أحمــد متولــى يكتب: حزيــن طرابيــك!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


رحيل الفنان القدير سعيد طرابيك، بعد زواجه بشهرين نتيجة شراهته فى تدخين "الشيشة" -كما ذكر التقرير الطبي- لم تكن بالصدمة الهينة علينا جميعًا خاصة للعاملين فى المجال الفنى، رغم أنه كان -بمصطلح ولاد المهنة- "سنيد" لعدد كبير من نجوم الفن، وكان سببًا فى شهرة عدد كبير من النجوم الشباب الموجودين على الساحة الفنية حاليًا، ومعني "سنيد" هنا أن أدواره محورية تتعلق ببطل العمل ويكون بجواره دائمًا، مثل الأدوار التى يؤديها دائما رفقاء دربه حسن حسني ولطفى لبيب ومؤخرًا بيومي فؤاد، وأصبحنا أمام صعوبة إيجاد ممثل يقوم بتجسيد هذه الأدوار من نوعية هؤلاء النجوم، لكن الصدمة الأكبر والتى جاءت بعد وفاته بأيام قليلة وجعلت البعض يتجاهل تاريخه الفني الهام ويركز فى تفاصيل حياته الشخصية هى اقتحام حرمة وفاته فى أحداث تروج على لسان أقرب أشخاص لديه وهم أرملته الحالية سارة طارق ومطلقته عزة شعبان أم ابنه الوحيد "يوسف"، وما بين الاثنين تدار المكائد وتُسن السكاكين لانتهاز الفرصة المناسبة لكى تنتقم كل منهما من الأخرى.

 

"شغل نسوان" هو أقل شيء ممكن أن يوصف به هذا الصراع بين ستات "طرابيك"، صراع أصبح يتمثل فى خلاف على شوية فلوس وشقق وعربيات، وتناسيا أن الراحل سعيد طرابيك ليس ملكًا لهما فقط، بل هو وتاريخه ملكًا للشعب بقدر ما أضحكنا وأسعدنا فى أعماله المختلفة، ولسنا مستعدين أن نكره هذا الشخص وتاريخه الفني بسبب سوء تصرف زوجاته.

 

سعيد طرابيك، رغم أنه من أسرة ذات صيت كبير فى ضواحى القاهرة القديمة وتحديدًا فى منطقة السيدة زينب؛ إلا أنه لم يلقي حظه فى الدنيا، ورغم أن والده أطلق عليه اسم "سعيد" إلا أن الدنيا لم تضحك له كثيرًا فتعددت زيجاته، إلى أن رزقه الله بالولد من زوجته "عزة " ولكنه أنفصل عنها وقرر أن يتزوج من فتاة تصغره بـ40 عاما، وهو ما جعل الكثير يسخر منه ومن زيجته مؤكدين أنه لم يحترم سنه ولا مكانته كفنان كبير، وهو ما جعله يظهر على شاشات التلفزيون فى أكثر من برنامج ليؤكد أن الحب لا يعرف المستحيل ولا يعترف بفارق السن، ليدخل بعدها فى مشاكل أسرية مع نجله الوحيد ويقوم الأخير برفع دعوى قضائية ضده يتهم فيها والده بالتزوير وخيانة الأمانة، ليدخل بعدها المستشفى ويفارق الحياة إلى مثواه الأخير.

 

حريم "طرابيك" لم يكتفيا بهذا الحد بل نشبت بينهما خلافات أثناء استقبال العزاء فيه بعد دفنه بساعات قليلة، وظهرت أرملته سارة طارق على شاشات التلفزيون مع "الإبراشى" فى مشهد دراماتيكي يذكرنا بالمذيعة حياة الدرديري ومصاحب بأداء مفتعل للمذيعة ريهام سعيد لتعلنها أمام الجميع بأنها لم تكن نزوة فى حياة "طرابيك" بل أنها الوحيدة التى نالت حبه، كما نالت تركته التى كتبها لها قبل وفاته فى الشهر العقارى، لتبدأ حلقة جديدة من حلقات النزاع القضائى بين أرملة ومطلقة لا يعلم إلا الله منتهاه.

 

ما يشغلنا حاليًا ليس نتيجة الصراع الدائر بين حريم "طرابيك" بل بتكريم لاسم الفنان الراحل بشكل يليق به وبمسيرته الفنية التى تجاوزت الـ39 عاما، خاض خلالها الكثير من التجارب الفنية داخل مصر وخارجها، وكان سببًا فى نجاح عدد كبير من الأعمال الفنية، وعلى نقابتي الممثلين والسينمائيين بالتعاون مع وزارة الثقافة بتخليد ذكراه بشكل جيد، حتى ولو كان هذا التخليد يتمثل فى إطلاق اسمه على جائزة مسرحية للهواة، حتى نتذكره دائمًا بالخير.