خبير في العلاقات الدولية: الناتو اختلق انتهاك روسيا للمجال الجوي التركي لوضعها موضع اتهام

تقارير وحوارات

نشأت الديهي
نشأت الديهي


قال نشأت الديهي الباحث في مجال العلاقات الدولية والمتخصص في الشأن التركي، إن موسكو قدمت توضيحات بشأن حادثة انتهاك طائرة روسية للمجال الجوي التركي لثوان معدودة عن طريق الخطأ بسبب سوء الأحوال الجوية، وأوضحت أن ذلك حدث قبل هبوط الطائرة في مطار حميميم في اللاذقية والذي يبعد 30 كيلومترًا عن الحدود السورية التركية، ولكن تركيا وحلف الناتو يتجاهلان هذه التوضيحات ويصران على توجيه الاتهامات إلى روسيا، كما يختلقان حوادث مماثلة عن انتهاكات روسية للمجال الجوي التركي، واصفا ذلك بالحادث المختلق من أجل وضع روسيا في موضع الاتهام.

وأكد الديهى لـ"الفجر"، أن النجاح الذي أحدثته القوات الروسية الجوية على مدى الأسبوع المنصرم أقلق الولايات المتحدة وحلف الناتو، وذلك لعدة اعتبارات ، أولها أنه لم تحقق قوات التحالف الدولى بقيادة واشنطن أي انجاز ملموس على صعيد تحقيق الهدف المعلن وهو الحرب على "داعش"، ما أثار التساؤل حول جدوى قوات التحالف الدولس وفضح نواياهم الخبيثة ضد الدولة السورية.  

وأضاف الديهي، أن الاعتبار الثاني يتمثل في أن واشنطن تشعر بحالة كبيرة من الانزعاج بسبب سياسة موسكو للمواجهة الشاملة لكل الجماعات الإرهابية أو التنظيمات المسلحة التي تنتشر في سوريا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الأمر الذي يشير باحتمالية قيام موسكو لتدابير مماثلة فى العراق وليبيا، كما يشير بعزم موسكو على عمل عسكري ضد المعارضة السورية المدربة أمريكيًا، الأمر الذى يعد ضربة موجعة للخطط الأمريكية التى انفقت عليها مليارات وتكبدت من اجل تحقيقها جهودا كبيرا على مدى سنوات.

وأشار الخبير في الشأن التركي، إلى أن الاعتبار الثالث هو أن الولايات المتحدة والناتو يشعران بقلق كبير إزاء الدعم السياسي الصيني للعملية العسكرية الروسية، خاصة في ضوء أنباء غير مؤكدة عن تحريك الصين لقطع بحرية وصلت مؤخرا ميناء طرطوس، فى إشارة لاستعداد الصين تطوير موقفها الداعم لروسيا، ومن ثم فإن واشنطن والناتو يحاولان إجهاض ما يعتبرونه محاور جديدة بدأت فى التبلور مؤخرا من شأنها تغيير موازين القوى لصالح روسيا.

وحول الموقف التركي، ذكر الديهي، أن الاعتبار الرابع يأتى فى إطار رغبة تركيا فى اختلاق أزمة خارجية مع روسيا للتغطية على مشاكلها الداخلية، قائلًا: "إن الناتو يدعو لاحترام القانون الدولي في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بانتهاك المجال الجوى السورى على مدى أكثر من عام، كما تقود تحالفًا غير شرعيًا لمواجهة غير جادة للإرهاب، هذا بخلاف ما تقوم به تركيا من أعمال إجرامية في تقديم الدعم اللوجيستي للجماعات الإرهابية وتسهل دخولهم الأراضي السورية.