د. أحمد يونس يكتب: إحنا مش فى مركب واحدة

مقالات الرأي




■ التختروان، ليس خيالاً من اختراع المزاج الشعبى. وقد عاش فـترة ما كحقيقة مادية فى حياة الناس. شكله أقـرب ما يكون إلى علبة ضخمة، أركانها من الأعمدة الخشبية المكسوة بالحرير المطرز بالقصب. البضاعة الوحيدة التى يجرى حـشرها داخله هى النساء، كما لو كن أكداساً من العجوة المخزنة فوق بعضها. ليس من اللائق أن تطأ المرأة الجميلة الأرض بقدميها المدللتين. هكذا قرر الرجال، أيـام كان الحـب من خــلف ثغرات الخباء فى البادية، أو من تحت المشربيات فى قــاهرة العــشق المحــرم. كالأميرات، يجب أن تذهب الفتاة إلى حيث تريد دون أن تمـشى على الأرض كما يفعل البشر العاديون. السؤال هـو: لماذا يستبد الحنين فى الوقــت الحاضر بأغلب السيدات لزمن التختروان؟ وعلى امتداد العمر، ساورنى الشك باستمرار حول مســألة طالما شغلتنى. هـل الهدف الفعلى مــن التختروان هو التعامل مع المرأة من منطلق أنها: اللؤلؤة المكنونة أو الجوهرة المصونة، أم أن علبة الحرير فى الواقــع خباء آخر أضيق؟ دائماً ظل الحـرص على الاحتفاظ بها خلف القضبان هو الوسواس القهرى المسيطر. الهاجس المرضى الذى لا يبدو أن له علاجاً. السجن هو السجن حتى لو كانت قضبانه من الحرير المطرز بالقصب.

■ أحمد آدم، لمــا بيلعب مـفـكـر سـياسـى، زى مـا حــصـل امبارح الصـــبح مــثلاً على أون تى فى، الحـكــاية سـاعـتهـا إذ فجأة بتروح ملعـبكــة عــلى الآخــــر . المــنظـر كـــله على بعـضــه الصــراحـة بيبقـــى عــامـل زى الشـــنب اللى وقـــع من صــاحـبه.

■ إذا كـنت تؤيد انتزاع الشيعة من بـيـن الأحــضان الدافئة، لسحــلهم حتى الموت، كما حدث جهاراً نهاراً فى شوارع قرية مصرية، فأنت مع تطهير البلد من القوم الكافرين. إذا كـنت تؤيد قـطـع أذن القبطى حتى لا يستمع مرة أخرى إلى ضلالات القساوسة، فأنت تجسد الإسلام الوسطى المعتدل. إذا كـنت مع مبدأ إحراق الكنائس بمن فيها، أو خــطف المسيحيات القــصر من أمــام المدارس فى وضح النهار، ليظهرن خلال شــهور معــدودة متزوجــات من ملتحين، فلست بأى مقــياس فظاً غـليظ القلب. أنـت هكذا إنما تجادلهم بالتى هى أحسن. إذا كنت تكره الفن والعلم والحرية، فانتخب حزب النور.

■ توفيق عكاشة. مرتضى منصور. ما هى الصفات المشتركة بينهما؟ حـزر فـزر.

■ هل نحن جميعاً مصريون، كما تروج عـصابات الإرهــاب بكل الوسائل؟القتلة والقتلى؟ مصاصو الدماء والضحايا؟هل نحن جميعاً فى مــركـب واحـــدة. كيف لا نرى الفرق بين المصرى وحامل الجنسية. طبعاً كلنا مصريون، بموجب جوازات السفر ليس إلا. كيف يكون مصرياً مـن يؤمن بأنه لا وطن فى الدين، كما أفتى حسن البنا؟ هل يستحق أن نسميه مصرياً مـن يضخ سمومه مؤكداً: الوطن ما هو إلا حـفـنة نجـسة من التراب، كما أعلن الماسونى سـيد قطب؟ المصرى لا يتهرب من أداء تحية العـــلم، ولا يبرك كالعجل لحظـة عزف السلام الوطنى. المصرى لا يفشى أسرار بلاده العـسكرية إلى أحد، ولا يوزع أرض الوطن على كلاب السكك. الثابت أيضاً هو أننا لسنا فى مــركـب واحـــدة. إحنا فى مــركـب تانية. مـش ممكن نركــب مع الخائن واللص والسفاح والديكتاتور والجاسوس نفـس المــركــب، ولا سنسمح لهـم بـأن يركبوا معنا. الثوار الوطنيون عـمـلوا مـركــبهـم الخاص. إحنا سـكـتنا مـش واحـــدة. مــركـب الثــوار الوطنيين رايحة المـسـتقـبل، ومـركـبهـم مالهاش إلا طـــريق واحد مافيش غـــيره: الاسترخاء على ظهورهم كالبغال التى خرجت من الخدمة فى خرابات التاريخ.

■ أمية القراءة والكتابة، أعرف أن علاجها يكون بالتوسع فى نشر التعليم. لكن: ما العمل فى أمية المشاعر؟