"أبو غزالة".. القائد الذي زلزل حصون العدو قبل العبور

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


المشير عبد الحليم أبو غزالة، أخر وزير دفاع في عهد السادات وأول رئيس دفاع في عهد مبارك، هو المشير الذي عُرف بانضباطه العسكري والذي كان لديه إرادة قوية وجرأة في اتخاذ القرارات وعدم الخوف من أحد.

- قصة أبو غزالة مع عبد الناصر

كان له العديد من السوابق مع الرؤساء التي تؤكد أنه لا يخاف من أحد والتي لقبته بالـ"صادق" و "القوي الجرئ"، حيث أنه كان ينتقد عبد الناصر ولا يخاف من عقابه.

فقد انتقد هزيمة 67 وأخذ يوضح أسباب الهزيمة أما م كل من يزور جبهة غرب القناة من أعضاء مجلس الشعب والكتاب والصحفيين وتم وضع اسمه للخروج بالمعاش عام 1969 وعندما عرض الفريق محمد فوزي وزير الحربية النشرة على الرئيس جمال عبد الناصر شطب اسمه وقال لمحمد فوزي: "انا اعرف هذا الضابط واعلم مايقوله عني وعن المشير عامر وعنك ولكنني لن احيله للمعاش لأنه من الضباط القلائل اللذين يقولون الصدق".

- قصة أبو غزاله مع مبارك وجورج بوش

أسس برنامج سريا لصناعة الصواريخ الباليستية بالتعاون مع الأرجنتين وبدعم عراقي لمشروع برنامج صاروخ بدر 2000 "كوندور 2"، إلا أن المخابرات الأمريكية اكتشفت تهريب أجزاء تستخدم في صناعة الصواريخ من أمريكا مخالفة لقوانين حظر التصدير وحاول الحصول على برامج تكنولوجيا الصواريخ الأمريكية بطريقة غير شرعية.

وفي عام 1988، ألقت السلطات الأمريكية بكاليفورنيا القبض على عالم الصواريخ الأمريكي المصري عميد أ.ح عبد القادر حلمي بتهمة تجنيده من قِبل المشير عبد الحليم أبو غزالة للحصول على مواد هندسية محظورة لبرنامج الصواريخ المصري بدر 2000 وتحميل الكربون على متن طائرة عسكرية متجهة للقاهرة، والتي حوكم بسببها حلمي بالسجن لمدة 46 شهرًا وغرامة مالية ومصادرة أمواله.

وأحيل على أثرها المشير أبو غزالة إلى المعاش عندما طلب الرئيس الأمريكي الاسبق جورج بوش الأب ذلك من مبارك.

وكان أيضًا من أسباب إقالته أن الرئيس الأسبق حسني مبارك خاف من شعبية أبو غزالة التي زادت بين صفوف القوات المسلحة وأيضًا المواطنين خارجها بعد أن استطاع بفكره المتقدم أن ينشئ مشروعات الخدمة الوطنية ومصانع الانتاج الحربي وإدخال أحدث أنظمة التدريب والتطوير داخل القوات المسلحة بما يرفع من مستوى مهارة عناصر الجيش، فقام بإقالته تلبية لجورج بوش وخوفًا على نفسه.

وفي هذا التقرير قمنا برصد معلومات عن المشير أبو غزاله، الذي حافظ عبد الناصر على بقائه وأطاح به مبارك وأثار غضب جورج بوش.

ولد محمد عبد الحليم أبو غزالة في 15 يناير 1930 في قرية زهور الامراء مركز الدلنجات محافظة البحيرة، وتخرج من الكلية الحربية عام 1949 دفعة الرئيس الاسبق حسني مبارك الذي التحق بالكلية الجوية بعد ذلك والتحق بسلاح المدفعية وشارك في كل الحروب المعاصرة مع إسرائيل.

والتحق أبوغزالة، بمعهد المدفعية والهندسة في مدينة بنزا ثم التحق باكاديمية ستالين بالاتحاد السوفيتي وحصل على إجازة القادة لتشكيلات المدفعية "دكتوراة" عام 1961.

وتخرج من أكاديمية ناصر العسكرية العليا وحصل على درجة بكالويوس التجارة والتجارة وماجستير إدارة الأعمال من جامعة القاهرة.

شارك أبوغزالة، في حرب 1948 وهو طالب بالكلية الحربية كما شارك في ثورة 23 يوليو 1952، وحرب 56 ثم حرب الاستنزاف، وأكتوبر 1973، وكان قائدًا للمدفعية بالجيش الثاني التي زلزلت حصون العدو مع القوات الجوية تمهيدًا لعبور القوات إلى الجبهة الشرقية، واختير ملحقًا عسكريًا للولايات المتحدة عام 1973.

وحصل على دبلوم الشرف من كلية الحرب الأمريكية "كارلايل" ليكون أول شخص غير أمريكي يحصل عليها أثناء عمله كملحقًا عسكريًا في واشنطن، وعُين مديرا لادارة المخابرات الحربية والاستطلاع عام 1979 حتي عام 1980.

كما عُين رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة ثم وزيرًا للدفاع عام 1981 وترقى إلى رتبة مشير عام 1982.

وهو صاحب فكرة إسكان الضباط حيث أنشأ العديد من المدن السكنية لخدمة الضباط وضباط الصف بالقوات المسلحة والتي حذوا حذوها باقي النقابات والهيئات مما قلل من حجم المضاربة في سوق العقارات.

وأنشأ مشروع الخدمة الوطنية بعد أن رفضت فرنسا إعطاء مصر بعض الطائرات إلا بعد سداد أموال كثيرة لم تستطع مصر سدادها في هذا الوقت فقام بإنشاء الجهاز لتوفير بعض المنتجات الزراعية وتصديرها لفرنسا مقابل الطائرات، والمخابز لخدمة المواطنين.

وأنشأ بعض مصانع الأنتاج الحربي مثل مصنع 200 الحربي لانتاج الدبابات ومصنع 99 وأنشأ الهيئة العربية للتصنيع في أعقاب الحرب العراقية الإيرانية والحرب بين روسيا وأفغانستان حيث اذهرت الصناعات الحربية المصرية وتصديرها للدول العربية والإفريقية.

وحصل أبو غزالة، على وسام التحرير عام 1952، ووسام ذكري قيام الجمهورية العربية المتحدة، ووسام نجمة الشرف عام 1974، و وسام الجمهورية من الطبقة الاولي في نفس العام، وقلادة النيل عام 1989، ونوط الجلاء 1955، ونوط الاستقلال 1956، ونوط النصر 1957، ونوط التدريب من الطبقة الأولى 1971، ونوط الخدمة والمهارة عام 1979.

وتوفى المشير أبو غزالة بعد صراع مع مرض سرطان الحنجرة يوم ٦ من سبتمبر 2008 عن عمر يناهز 78 وتم تشيع جنازته من مسجد ال رشدان وتقدم الجنازة العسكرية الرئيس الأسبق مبارك وكبار المسئولين.

وكان أبو غزالة، أحد اسباب القلق عند الأمريكان بسبب الخدع التي يقوم بها، فكانت صفقة الدبابة "الابرامز" خير دليل على مرواغته للأمريكان عندما أقيمت مناقصة دولية لإدخال دبابة قتالية عالية التكنولوجيا إلأى الجيش المصري.

ورفضت أمريكا دخول المناقصة حتى لا تمتلك مصر تلك الدبابة وتتفوق على إسرائيل وظنت أمريكا أن دول أوروبا لن يساعدوا مصر على الحصول على الصفقة ولكن حدث العكس فتسابقت الدول إلى الفوز بالمناقصة ومنها بريطانيا ودبابتها تشالينجر.