أسرار دعوة "قطر" إلى حوار "سعودي – إيراني" في هذا التوقيت

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


شهد شهر أغسطس الماضى، دعوات لحوار خليجى بقيادة السعودية مع إيران، وقيل أنه سيتم تحت إشراف واشنطن، عقب توقيع الاتفاق النووى لطهران مع مجموعة دول"5+1"، ثم انعقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر، والتى شهدت هجوما إيرانيا على السعودية؛ بسبب حادث مشعر منى.
 
وعادت مؤخرا تلك الدعوات برعاية قطرية وترحيب كويتى، حيث أعلن  الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، عن دعم دولة الكويت لمبادرة الأمير تميم حاكم قطر.
 
وقال الدكتور محمد سعيد إدريس خبير شئون الشرق الأوسط بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، مازلت أكرر أنه كلما تأخرت خطوة الحوار العربي "خليجيا كان أو مصريا" مع إيران، كلما ارتفع سقف شروط طهران، لافتا إلى أن الدعوة تأتى حاليا فى توقيت شديد الحساسية والخطورة، ما بين تصاعد الدور الإيراني فى سوريا مدعوما بالتدخل العسكرى الروسى لصالح نظام بشار الأسد من ناحية، وتنامى الوجود الإيرانى فى عواصم عربية أخرى مثل بغداد وبيروت وصنعاء من ناحية أخرى.
وأضاف"إدريس" إن  حصول إيران على أرصدتها التى كانت مجمدة  فى بنوك أوروبا وأمريكا، يساوى تدفق الأموال إلى جانب تدفق البترول الإيراني فى الأسواق العالمية، وهو ما ينذر بأزمة اقتصادية تواجهها دول الخليج، ردا على الصفقة السعودية الأمريكية لتخفيض أسعار النفط، التى كبدت روسيا خسائر فادحة من قبل.
وتابع: على نظام الخومينى أن يدرك – إذا كان راغبا فى إنجاح هذا الحوار- إن حلم استعادة الإمبراطورية الفارسية، باحتلال الدول العربية بات مستحيلا، وإن تلك الأرض لها أصحاب، لن يتنازلوا عنها بسهولة.
 
وأكد على أنه كان من الأفضل أن تأتى تلك المبادرة من القاهرة وليس من الدوحة؛ لأن إيران مازالت تتطلع لاستعادة علاقاتها مع مصر، كقطب إقليمى، ولكن الأنظمة المصرية تصر على أن تكون ملكية أكثر من الملك، وتقطع علاقاتها مع إيران، إرضاء  لملوك النفط، بينما دول الخليج نفسها، وفى مقدمته السعودية والإمارات تحتفظ بعلاقات حقيقية مع طهران.
 
ومن جانبه قال الكاتب السياسى فتحى محمود المتخصص فى الشئون الإيرانية والعربية، إن البيئة حاليا محتقنة للغاية، فطهران تهدد بشكل مباشر أمن دول الخليج، وفى الكويت تحديدا تم ضبط أكبر ترسانة أسلحة ومتفجرات في تاريخ البلاد، و كشفت اعترافات المتهمين عن  تورط حزب الله وإيران في أعمال الإرهاب، حسبما ذكرت الصحف الكويتية.
وأضاف " محمود" البحرين أيضا سحبت سفيرها من إيران مؤخرا، وطلبت من سفير طهران مغادرتها في 72 ساعة، بينما أعلنت حكومة عبدربه منصور هادى فى اليمن قطع علاقاتها مع إيران، موضحا أن  طهران مازالت تخوض حربا  بالوكالة ضد السعودية في اليمن، من خلال دعمها للحوثيين المتمردين والرئيس المخلوع على عبد الله صالح.
 
وتابع: تتحرش إيران بالكويت ودول الخليج في قضايا مصيرية تتعلق بالحقوق في حقول النفط والغاز على الحدود، كما أنها متهمة  بإثارة القلاقل المذهبية داخل الدول نفسها، وفى مناطق الكثافة الشيعية.
 
وأوضح أنه في ظل حصول إيران على الدعم الروسي في سوريا، وتصاعد علاقتها مع أمريكا  بعد الاتفاق النووي، فإن أي حوار محتمل سينطوي على تقديم تنازلات خليجية، لافتا إلى أنه لامانع لدى قطر من الإصرار على دعوتها، فى مقابل أن تجد لنفسها دورا إقليميا فى المنطقة، بمباركة واشنطن وموسكو، بينما تتدخل الكويت عادة؛ بهدف رفع الحرج عن الرياض، بوصفها عاصمة الدولة السنية المركزية بالمنطقة،  والتي يصعب عليها الدخول في حوار مباشر مع طهران، في هذه الأجواء المحتقنة.