محمد علي فهمي.. "محطّم أسطورة الطيران الإسرائيلي"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


محمد علي فهمي "عاش مقاتلاً وتوفي حراً "، وهو من أبرز الشخصيات العسكرية في العالم، وأحد القادة الذي يعتز بهم المصريين، في مثل تلك المناسبة والاحتفال بـحرب أكتوبر 1973.

شارك فهمي، في الحرب العالمية الثانية وحرب 1948 وحرب 1956 وحرب 1967 وحرب الاستنزاف وحرب 6 أكتوبر 1973.

 لقب بــ"أبو حائط الصواريخ وحارس السماء المحرقة"، ودخل "فهمي" التاريخ العسكري من أوسع أبوابه، بعد أن أصدر الرئيس (جمال عبد الناصر) قرارًا جمهوريًا بتعيينه قائدًا لقوات الدفاع الجوي.

"حياته"

(11 أكتوبر 1920 بالقاهرة - 12 سبتمبر 1999)

ولد 11 أكتوبر عام 1920، تخرج من  الكلية الحربية عام 1939، ثم تلقى دراسات عليا بأكاديمية الدفاع الجوي في كالينين بالاتحاد السوفيتي، وعمل مدرسا بمعهد الدراسات لكبار الضباط 1952-1962، إدارة عمليات الجيش 1952-1958.

وقائد الفرقة الثانية المضادة للطائرات 1958، والفرقة الرابعة عشرة 1958-1959، والرابعة والستين 1959-161، وقائد المجموعة السادسة مدفعية 1961-1963، الفرقة الخامسة 1963-1966، رئيس أركان الدفاع الجوي 1968-1969.

"وصوله إلى التاريخ"

دخل "محمد علي فهمي" التاريخ العسكري من أوسع أبوابه، فقد قام البطل بدراسة أسباب نكسة 1967 م، والدروس المستفادة منها ثم أعاد تأهيل الجندي المصري معنويًا وجسمانيًا وذهنيًا، وقام بتعزيز قواهم، وتثبيتهم في مواقعهم،

كما قام بإنشاء نظام دفاع جوي جديد في منطقة الجيشين الثاني والثالث بالجبهة، وأعقبها بناء حائط الصواريخ الذي أدى إلى ابتعاد طائرات الاستطلاع الإسرائيلية شرق القناة إلى مسافات كبيرة.

وبعد ظهر يوم الثالث والعشرين من شهر يونيو عام 1969م أصدر الرئيس (جمال عبد الناصر) قرارًا جمهوريًا بتعيين اللواء (محمد على فهمى) قائدًا لقوات الدفاع الجوي.

وقال "حاييم هيرتزوج" في كتابه – الجولات العربية الإسرائيلية: (لم يكن إنشاء حائط الصواريخ المصري في عام 1970 م بفرض حل مشكلة المصريين في حماية قواتهم غرب القناة، وإنما كان تحولاً استراتيجيا لم نفهم معناه إلا بعد 3 سنوات، في أكتوبر 1973 م).

وفي التاسع من شهر سبتمبر عام 1971 م تنفيذ العملية (رجب) حيث أسقطت طائرة استطلاع إلكتروني ضخمة شرق القناة، وقامت اسرائيل بالاحتجاج على إسقاط الطائرة نظرًا لفقدانها مجموعة كبيرة من ضباطها ومهندسيها.

وفي اليوم التالي قامت إسرائيل بهجمة جوية بقوة 34 طائرة تحمل كل منها صاروخين من طراز( شرايك ) المضادة للرادارات، وتم إطلاق الصواريخ الثمانية والستين على مواقع الدفاع الجوي غرب القناة.

وأعلنت إسرائيل، أنها دمرت قوات الدفاع الجوي في الجبهة، ولكن كانت الخسائر المصرية لا شئ تقريباً فلم تحدث أى خسائر فى الأفراد أو المعدات.

وظل "فهمي" قائدًا للدفاع الجوي أثناء حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر 1973، وبعد نهاية حرب أكتوبر 1973، تولى محمد علي فهمي، رئاسة أركان حرب القوات المسلحة وذلك في عام 1975، وفي عام 1978 اختاره الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مستشارًا عسكريا له.

وأطلق على فهمي، "حارس السماء المحرقة، أبو حائط الصواريخ"، ولا ينسى التاريخ أنه في نحو الساعة الخامسة مساء يوم السادس من أكتوبر 1973م التقطت الأجهزة الخاصة المصرية إشارة لاسلكية مفتوحة تحمل أوامر صادرة من الجنرال (بنيامين بليد ) قائد السلاح الجوي الإسرائيلي إلى طياريه يأمرهم بعدم الاقتراب من القناة لمسافة لا تقل عن 15 كيلو مترًا شرق القناة.

"قالو عن اللواء محمد علي فهمي"

وصفته مجلة (أرميه) العسكرية الفرنسية بأنه من أبرز الشخصيات العسكرية في العالم، وأحد كبار المتخصصين في النواحي الفنية العسكرية.

وقال عنه (هودز) رئيس مجلة (أسبوع الطيران وتكنولوجيا الفضاء) الأمريكية: إنه مهندس معركة الدفاع الجوي في حرب أكتوبر 1973.

"أوسمة اللواء محمد علي فهمي"

حصل على وسام النجمة العسكري ووسام التحرير، والشرف العسكري من سوريا، ونجمة الشرف العسكري،  ووسام الملك عبد العزيز من المملكة العربية السعودية، ووشاح النيل والعديد من الأنواط والميداليات في المناسبات القومية.

"وفاته"

توفى المشير محمد علي فهمي في لندن، حيث أصدر الرئيس مبارك السابق في الرابع من شهر أكتوبر1993م قرارًا جمهوريًا بترقيته إلى رتبة مشير، تقديرًا للدور البطولي الذي قام به كقائد للدفاع الجوي.

وتم تعيينه بعدها كرئيس لأركان حرب القوات المسلحة، وقد قام الرئيس مبارك بزياره اللواء في مستشفي مصطفي كامل بالإسكندرية.

وأمر بسفره للعلاج بلندن، ولكن رحل القائد محمد علي فهمي يوم الاثنين الثالث عشر من شهر سبتمبر عام 1999م.