كاتب امريكي : الامن الداخلي .. الجدار الاخير بين السيسي و عبد ناصر

أخبار مصر

بوابة الفجر


عبر صفحات مجلة فورين بولسي , نشر الكاتب الامريكي الشهير ديريك دافيسون مقالا حول المقارنة بين الرئيسين السيسي و عبد الناصر و يعتبر دافيسون واحد من المع الكتاب المتخصصين في السياسية الامريكية خلال السنوات الخمس الاخيرة , و هذا هو ملخص لاهم ما جاء في المقال .

منذ انتخاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر و كثيرا ما شبه بالرئيس الاسبق جمال عبد الناصر , سواء كان التشبيه على المستوى الايجابي او السلبي لاي من الرئيسين , و بحكم التاريخ  فالمقارنات لا مهرب منها  خاصة و ان كلاهما وصل الى السلطة من خلال ثورة , و هما ايضا يقفان على الجانب الاخر من جماعة الاخوان المسلمين  ,  و يمكن القول ان الرئيس السيسي و الدائرة المقربة منه لا تخفي اعجابها بناصر و تسعى لاحياء التراث الناصري ..فهناك الكثير من الامور المتشابهة بينهما و رغم ذلك فان المقارنة بينهما ظالمة للرئيس السيسي اذا ما نظرنا الى الامر من وجهة نظر دور مصر الاقليمي على مستوى الشرق الاوسط و الساحة الدولية  , فناصر كان قائدا اوحد في المنطقة العربية و له دور بارز في حركة عدم الانحياز و الاتحاد مع سوريا و غيرها من الادوار الرائدة التي شكلت فلسفلة سياسية الخاصة و التي طهرت في جميع أنحاء العالم العربي والحركات اليسارية في أفريقيا وأمريكا اللاتينية.

و تعد الاحداث الحالية في اليمن خير دليل على ذلك فعلى الرغم من المكانة المرموقة لمصر في قوات التحالف العربي ضد الحوثيين الا ان الدور العسكري الفعلي يبدو صغيرا بالنسبة الى مصر مقارنة بموقف ناصر  , اما الوضع السوري فانه يشكل ضغط اكبر على مصر و رئيسها  فمصالح الداعمين لمصر من دول الخليج تتجه لاسقاط الاسد و هو ما سيؤدي بطبيعة الحال الى سيطرة داعش و جماعة الخوان المسلمين على سوريا و هو وضع لن  يسمح به الرئيس المصري الذي يعي ان سوريا حينها ستصبح ششوكة في حالق مصر   .

وهو وضع يبدو شبيها الى الازمة الليبية التي لا تتعامل معها مصر بشكل فعال في ظل عدد قليل من الضربات الجوية لاهداف تابعة لداعش في ليبيا مع المطالبة بضرورة تحرك دولي واسع  .

و على الرغم مما سبق الا ان الحقيقة تشير الى ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسيان ملف الدور الاقليمي لمصر  لا يستطيع ان يقوم فيه بدور اكبر مما يقوم به حاليا  , في ظل هذا الكم الهائل من التحديات التي تقف في طريق الرجل , و على الرغم من التحسن الملموس على المستوى الافتصادي الا ان هناك لعديد من المعوقات داخل هذا الملف .. على راسها البطالة , و الانفجار السكاني , في ظل صعوبات اجتذاب استثمارات اجنبية لدعم مشاريع البنية التحتية و على الرغم من هذا فهناك طموحات بمشاريع كبرى على غرار العاصمة الجديدة شرق 
و لكن التحدي الحقيقي الذي يقف في طريق السيسي هو الوضع الامني الغير مستقر , فهناك صراع شرس في سيناء و صراع على الحدود الليبية , ووصل الامر الى القاهرة ذاتها و تنفيذ عدة عمليات ارهابية مثل مقتل النائب العام هشام بركات .

وخلال فاعليات  مؤتمر  معهد الشرق الأوسط السنوي الثالث والذي عقد في واشنطن الأسبوع الماضي اكد الدكتور  عبد المنعم سعيد على ان  هذه المخاوف الأمنية الداخلية تعوق بشكل مباشر  قدرة مصر على لعب دور أكبر خارج حدودها , فالتحدي الامني الداخلي يمكن ان يقدم نموذجا لباقي الدول اذا ما نجح السيسي في استعادته مرة اخرى .

و باختصار فانه يمكن القول ان جلب الاستقرار الداخلي لمصر من شانه ان يتيح لها القيام بدور اقليمي اكبر و من ثم تصدير الاستقرار الى باقي المنطقة و الشرق الاوسط بشكل عام خاصة و انه لا يمكن تصور شكل الشرق  بدون دور مصر الفعال في هذه البقعة الملتهبة من العالم .