هيثم هلال يكتب: فأي محتل هذا سيكسرهم؟!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


بينما نحن غارقون في سباتنا.. أو جالسون نستمتع خلف الشاشات بصفحاتنا على مواقع التواصل.. هم كانوا الغضب الذي لا يهدأ، لأنهم عاهدوا الله مرابطين على ألا تنكسر بلادهم أبد الدهر وإن كان الثمن أرواحهم..

وبينما نشيح بوجوهنا جانبًا أو نصمّ آذاننا حتى لا نسمع أنين القدس.. وبينما كان تجّار الأوطان يبرمون الصفقات السياسية في حانات العار والخيانة، يحطّمون هم قيودهم ويصنعون من حلمهم جسرًا عتيدًا يعبر بهم إلى العودة التي تنهي احتلال العدو الجبان، رافعين شعار "لابد للعدو أنه فانٍ مهما طال الزمن".. فأي محتل هذا سيكسرهم؟!

الجميع مشغول.. وكأن الأحداث المتلاحقة والأحلاف الإقليمية والدولية وإحداثيات القتال الجوي في سوريا واليمن والبري في ليبيا والعراق، طوت فلسطين الأبية.. وكأن القضايا الداخلية والإرهاب والإرهاب المزعوم قتلت الأصوات المستنجدة والزهور البهية في الأرض الطاهرة (فلسطين)، وكأن عدسات الإعلام انطفأت عن تلك البقعة النقية وهذه الورود العطِرة. 
 
انتفاضة فلسطينية ثالثة أبطالها مولودون بين انتفاضتين أو بعدهما، جيل استلم القضية فورث التمرد من أجداده، وولى دبره عن الجيوش المترفة التي ألقت السلام على الاحتلال الإسرائيلي.. فيا كل أصقاع الأرض مهما غضضتم أبصاركم أو طوت غرائزكم مقاوماتهم الطاهرة النقية، ينثرون هم وردهم حتى ينضموا إلى قوافل الشهداء.. فأي محتل هذا سيهزمهم؟ّ! 

تلك الفتاة الفلسطينية المفعمة بالأنوثة يحوطها الإصرار والعزة.. تقف والشموخ والكبرياء يتملكها أمام جنود ينتابهم الخوف والرعب لولا السلاح الذي يحتمون خلفه.. ليس لها شغل شاغل سوى وطن اسمه فلسطين.. مرابطة وهي ومن معها من الشباب والفتيات والصبية من أجل قضية وطن لا مكاسب سياسية أو مناصب شخصية.. 

"الحجارة" سلاحهم الوحيد للدفاع عن الأقصى في مواجهة الرصاص.. يخرجون هم ويواجهون بلا توجيه من جماعة سياسية أو مصالح شخصية.. يحركهم الوطن لا دونه.. لديهم يقين أن ما أُخذ بالقوة لن يُسترد إلا بالقوة.. ولا نتيجة من أهل السياسة وتحركاتهم الدولية سواء في القمم العربية أو غيرها فهي لم تُخلق من أجلهم.. لأن هؤلاء يجلسون في قاعات مكيفة ويغمغمون بكلمات قاتلة ويطلقون قهقهات عاهرة ويلقون على الاحتلال السلام بل وألف سلام!