقا اسطوانة: "متروحيش لخالتك لو ابنها موجود و متروحيش لعمتك لو ابن خالة بنت عم ابن البواب رايحلها".

بحترم أوى الراجل البار بأهله، فعلاً يستحق الاحترام والتقدير، أصل اللى ملوش خير فى أهله مش هيكون ليه خير فى شريكة حياته، بس اللى بيشوف أهله مبهدلين شريكة حياته و يسيبهم يبهدلوها وممكن كمان يبدأ يبهدلها معاهم، دا أبعد ما يكون عن الرجول، أصل ازاى أنا أبقى راجل و أشوف أمي بتبهدل فى مراتى ولا خطيبتى و أقف أتفرج، هتقولولى يعنى يزعق لأمه؟ هقولكوا أكيد لاء، بس يقدر بمنتهى الاحترام يجيبلها حقها ويراضيها، مهى لو الحاجة والدتك شايفاك راجل بالقدر الكافى، كانت احترمتك، هتقولى أمى بتحترمنى هقولك أنت شايف كده عشان أنت متعرفش معنى الرجولة فبالتالى محدش قالك أن كرامة شريكة حياتك من كرامتك.


عارف بقى أنت لما  تبدأ تحصل المشاكل الطبيعية اللى بتحصل بسبب غيرة أمهات كتير على ولادها لما يخطبوا أو يتجوزوا، البنت بتكون مستنية تشوفك هتتمسك بيها ازاى، بتبقى عايزة تشوف اللى معاها قد ايه راجل بالقدر اللى يخليه يواجه أى مشكلة ويبدأ يحلها بذكاء و بكل ما يملك من شجاعة عشان فى الأخر يفوز بيها ويرضى جميع الأطراف، واللى فهمك ان هروبك من الموقف والتنازل عن البنت اللى حلمت بيها دا بيتحسب فى عداد الرجولة أو بر الوالدين ضحك عليك يا "****"، اللى زيك بيعيش و يموت لوحده أو بيتجوز واحدة يكره نفسه كل ثانية وهو معاها، وساعتها هيكون ظلم نفسه وظلمها، و بيعمل دا من منطلق بر الوالدين اللى الحاجة والدته مفهمهوله غلط عشان يبقى فى ايدها زيه زى العروسة اللعبة.

لو مش قد الحب متحبوش، لو مش قد دخول بيوت الناس متدخلوهاش، لو ماما اللى هتنقيلك عروستك وعفش البيت وألوان الملابس الداخلية بتاعت حضرتك والمدام، لو هتاخد بنات الناس عشان تمشى معاهم شوية أو تتجوزهم و تطلع عليهم عجزك عن انك تكون راجل بتصرفاتك المتخلفة يبقى سيبها لأهلها عشان هما تعبوا أوى فيها لحد ما خلوها بنت بـ100 راجل، بلاش تعمل حاجة تخليك تكره نفسك لما تشوفها بتتعمل فى أختك ولا فى بنتك عشان الدنيا سلف والدين.

يا تبقى راجل يا تلغى رجولتك وتقعد جنب أمك!