خبراء للفجر: المعارك الجوية "الروسية – التركية" ليست بعيدة عن "سيناء"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


سقطت طائرة روسية، فوق محافظة شمال سيناء صباح اليوم السبت، فى توقيت شديد الخطورة والحساسية، ما بين اتجاه الدولة لتنمية سيناء، تكليلا لجهود الجيش والشرطة فى القضاء على البؤر الإرهابية، وتنامى العلاقات المصرية الروسية اقتصاديا وسياسيا من ناحية أخرى.

وفي هذا الصدد حذر خبراء من استغلال هذه الحادثة فى تكدير الأجواء بين القاهرة وموسكو، فيما تحدث آخرون عن الأسباب التى قد تكون أدت لهذه الكارثة، ما بين الأعطال الفنية والعمليات الإرهابية.

    
وقال اللواء طيار سمير عزيز ميخائيل، إن هناك الكثير من الأسباب  التى تؤدى لحدوث الأعطال، أو الخلل في الطائرة، موضحا أنه من الممكن أن يكون هناك عطل في المحرك، أو  حريق فى المحرك، أو عدم ضبط  الضغط الجوي داخل الطائرة.

وأضاف "ميخائيل"  أيضا أن من أهم الأسباب التي من الممكن أن توقف الطائرة هي "أجهزة الملاحة"،  المسئولة عن وصول الطائرة  للمكان المتجهة إليه، واستبعد أن يكون وراء سقوط الطائرة عملية إرهابية، لافتا إلى أن سقوط الطائرة بسبب التفجير الارهابى، يؤدى إلى انفجارها فى الجو، وهذا ما لم يحدث فى الواقعة الحالية.

وتابع: هناك ثلاثة أشياء لمعرفة سبب سقوط الطائرة إما راكب ناجي كان داخل الطائرة يقول ما حدث، ففي بعض الأحيان يتم اللجوء اللي هبوط  اضطراري للطائرة في أي مطار، أو شاهد عيان يكشف تفاصيل الواقعة، أو الصندوق الأسود للطائرة، بعد العثور عليه؛ لأنه المسئول عن تسجيل كل تحرك فى الطائرة، وإن اختفت جميع  الأشياء السابقة فلن يتم معرفة السبب.

وشدد الخبير الاستراتيجى على أن  حادثة سقوط الطائرة الروسية في سيناء، لن يؤثر علي العلاقات المصرية الروسية مطلقا؛ لأنها حادثة عادية كان من الممكن أن تحدث في أي مكان آخر.

ومن جانبه أكد  اللواء طيار محمد أبو بكر، أن أدق التفاصيل لم يتم الوصول إليها، حتى الآن، مضيفا - من وجهة نظره الشخصية- أن حادث سقوط الطائرة الروسية يوضح  مدي الإرهاب، الذي تواجهه مصر، خاصة في سيناء، والذي دائما ما يتحدث عنه الرئيس السيسى نفسه، وأن هذا الإرهاب لا يؤثر علي مصر فقط بل يؤثر علي المنطقة كلها،  بدليل أنهم يملكون أسلحة متقدمة قادرة على التعامل مع الطائرات، وتابع: من وجهه نظري يوجد سلاح مهرب من ناحية الشرق، ومن تركيا و إيران؛ لكي يتم ارتكاب العمليات الإرهابية التى تتعرض لها سيناء، من آن لآخر.

    
وأضاف الخبير العسكرى إن الرئيس السيسي أوضح أكثر من مره أننا لا نقاتل المعارضة المصرية، لكننا نقاتل عدو شرس، وهناك دعم خارجى يقدم لارتكاب عمليات معينة، بكيفية معينة.

وفى سياق متصل استبعد اللواء مهندس فؤاد الجيوشى بالقوات الجوية سابقا، أن يكون وراء سقوط الطائرة حادث ارهابى، ولكنه توقع أن تستغلها وسائل الإعلام الاخوانية والتركية والتابعة للدول المعادية فى تشويه صورة مصر، خاصة فى ظل خطط تنمية سيناء التى تجرى حاليا.

 وأوضح خبير هندسة الطيران أنه بحسب تقارير الاتحاد الدولي للنقل الجوي، والمنظمة الدولية للطيران المدني، فإن أسباب حوادث الطيران تختلف وفقا لأسباب بشرية، مثل تصرف خاطئ من قبل أحد أفراد طاقم الطائرة أو الفنيين الأرضيين، وأخطاء الرقابة الجوية، أو أسباب طبيعية مثل سوء الأحوال الجوية المفاجئة.

وأشار إلى أن الأسباب الفنية تتمثل في حدوث خلل في أنظمة الصيانة، أو أعطال مفاجئة، أو أسباب تصنيعية، كما يأتي احتمال تعرض الطائرة – أى طائرة فى العالم-  لعمل إرهابي كأحد أهم الأسباب المتخوف منها في ظل الأحداث السياسية المتوترة التي يشهدها العالم.
وتابع " الجيوشى": يعد وزن الطائرات عامل مهم في التقليل من مخاطر التعرض للسقوط، فبالنسبة للطائرات ذات الأجنحة الثابتة يعد 27 ألف كيلو جرام هو الوزن الشائع والمناسب لها.

وعلى الصعيد السياسى قال الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، وخبير العلاقات المصرية الروسية، إنه من الممكن أن يكون رواء الحادث عملية إرهابية، قد تكون دولة مثلا بعينها قد حاولت إسقاط الطائرة، لافتا إلى أن المعارك بين الطيران الروسى والتركى فوق سماء سوريا، ليست بعيدة عن سيناء.

وشدد "زهران" على أنه لا يجب أن نستبق الأحداث، وستكشف التحقيقات عن الأسباب الفعلية للحادث، مستبعدا أن يؤثر سلبا على العلاقات المصرية الروسية؛ لأن موسكو من العواصم التى تساعد القاهرة عسكريا وسياسيا فى حربها على الإرهاب.

وأضاف:  إن الرئيس الروسى "بوتين" يحارب الإرهاب فى سوريا، ويعلم خطورة تلك التنظيمات المتأسلمة، ككيانات دولية عابرة للقارات، نفذت  عمليات عديدة  فى دول بحجم فرنسا واسبانيا والسعودية وغيرها.